في اريحا..الكشف عن اكبر واجمل لوحة فسيفساء في العالم في قصر هشام بن عبد المالك

في اريحا..الكشف عن اكبر واجمل لوحة فسيفساء في العالم في قصر هشام بن عبد المالك
رام الله - دنيا الوطن
كشف أمس الخميس عن أكبر وأجمل لوحة فسيفساء في الشرق الأوسط والعالم، في قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، في مدينة أريحا، وأعلن عن البدء بتنفيذ مشروع لحمايتها بتمويل ياباني.

وتعتبر هذه اللوحة واحدة من أكبر وأهم لوحات الفسيفساء الأثرية على مستوى العالم، والتي لا تزال موجودة في موقعها الأصلي.
تبلغ مساحتها نحو 827 مترا مربعا، وتتكون من 38 سجادة ملونة ومتنوعة الشكل واللون بأشكال هندسية ونباتية. 

واكتُشفت اللوحة في ثلاثينيات القرن العشرين وكانت مغطاة تحت طبقات من التراب وبقيت كذلك لحمايتها من التأثيرات المناخية، إلى أن بدأت عمليات ترميمها قبل بضع سنوات. 

وكشف عن اللوحة خلال حفل أقيم، أمس، في موقع اللوحة في باحة قصر هشام بحضور أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ووزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، ومحافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، وسفير اليابان لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، تاكيشي أوكوبو، ومسؤولة الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) يوكو ميتسوي, ورئيس بلدية أريحا محمد جلايطة، وأمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم مراد السوداني، وعدد من قادة الأجهزة الأمنية والمدنية وممثلي السلك الدبلوماسي.

وقال عريقات، إن فلسطين بثقافتها وغنى الآثار هي متحف وإرث حضاري عريق وأن ما نقوم به اليوم هو الامتنان والعرفان لإرث الأجداد، وحفاظا على تاريخهم، "وان ما نقوم به اليوم جزء من المستقبل"، مؤكدا أن أريحا أم المدن ذات التاريخ العريق، وان فلسطين فيها ثقافة التسامح والتعايش، مشيدا بالتعاون القائم ودعم حكومة وشعب اليابان وكذلك وكالة جايكا".

وبين عريقات أن مطلع شهر تشرين الثاني سيشهد زيارة الرئيس الإيطالي لمدينة أريحا لافتتاح معمل الفسيفساء.

وقالت معايعة، إن وزارة السياحة والآثار، وفي إطار دورها وحرصها على تطوير وصيانة الأماكن السياحية الأثرية سعت لتطوير وتأهيل عديد المواقع، ومشروع تغطية قاعة الاستقبال في قصر هشام، الذي يضم أكبر وأجمل لوحة فسيفساء في الشرق الأوسط والعالم، والذي كان محل اهتمام كبير، مشيرة إلى التوصل لاتفاق شراكة مع "جايكا" وبتمويل ياباني لتنفيذ مشروع اللوحة، منوهة إلى أنه بدأ العمل بالمخططات الفنية والهندسية وخبرات يابانية وفلسطينية في هذا المجال.

وأضافت، إن اللوحة من اللوحات الفسيفسائية الأثرية التي تعود إلى الفترة الأموية إلى جانب لوحة شجرة الحياة الموجودة أيضا بالقصر، ويتم العمل حاليا على إعادة كشفها بعد إقامة سقف وعمل ممرات داخلية خاصة للزوار ليتمكنوا من الاستمتاع بمشاهدتها دون أن يتم ملامستها.

وتوقعت معايعة بعد الانتهاء من المشروع ارتفاع عدد السياح الذين يزورون قصر هشام سنويا وبالتالي تحسن الوضع السياحي في مدينة أريحا.

وتابعت، إن هذه اللوحة مكتشفة منذ سنوات طويلة لكن تم تغطيتها بالرمال والمواد العازلة لحمايتها من التأثيرات المناخية إلى أن يتم سقفها، وأن مشروع تغطية أرضية الفسيفساء عن طريق عمل سقف خاص لها سيأخذ بعين الاعتبار أهمية الموقع والحفاظ على المشهد الثقافي للقصر ومحيطه، وأن لا يؤثر على القيمة الغنية للموقع بل أن يزيدها ويضاعف من أهمية الموقع بعد هذا الكشف.
وبينت معايعة أن اللوحة 827 مترا مربعا وتضم 38 لوحة و21 لونا صيغت ورسمت باحتراف وجمالية راقية.

بدوره قال المحافظ الفتياني، إن كل هذه الآثار واللوحات الجميلة هي الشاهد الحقيقي على تجذرنا في الأرض وفي هذه المدينة ابنة العشرة آلاف سنة ونيف قبل الميلاد. وان لوحات الفسيفساء وتلونها وجماليتها ولوحة شجرة الحياة والتي تضم غزلانا وأسدا تدل على التنوع الحضاري، وان أمما كثيرة عبرت من هنا وتركت بصمات وبقي شعب هذه الأرض "الكنعاني" صامدا، فنحن هنا أرض الرسالات السماوية وأرض المحبة والسلام، ونحن شعب محب للسلام والتعايش مع كل الحضارات والأمم.
وجدد سفير اليابان موقف بلاده الداعم لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وكذلك استمرار الدعم الياباني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء اقتصاد مستقر.

وعبر السفير الياباني عن "فرحته العارمة" لوجوده اليوم في لحظة تاريخية والبدء في مشروع حماية اللوحة من العوامل البيئية والطبيعية وإتاحة رؤيتها، مؤكدا على مكانة خاصة لأريحا كأقدم مدينة بالعالم لدى الشعب الياباني، مبينا أن كلفة المشروع تصل 12 مليون دولار، ومنوها بما تقدمه اليابان من خلال مشروع ممر السلام "اليابان فلسطين إسرائيل الأردن" وإقامة المدينة الصناعية في أريحا.

وقالت مسؤولة جايكا، إن البحث عن التصميم الأفضل بما يتناسب وطبيعة وبيئة المشروع، وبما يحفظ القيمة التاريخية والفنية جار منذ 2014 ووجود فريق هندسي ياباني وتعاون مع وزارة السياحة والفريق الفني واللجنة الاستشارية جار كفريق واحد، وقدمت عرضا عن آلية تنفيذ المشروع وعن المخططات والتصورات المعدة للتنفيذ، وتتيح للزائر رؤية جمالية أرضية الفسيفساء دون أن تطأ قدماه الأرضية من خلال ممرات ومسالك خاصة تتيح التمتع بجمال اللوحة والحفاظ على رونقها.
قال اياد حمدان مدير عام وزارة السياحة والآثار في محافظة أريحا إن اللوحة تعتبر أحد أكبر اللوحات الفسيفسائية المحفوظة على مستوى العالم. 

وتبلغ مساحتها 827 مترا مربعا تقريبا كلها من الفسيفساء.

وأوضح حمدان أن هذه اللوحة مستلهمة من الفن الفسيفسائي البيزنطي والإسلامي.

وقال "العمل بهذه الأرضية وبهذه الحرفية حقيقة استمر سنوات. فيها تأثيرات من الفن الفسيفسائي من الفترة البيزنطية وأيضا أُدخلت عليها بعض الفنون الإسلامية".

وتهدم السقف الأصلي للقصر في زلزال أصاب فلسطين عام 749 ميلاديا وكانت أريحا مركزه، وتهدم فيه الكثير من المباني التاريخية ومن ضمنها قصر هشام، وبالتالي بقيت أرضية القصر مغطاة بالردم لغاية ثلاثينات القرن الماضي.

وسيُبنى سقف جديد على الفور لحماية هذه اللوحة الفسيفسائية التاريخية.

وقال خبير الفسيفساء نضال الخطيب إن معظم الأرضية الفسيفسائية في حالة جيدة.

ولم يكن قصر هشام الذي شُيِد في الفترة بين عامي 743 -744 ميلاديا هو المقر الرسمي للخليفة الأموي وانما عبارة عن قصر شتوي للراحة والاستجمام. وكان الموقع يضم القصر وحماماً وضيعة زراعية.