مسجد النصر إرث اسلامي قديم .. محللون :الاحتلال تعمد طمس التاريخ الاسلامي ولأول مرة مقاتل يروي حصار الايام السبعة

مسجد النصر إرث اسلامي قديم .. محللون :الاحتلال تعمد طمس التاريخ الاسلامي ولأول مرة مقاتل يروي حصار الايام السبعة
خاص دنيا الوطن- احمد الشنباري

لم تغب تلك الايام السوداوية من عيون اهلها , اجتياح دام سبعة ايام انتهكت حرمة بيوتها , اقتيد رجالها الى مواقع للتحقيق, ومن بقى منهم اما ان نجى بأعجوبة او لاقى ربه شهيداً .

 بيت حانون شمال قطاع غزة هي ذاتها ارض المعركة التي دارت في العام 673 هـ مع المسلمين محققين نصراً عظيما وعلى مدار مئات السنوات بقي النصر شامخاً بشموخ مسجداً اقيم على ارض المعركة , وقبل عشر سنوات هي نفسها ارض المعركة كانت مسرحاً لجريمة اسرائيلية عام 2006 حاصرت وقتلت ودمرت .

 واليوم ياترى ماذا بقى من ذكريات تلك الواقعة التي سجلت في تاريخ انتصارات المسلمين قوارير فخارية ومخطوطات شوهدت في ايدي الاطفال ذاك العام ام حكايات وروايات يقصها الكبار لأحفادهم وابنائهم مراسلنا وقف على قصة المسجد التاريخي في بيت حانون .

ففي ظل السياسة الاسرائيلية الرامية لطمس الهوية الاسلامية قال المحلل السياسي والخبير في الشأن الاسرائيلي شاكر شبات " كما يتعمد الاحتلال على ضرب المواقع العسكرية والبنية التحتية للمقاومة من مخازن اسلحة وورش تصنيع فانه يستهدف بذلك المواقع الاثرية والمقدسة كالمساجد حتى تخلو من بعدها الاثري والتاريخي .

واضاف شبات في مقابلة مع مراسلنا ما حدث في مسجد النصر التاريخي في بيت حانون هو طمس للوجود الاسلامي والذي يشكل من خلاله هذا المسجد انتصاراً للمسلمين في عام 673 هـ مشيراً الى مسجد النصر هو احد اهم الشواهد التاريخية لمدينة بيت حانون شمال القطاع.

ومن جهته اكد المؤرخ والباحث م. محمود الزعانين صاحب كتاب بيت حانون تاريخ وحضارة ان مسجد النصر بني في العصر الأيوبي، ويعتبر من أهم المعالم التاريخية الإسلامية في المدينة .

 مضيفاً في سنة 637 هـ وقعت معركة بين الفرنجة والمسلمين في بيت حانون، أنهزم فيها الفرنجة كما تذكر البلاطة المثبتة فوق المسجد" وقد بني خصيصاً لذكرى هذه الموقعة. وقد هدم هذا المسجد في هجوم إسرائيلي اتجاه مدينة بيت حانون في عام 2006. 

واردف الزعانين نقش على باب مسجد النصر في بيت حانون بعد الانتصار في تلك المعركة الفاصلة هذا النص : " " بسم الله الرحمن الرحيم " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين " صدق الله العظيم. أمر بإنشاء هذا المسجد المبارك الأمير الأجل الكبير الغازي المجاهد شمس الدين سنقر الملكي الكاملي العادلي عند كسره الإفرنج - خذلهم الله ببيت حانون يوم الأحد الثامن من ربيع الآخر سنة 637هـ وعنده من استشهد من أصحابه في الموقعة - عمره ابتغاء وجه الله - رحم الله من قرأه ودعا له بالرحمة والمغفرة ولجميع المسلمين آمين.

وفي السياق ذاته اذا ما تحدثت لاحد المواطنين من بيت حانون ليخبرك عن اهم معالم المدينة فسريعا يخبرك بحكاية مسجد النصر متفاخراً بمعركة الانتصار , لكن ربما تذرف عيونه دمعاً بعد ان هدم المسجد .

محمد يقول " كان مسجد النصر بمثابة منارة لمدينة بيت حانون واحد شواهدها لكن تعمد الاحتلال على تجريفه وطمس الهوية الاسلامية "

اما الحاج ابو احمد يقول " كم هو صعب ان تكبر منذ طفولتك وانت تشاهد المسجد امام عيونك وفي لمحة بصر اصبح في خبر كان وكأن فاجعة اصابت الجميع مضيفاً الاصعب هي حكاية المسجد التي يرددها الصغار والكبار والتي في كتب التاريخ .

وعودة لعام 2006 الذي شهد كارثه تجريف المسجد بعد اجتياح دام سبعة ايام حوصر فيها المقاومون وسط المدينة وشيئا فشيئا كان المسجد وجهتهم وكأنه مشهد يحاكي حصار المهد ومبعديه .

مراسل دنيا الوطن التقى بأحد المقاتلين الذين عاشوا حصار الايام السبعة واصيب في ساقة وكتبت عليه النجاة ليقص علينا حكاية الاجتياح يقول " اجتياح عام 2006 كان مغايرا عن كل الاجتياحات السابقة لمدينة بيت حانون فاعتداد جيش الاحتلال على التوغل من جهات معينة كمنطقة الزراعة شارع دمره او شرق المدينة ويترك مخرجا للمدينة لكن تفاجئنا في هذا الاجتياح بتقدم الجيش من جميع الاتجاهات وفي نفس التوقيت

مضيفاً تقدمت الاليات باتجاه وسط مسطح البلدة محاصرة المقاومين فيه مشيراً لم يكن يوجد من مفر الا المسجد الذي يقع وسط المدينة لتبدا معركة الحصار في المسجد وجواره اطلاق نار متبادل لم يكاد يتوقف تكبيرات لم تقف حناجرنا على ترددها.

ويقول ابو قصي كان جنود الاحتلال عبر مكبرات الصوت يطلقون نداءات لتسليم انفسنا والخروج رافعين الايادي لكن سريعا ما كانت تقابل هذه النداءات بإطلاق النار من قبل المقاومين معبرين عن رفضهم تسليم انفسهم والقتال حتى النفس الاخير .

واردف المقاتل استمر الحصار لعدة ايام استشهد من استشهد واصيب من اصيب  وفي المقابل صلاة ودعاة لم تتوقف , حتى جاءت المسيرة النسائية من شمال القطاع ودخلت الحي الذي يوجد فيه المسجد وبقدرة قادر خرج المقاتلون بين النساء ومنهم من لبس الزي النسائي ومنهم من خرج بدون لباس وكان قدرة الله تحفنا في طريقنا .

وانهى المقاتل صاحب البشرة القمحية تعمد الاحتلال على محاصرتنا في منطقة المسجد مؤكد كنا نحاول قدر الامكان ان الابتعاد عن المسجد لنتلاشى خطر تجريفه وان لا نكن مبررا في تجريفه لكن سياسة الاحتلال دائما تهدف الى طمس الوجود الاسلامي .