حيوانات الجنة من الأحاديث النبوية الشريفة

حيوانات الجنة من الأحاديث النبوية الشريفة
رام الله - دنيا الوطن


حيوانات الجنة من الأحاديث النبوية الشريفة

﴿سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾، البقرة: 32.

جاءت الأخبار في الأحاديث النبوية الشريفة ان في الجنة طيور ودواب ما لا يعلمها إلا الله عز وجل، فليس من شيء يشتهيه المؤمن في الجنة أو يرغبه إلا وهو موجود، لتكمل قرة الأعين في ذلك المسكن الطيب والدار الأبدية، قال تعالى: ﴿لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْدًا مَّسْئُولًا﴾، الفرقان: 16. وقال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾، فصلت: 31. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ) ، ثُمَّ قَرَأَ (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، رواه البخاري ومسلم.  ففي الجنة من الملاذ من مآكل ومشارب، وملابس ومساكن، ومراكب ومناظر، وغير ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب أحد، كما قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره.

. الطيور

قال تعالى: ﴿وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾، الواقعة: 21. قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: «ولحم طير مما يشتهون روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الكوثر؟ قال: (ذاك نهر أعطانيه الله تعالى - يعني في الجنة - أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر)، قال عمر: إن هذه لناعمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكلتها أحسن منها)، قال : حديث حسن. وخرجه الثعلبي من حديث أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة طيرا مثل أعناق البخت تصطف على يد ولي الله فيقول أحدها: (يا ولي الله رعيت في مروج تحت العرش وشربت من عيون التسنيم فكل مني فلا يزلن يفتخرن بين يديه حتى يخطر على قلبه أكل أحدها فتخر بين يديه على ألوان مختلفة فيأكل منها ما أراد فإذا شبع تجمع عظام الطائر فطار يرعى في الجنة حيث شاء)، فقال عمر: يا نبي الله إنها لناعمة. فقال: (آكلها أنعم منها)».

. الحوت

عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، قال: ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خبرني بهن آنفا جبريل)، قال: فقال عبد الله ذاك عدو اليهود من الملائكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها قال أشهد أنك رسول الله)، رواه البخاري والطبراني وأحمد.

. الثور

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار بيده، كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة) فأتى رجل من اليهود، فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: بلى قال: تكون الأرض خبزة واحدة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلينا، ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم؟ قال إدامهم بالام ونون. قالوا: وما هذا؟ قال: (ثور ونون، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفاً))، رواه البخاري ومسلم. قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: «أما النون فهو الحوت باتفاق العلماء.. وأما زائدة الكبد وهي القطعة المنفردة المتعلقة في الكبد، وهي أطيبها».

. الغنم

عن أبي هريرة رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلوا في مراح الغنم وامسحوا رغامها فإنها من دواب الجنة)، رواه البيهقي. قال الصنعاني رحمه الله في التنوير شرح الجامع الصغير: «(وامسحوا رغامها) بضم الراء فغين معجمة وقيل المشهور أنه بالمهملة وهو المروي كما في النهاية وهو ما سيل من أنفها قال ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحا لشأنها. (فإنها من دواب الجنة) يحتمل أنها أخر منها ويحتمل أنها تكون في الآخرة منها وفيه ما كان من الجنة مأمور بإكرامه».

. الناقة

عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال جاء رجل بناقة مخطومة فقال هذه في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة كلها مخطومة)، رواه مسلم وأحمد والنسائي والطبراني بطرق عديدة. قال النووي رحمه الله في شرح مسلم:  «أي: فيها خطام، وهو قريب من الزمام... قيل: يحتمل أن المراد له أجر سبعمائة ناقة، ويحتمل أن يكون على ظاهره، ويكون له في الجنة بها سبعمائة كل واحدة منهن مخطومة يركبهن حيث شاء للتنزه، كما جاء في خيل الجنة ونجبها وهذا الاحتمال أظهر».

. الخيل

عن ابن بريدة عن أبيه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أحب الخيل ففي الجنة خيل، قال: (إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب فرسا من ياقوتة حمراء تطير بك في أي الجنة شئت إلا ركبت)، وأتاه رجل آخر فقال: يا رسول الله أفي الجنة إبل، قال (يا عبد الله إن يدخلك الله الجنة كان لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك)، رواه أحمد والترمذي والطبراني.

والله أعلم بالصواب

 

التعليقات