مؤسسة مشروع المساعدة الموحدة:عدم ممانعة من حركة حماس لاقتراح إنشاء مطار أممي في غزة

مؤسسة مشروع المساعدة الموحدة:عدم ممانعة من حركة حماس لاقتراح إنشاء مطار أممي في غزة
أرشيفية
رام الله - دنيا الوطن
أكدت مؤسسة مشروع المساعدة الموحدة الأمريكية أنها استطاعت -عبر وسطاء- أن تحصل على عدم ممانعة قيادة حماس في قطاع غزة لاقتراح إنشاء مطار أممي في القطاع.

وأوضح مُدير المؤسسة، أحمد الخطيب، أنه تم إيصال وجهة نظر المؤسسة وتفاصيل الاقتراح الرئيسية إلى العديد من قيادات حركة حماس في القطاع، وأضاف أن أحد أهم هذه التفاصيل تتعلق بأهمية أراضي مواصي خانيونس لتنفيذ المطار المُقترح، خلافاً عن الحديث التقليدي حول إعادة إحياء مطار غزة الدولي المُدمر في موقعه.

وعلى الرغم من صعوبة التواصل المباشر مع السلطات في غزة، استطاع وسطاء تقديم تفاصيل مشروع المطار والأفكار الرئيسية إلى العديد من قيادات حماس في غزة، والتأكيد على أن الاقتراح مُهم لتدعيم الاستقرار في القطاع الساحلي ولتوفير ممر جوي إنساني ومستقل لسفر المدنيين الفلسطينيين تحت مظلة ورعاية دولية.

وأكد الخطيب أن الوسطاء حصلوا على ردود أفعال واضحة وصريحة من المسؤولين في غزة، تتفق جميعها على ضرورة دعم اقتراح المطار الأممي في مواصي خانيونس، وأهمية عدم التضحية بالأراضي الحكومية بتوزيعها على موظفي غزة كما كان مزمعاً، وذلك لأنها الموقع الوحيد المؤهل لضمان سلامة واستقلالية المطار الجديد في قطاع غزة.

وقال الخطيب إن حماس تعي جيداً أهمية أن يتم دعم وتبني مشروع المطار المقترح من قبل السلطة التي تمثل الشرعية الفلسطينية بقيادة السيد الرئيس محمود عباس، وذلك ليتم دراسته وتنفيذه من قبل الأطراف المعنية وفي مقدمتها الأمم المتحدة. وأضاف أنه بعد أن حصلت مؤسسة مشروع المساعدة الموحدة على الموافقة المبدئية من قبل سيادة الرئيس الفلسطيني، أصبح من الضروري أن يعرف العالم بأسره أن حركة حماس وأجهزتها في القطاع لن تُشكل عقبة أمام تنفيذ المطار الإنساني المُقترح.

وأوضح أحمد الخطيب مدير المؤسسة، بأنّ تعامل حركة حماس مع الاقتراح كان ايجابياً، خصوصاً فيما يتعلق بقضية أراضي مواصي خانيونس الحكومية، حيث تم الحصول على وعود بأنه عندما يحين موعد التنفيذ، ستكون جميع الأراضي اللازمة جاهزة لإنشاء المشروع عليها والذي سيضم مباني المطار ومرافقه بالإضافة إلى مجمع سكني لإداريي المطار الذين سيتم توظيفهم من خارج قطاع غزة.

ويرى الخطيب بأن أي مانح أو مُتبرع دولي لن يُقدّم أموالاً لشراء أراضٍ يُفترض أنها أراضٍ حُكومية وملك عام، خصوصاً أن خطوة توزيع الأراضي على الموظفين في غزة تلقى معارضة من قبل السلطة الفلسطينية.

وأكد بأن المصلحة العامة العُليا لما يقارب 2 مليون مواطن في غزة تقتضي عدم التفريط بفُرصة استراتيجية وتاريخية لإنشاء مطار سيخدم جميع أبناء وبنات الشعب الفلسطيني، مع التركيز على تفهّم المؤسسة للأزمة المالية الحادة التي يواجها الموظفون وأسرهم.

وأعرب الخطيب أنه تم توضيح العديد من النقاط المحورية المتعلقة باقتراح المطار لمسؤولي حركة حماس، أهمها أن المطار يجب أن يتم تشغيله بإدارة دولية كاملة، وأنه يجب أن يُشبك بأنظمة وشبكات الأمم المتحدة الموجودة فعلياً على أرض الواقع في غزة، بحيث ألا يعود بالفائدة على أي فصيل أو حزب، وأن المطار المُقترح سيشكل وسيلة سفر مستقلة لكل أبناء وبنات الشعب الفلسطيني تحت إشراف السلطة الفلسطينية، والتي سيكون لها تواجد فعلي قوي داخل المطار عبر مكتب لتنسيق شؤون الجوازات وفيز السفر.

وبما ان المطار سيبدأ العمل كلياً بدعم وتمويل دولي وخارجي، فقد أوضح الخطيب أن كل العوائد المالية للمنشأة ستُستغل لتغطية تكاليف التشغيل، ولتحقيق الاكتفاء الذاتي.

هذا وأقرّ الخطيب بأن التنفيذ سيتطلب نوعاً من التنسيق مع الأجهزة المعنية في غزة بحكم وجودها على الأرض، وسيكون هنالك حاجة لتوفير حماية لطواقم العمل أثناء وبعد بناء المُنشأة، وشرح أن العمل قائم حالياً بالفعل على هكذا ترتيبات مع مؤسسات أممية أخرى عاملة في القطاع.

وستُوكل مهمة حماية المحيط الخارجي للمنشأة إلى الأجهزة المعنية في غزة، أما فيما يتعلق بتشغيل المنشأة وحمايتها داخلياً، فسيُوكلُ إلى القوى العاملة في المطار بإدارة وإشراف الأمم المتحدة وأطراف دولية أخرى مُحتملة.

وكان عدد من القياديين في حماس قد صرحوا في مناسبات عديدة سابقة بأنهم لا يعارضون فكرة إنشاء مطار أممي بإدارة دولية في القطاع، وآخر هذه التصريحات كان على لسان خليل الحية في فبراير من هذا العام (2016)، عندما أعرب عن عدم ممانعة الحركة لإنشاء مطار بإدارة دولية في موقع مستوطنات غوش قطيف سابقاً، وأنه لن يكون هنالك تهريب للسلاح أو الممنوعات، وأن الحركة توافق على وضع المطار تحت الرقابة الدولية بكافة أشكالها. هذا بالإضافة إلى تصريحات القياديين زياد الظاظا ويحيى موسى في العام الماضي بالترحيب بأي مبادرة ستساهم في تخفيف المعاناة القائمة في القطاع.

وجديرٌ بالذكر أن طرح مؤسسة مشروع المساعدة الموحدة لإنشاء المطار المقترح يأتي بصيغة مختلفة عما كان الوضع عليه في مطار غزة الدولي المُدمر، حيث أن الطرح الجديد لفكرة المطار يرتبط بالإطار الإنساني البحت تحت إدارة أممية في موقع جديد داخل القطاع، وقد يتحول لإدارة فلسطينية شاملة بعد 5 أو 10 سنوات من تشغيله بنجاح.

وكانت المؤسسة قد صرّحت مؤخراً بأنها استطاعت توليد اهتمام كبير لدى قيادة السلطة الفلسطينية والسيد الرئيس أبو مازن تجاه اقتراح مشروع إنشاء مطار أممي في غزة.