مابين" يا إمي أُلطمي" و" راح الكلب" .. إيهاب بسيسو يشرح لدنيا الوطن دور وزارة الثقافة !

مابين" يا إمي أُلطمي" و" راح الكلب" .. إيهاب بسيسو يشرح لدنيا الوطن دور وزارة الثقافة !
 دنيا الوطن - رفيف عزيز

ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة على الساحة الفنية الفلسطينية تتمثل في غناء كلمات وألحان "ركيكة" كما يراها معظم الناس.

بدأت الظاهرة بالفنان عادل المشوخي والذي أثار الكثير من الجدل في أعماله التي بدأها بـ" الليدن" وأتبعها بـ"الخبيزة" و"البنطلون".

 


 ثم خرج لنا أكثر من حالة مُشابهة للمشوخي , مثل مازن داوود الذي أطلق أغنية "اللبن" و"يا إمي ألطمي" .

وبينما لا نستطيع تصنيف الفن الذي يقدمونه كونه لا يُشبه "الفن الشعبي" ولا يشبه فن آخر إلا نفسه , نتساءل ما هو دور وزارة الثقافة الفلسطينية من هذا النوع الجديد والظاهرة التي تتزايد في غزة ؟

 


فن هابط !

يرفض وزير الثقافة الفلسطيني د.إيهاب بسيسو أن يُطلق على ظاهرة "المشوخي" وغيره اسم "فن هابط" كون تلك المُهمة منوطة بالنقاد الفنيين فقط .

وحول انتشارهم يقول في حديثه لدنيا الوطن :" وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الماضية فتحت المجال للكثير من المبادرات الفردية عن طريق عرض الأعمال المختلفة سواء في الكتابة والموسيقى وغيرها أن تكون منتشرة بشكل كثيف بدون أن يكون هناك أي مرجعيات في إطار العملية الإبداعية ".

وعزز بسيسو رؤيته بالمقارنة قبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي , وقال:" في السابق كانت المجلات الأدبية تراجع النص المنشور سواء كان قصة أو قصيدة , لا يتم نشرها إلا بعد عملية تدقيق  من هيئة التحرير , أما الآن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعية مجال مفتوح أمام كل من يريد أن يكتب , وينطبق الأمر على الأعمال الفنية حيث سابقا كان هناك ملحنين وشركات إنتاج تُعني بأن تكون جزء من صناعة فنية , و الآن حين تُلقي نظرة على وسائل التواصل الاجتماعي ليس في غزة فقط بل في كل العالم, ستجد أن هناك مبادرات شبابية فردية تُنتج أعمالا لوحدها بعيدا عن أي تقييم".

ويرى بسيسو أن المسئولية تقع في البداية على المتُلقي من الجمهور , حيث لديه القدرة أن يتفاعل مع هذه الأعمال إيجابا أو سلباً .

 
"غزة ليست استثناء عما يحدث حولها في العالم  "

ولا يرى "بسيسو" أن الظاهرة منتشرة في غزة فقط , بل عالمية,  يقول :" لم يعد الجمهور محصورا على بقعة جغرافية محددة , فبمجرد رفع العمل الفني على مواقع التواصل الاجتماعي , سيصل إلى أي مكان في العالم , وهذا الانتشار والتنوع في جديتها هو جزء من  مخرجات الثورة المعلوماتية التي أتاحت المجال للكثيرين بأن يقدموا أعمالهم , ووضعتنا أمام تحدي جديد كمثقفين وقراء".

وشرح "بسيسو" أن الأمر ليس سلبي بحت بل هناك شق إيجابي حيث يوجد أعمال يتم نشرها تلفت الانتباه دون شركات إنتاج أو ملحنين .

ولمح "بسيسو" أن ظاهرة المشوخي وداوود خضعت لمعيار التأثير والتأثر , حيث قال خلال حديثه لنا :" من ينتج عملا كهذا يكون مطلعا على أعمال أخرى  , وهذه الأعمال لم تأت من فراغ بل هي جزء من عملية الثورة المعلوماتية , وباعتقادي أن هناك ظواهر تستمر فترة محددة وتنتهي , ولكن هناك ظواهر أخرى تبقى مستمرة , فمعيار النجاح هو مدى جدية العمل الفني وأهميته , وهذا ينطبق على كافة أنواع الأعمال الفنية من أدب وسينما ومسرح ".

تقييد المحتوى الفني المنشور عبر مواقع التواصل

ويرى بسيسو أنه لا يمكن ؛ في ظل الثورات المعلوماتية ؛ التحكم فيما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي , حيث أن " الحالة الجديدة "كما يسميها , تعطي قوة أكبر للمتلقي والمشاهد , فإذا لاقى العمل انتشارا حتى لو لم يكن  بمستوى فني مقبول يعني ذلك أن هناك أناس تروج له وتهتم به .

وأضاف "بسيسو":" الموضوع يحتاج إلى دراسة أعمق من مناقشة حالة واحدة فقط مثل المشوخي ونحن لا نريد أن نُصادر حق المتلقي , فمن حقه أن يحكم على أي عمل يشاهده ويتفاعل معه كجزء من الحالة الجديدة".

هل سيستمر "المشوخي"؟

في إجابته عن السؤال السابق قال بسيسو:" لا أستطيع الحكم على تجربة عادل المشوخي ولا أستطيع التكهن باستمراريته من عدمها , أراه شاب فلسطيني قدم حالة معينة وجدت رواجا معينا , ويبقى السؤال هل هذه الحالة تستطيع أن تستمر بنفس الزخم أم لا وهل ستنتهي أم لا؟ هل يتعامل معها المتلقي من غزة وخارج غزة على أنها حالة جدية .. كل ذلك مرهون بما سيقدمه عادل المشوخي مستقبلا".

وأضاف :" مهما كان نوع الفن الذي سيقدمه الفرد سواء عادل المشوخي أو غيره مطلوب منه أن يفكر بشكل دقيق حول الآفاق والمستقبل ".

دور الثقافة الحقيقي

وشرح بسيسو لدنيا الوطن دورهم في وزارة الثقافة :" دور الوزارة هو دعم الأعمال والمبادرات الجماعية والفردية الجادة في جميع المجالات , أما عملية تقييم الأعمال فهي مهمة النُقاد والجمهور , دورنا أن تنتبه لنصف الكوب الممتلئ , ننظر بعين الاهتمام إلى إبداعات شبابية جادة من شأنها أن تحافظ على الهوية الوطنية وأن تدعم صمود شعبنا".

 وختم حديثه:" هناك أشياء جميلة يجب أن نهتم بها , مثل معرض عمان الدولي للكتابة والذي حلت به فلسطين كضيفة شرف , وبسبب الكثير من التعقيدات حول استصدار التصاريح لم يتمكن شباب من غزة من الوصول إلى عمان , ولكني أؤكد عبر دنيا الوطن أن هذه ليست نهاية الطريق وسنستمر في المحاولة ".

التعليقات