الحجامة.. علاجٌ قديم يعود إلى قيمته!

الحجامة.. علاجٌ قديم يعود إلى قيمته!
صورة توضيحيه
خاص دنيا الوطن - روزين ابو طيون

الحجامة هي أسلوب طبي نبوي لعلاج الأمراض من خلال تخليص الجسم من الدم الفاسد والسموم الزائدة في المنطقة المريضة. 

ويتم ذلك عن طريق سحب الدم من تحت الجلد باستعمال كؤوس وإبر خاصة، حيث يخرج الدم باللون الأسود.

 كانت تستخدم الحجامة لعلاج كثير من الأمراض، إلا أنه وبعد انتشار الطب الغربي تراجع استخدامها، وأصبحت مجرد ممارسة تقليدية، ولكن في السنوات القليلة الماضية وبعد اكتشاف التأثيرات الجانبية للعديد من الأدوية الكيميائية، بدأ الناس بالرجوع إلى الطب التقليدي أو ما عرف بالطب البديل.

مواقع الحجامة في الجسم

يقول طبيب العلاج الطبيعي نصر أبو خضر "للحجامة ثمانية وتسعون موضعا، منها خمسة وخمسون على الظهر، وثلاثة وأربعون على الوجه والبطن، ولكل مرض مواضع معينة للحجامة في جسم الإنسان، وأهم موضع هو الكاهل(في مستوى الكتف وأسفل الرقبة)، بما أنه مشترك في كل الأمراض".

ويكمل أبو خضر "الحجامة تعمل على خطوط الطاقة، وهي أفضل بعشر مرات من الإبر الصينية، ويعود ذلك لأن الإبر الصينية تعمل على نقطة صغيرة في الجسم، أما الحجامة فتعمل على دائرة قطرها 5 سم تقريبا".

ما هي فوائد الحجامة؟

عن تأثيرها على جسم الإنسان وفوائدها يخبرنا أبو خضر "تقوم الحجامة بتسكين الألم. أيضا تقوم بتخليص الجسم من السموم والخلايا الهرمة، بالإضافة لتنظيم وتصحيح مسارات القوى الكهرومغناطيسية، حيث تطبق الحجامة على نقاط عمل الإبر الصينية، وتعرف بنقاط الدلالة، وهي نقاط موجودة على جسم الإنسان بدرجات متفاوتة من العمق ومرتبطة بمسارات للطاقة. وتتميز هذه النقاط بكونها تؤلم إذا ضغطنا عليها مقارنة بالمناطق الأخرى، التي لا يوجد فيها نقاط للوخز بالإبر. كما أنها تشتد ألما إذا مرض العضو الذي تقع النقطة على مساره، وهذه القنوات تجري فيها طاقة مغناطيسية ".

يكمل الدكتور نصر عن الفوائد " الحفاظ على توازن وانتظام وظائف الأعضاء، كالجهاز العصبي اللاإرادي، حيث يؤدي التعامل مع النقاط التوازنية إلى إحداث نوع من التوازن والانتظام في عمل الجهاز السمبثاوي واللاسمبثاوي (الجهاز العصبي اللاإرادي)، فإذا كان في أحدهما أو كلاهما اضطراب ما، فإن التوازن الناتج عن التعامل مع نقاط القوى المغناطيسية يعيد للجسم حالته الطبيعية، بالإضافة إلى تجديد الدورة الدموية وتنشيط مراكز الحركة في الجسم".

وفيما يتعلق بالموانع لعمل الحجامة يشير أبو خضر إلى أنه لا يوجد مرض أو مانع يمنع من عمل الحجامة، وذلك لقول رسول الله "إن في الحجم شفاء"، فحتى مرضى السكري لا يمنعون من الحجامة، فهي شفاء لهم.

يقول فادي حجير وهو أحد الحالات التي جربت الحجامة: "في البداية كنت خائفا جدا، وخصوصا أني مصاب بالسكري، ولكن بعد استشارة الطبيب تبين أنه سيعود بالنفع لي، وفعلا تشجعت وقمت بها وارتاح جسدي تماما".

يرى البعض أن الحجامة شيء قديم ولا فائدة منه، والبعض يراها وقائية فقط، عن هذا يرد الدكتور نصر أبو خضر "الحجامة وقائية كانت أم علاجية، فهي عالجت العديد من الأمراض، ولا يمكن إنكار ذلك، مثل الصداع المزمن وخدر اليدين والأكتاف وآلام الظهر والبواسير وغيرها، وحتى الشلل النصفي عالجته. ودل على أهميتها أنها أقرت في الجامعات الأجنبية وتدرس في مواد الطب البديل. ويفضل أن يقوم بها طبيب وشخص متخصص، ولكن للأسف لا يوجد ترخيص لهذه المهنة لأن وزارة الصحة لا ترخصها".

خطوات إجراء الحجامة

وعن الخطوات لإجراء الحجامة يقول أبو خضر "في البداية يتم تحديد موضع الألم في الجسم، قبل كل شيء يجب تهدئة الشخص، فلا يجوز أن تتم لشخص متوتر أو خائف، ويجب أن لا يأكل الشخص قبل أربع ساعات على الأقل. ثم توضع الكؤوس ويتم الخدش في المنطقة التي وضع علها الكأس، من 10 إلى 15 خدشا وطول الخدش نصف سنتمتر. ويتم تثبيت الكأس مرة أخرى لشفط الدم الفاسد، وتترك من 5 إلى 7 دقائق، وإذا كانت كمية الدم كثيرة نعيد الكأس مرة أخرى. وبعد الانتهاء من شفط الدم ستلاحظ أن لونه قاتم وأغلبه متخثر، ويتم مسح المنطقة بقطن".

تأثير الحجامة على الجن والسحر والعين

الجن يتلبس الإنسان لأسباب عديدة، منها السحر والعين والأذى والعشق، حيث يتأثر الجان عندما يتم استفراغ مادة السحر بالحجامة، فتجد المريض في حالة اضطراب وارتعاش، بل وإغماء وقت الحجامة.

عن هذا يقوم نصر أبو خضر "بعض الجن يكون مقيداً في أماكن محددة في الجسد، وربما تكون هذه الأماكن هي مواضع الحجامة، فإما أنه يهرب قبل الحجامة، أو ينفر المريض منها. وقد مرت علي حالات يحضر الجان حضوراً كاملاً، فلا يشعر المريض بالألم حتى أنتهي منه. وهناك حالات يطلب خادم السحر حجامة المسحور في موضع معين من الجسم لتخفيف كمية السحر الذي يؤثر على المريض. وهذه الأمور غيبية لا نعلم سببها، فبعض الجن يتأذون من الحجامة وآخرون يطلبون الحجامة والنتيجة واحدة وهي منفعة المريض بإذن الله تعالى".

وكذلك العين، فإذا أصابت الإنسان يكون لها حيز داخل جسده، إما على شكل سائل أو زلال أو بخار، ومع الرقية تخرج على شكل عرق أو بخار مع التثاؤب، أو على شكل زلال مع البلغم والإسهالات، حيث يستفاد من الحجامة بأنها تمتص العين، إذا كانت من الأماكن القريبة من سطح الجلد. وفيما يتعلق بالسحر، فالحجامة تنفع في استفراغ المأكول والمشروب وحتى المرشوش على الجسم. فالسحر بعد أن يؤكل يستقر في البطن وينتشر مع الدم إلى معظم أعضاء الجسد، والحجامة هنا تنفع في استفراغ مادة السحر التي تكون قربة من سطح الجلد.

الممنوعات بعد الحجامة

وعن الممنوعات بعد عمل الحجامة يقول الدكتور نصر أبو خضر "يمنع على المحتجم القيام بالرياضات العنيفة والتبرع بالدم إلا بعد أسبوع، أيضا يمنع المحتجم أن يأكل أو يشرب الحوامض والبهارات وهذا يكون لمدة ثلاثة أيام، والتدخين إن تم بعد الحجامة مباشرة تكون أضراره كبيرة، لذلك يجب على المحتجم أن يبتعد عن التدخين في هذا اليوم".

ويكمل أبو خضر "على المحتجم أن يرتاح بعد قيامه بالحجامة، ويمنع من السفر لمسافات طويلة في نفس اليوم، ويمنع الجماع بعد الحجامة لمدة ثلاثة أيام. ويفضل المشي 7 كيلو متر يوميا".