"متحف الشارع" ينقل الفن من الأماكن المغلقة إلى الفضاء العام

رام الله - دنيا الوطن
يعمل متحف الشارع والذي يندرج ضمن مشروع "رسائل من القدس" بتنفيذ مؤسسة الرؤيا الفلسطينية وبتمويل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال مشروع CRDP، على جعل فن الشارع بديلاً لعروض المسارح والأماكن المغلقة من خلال نقلها إلى الفضاء العام، وهذا الأمر لا يقلل أبداً من قيمة الفن بل على العكس يربط الفن أكثر في المجتمع ويجعله أكثر فاعلية في تقديم رسائله، حيث أن عروض الفن من خلال متحف أو مسرح في الشارع يعطي المجال لمشاركة وتفاعل أكبر من الناس.

ويهدف متحف الشارع إلى تعزيز العلاقة بين الفنانين الفلسطينيين والمجتمع من خلال ربط فنهم بقضايا المجتمع، ولتفعيل دورهم المجتمعي والمساهمة في تعزيز الثقافة والهوية الفلسطينية، مما يؤدي إلى خلق حالة من التماسك الإجتماعي والحفاظ على الهوية الوطنية، وتختار مؤسسة الرؤيا الفلسطينية فنان في كل شهر لكي يقوم بعرض أعماله الفنية ورسوماته.

يشمل متحف الشارع مجالات متعددة من الفنون فهو لا يقتصر على الرسومات واللوحات الفنية المرسومة بالألوان والزيت فقط، وإنما يتضمن أيضا مجالاً مهماً من مجالات الفن وهو الخط العربي، وقد خصص المتحف مساحة لإعادة نشر رسومات ولوحات فنية مكتوبة بالخط العربي، من أجل ربط المجتمع أولاً بلغته العربية والتي تعتبر أحدى المكونات الأساسية لهويته العربية والفلسطينية، وثانياً لإعادة إحياء الكتابة بالخط العربي.

بدأ متحف الشارع في شهر (اكتوبر) مع الفنان الفلسطيني محمد الجولاني، حيث تركز لوحاته الفنية بشكل عام على القضية وتعزيز الهوية والتراث الفلسطيني، أما فنان متحف الشارع في شهره الثاني (نوفمبر) سيكون الخطاط الفلسطيني ساهر الكعبي الذي يخطط ويرسم اللوحات الفنية بالخط العربي، من أجل التأكيد على أن اللغة مكون أساسي من مكونات الهوية الفلسطينية.

ويذكر أن مشروع رسائل من القدس يحتوي أيضا إلى جانب متحف الشارع العديد من الأنشطة والفعاليات الهامة، حيث يقوم بتسليط الضوء على طلاب المدارس من أجل تعزيز مهارات وإبداعات الشباب الفلسطيني في مدينة القدس، للإستثمار في طاقاتهم وأوقات فراغهم خارج أوقات دوامهم المدرسي والمساهمة في تطوير مهاراتهم الإبداعيّة، ويعمل المشروع معهم أيضا في مجالات التصوير الفوتوغرافي وصناعة الدمى العملاقة. يستهدف المشروع  60 طالباً وطالبة تتراوح أعمارهم بين 13-16 سنة، ويمتد من شهر اكتوبر حتى ديسمبر 2016.