بالصور والفيديو :"غزة مليئة بالحب" .. زوجة تُعايد زوجها "المُصور" بطريقة مميزة جدا وتكسر حاجز "التقاليد"

بالصور والفيديو :"غزة مليئة بالحب" ..  زوجة تُعايد زوجها "المُصور" بطريقة مميزة جدا وتكسر حاجز "التقاليد"
خاص دنيا الوطن - رفيف عزيز 

سمعنا عن قصص الحب الأسطورية من كُتب ومسرحيات ومشاهد تمثيلية فقط غير واقعية , وربما رأينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عاشق يُعبر عن حبه أو يتقدم لمعشوقته بأسلوب مميز .

لكن كل ما سمعناه ورأيناه ليس في غزة المشهورة بـ"الأسى" ,"الحزن" ,"الحصار " ," الانقسام"و"الحروب المتتالية".

إلى أن جاءت الشاعرة الجميلة سماح الشمالي لتكسر قاعدة الحزن بحب كبير كلل 5 سنوات من الزواج .

أحبت "سماح" أن تحتفل بعيدهما الخامس بطريقة مميزة تعكس تميز شخصيتها وقلبها الكبير , فاختارت أجمل صورة لزوجها المصور " محمود أبو حامدة" وأرفقتها بكلمات ليست كالكلمات:"يتوقف الزمن لحظة .. ويمتد فيك شغف للطبيعة .. فاجعل الضوء يُغني ..".

وحولت "الشمالي" يافطة إعلانات ضخمة عند مفترق كتيبة الأزهر بغزة إلى "إعلان" عن حبها وتقديرها الذي تجاوز حجمه تلك اليافطة المعلقة , فعلقت الصورة الأقرب إلى قلبه عليها .

شاهد ردة فعله:

 



وبذلك أثبت الثنائي الفريد أن غزة تحمل الكثير من الحب , وهو ما تبلورت عليه تعليقات نشطاء التواصل الاجتماعي , واللذين أشادوا بمفاجئة "شمالي" لزوجها المصور , واعتبره النساء مثالا للتعبير عن أنوثتهن وكسر حاجر التقاليد: 










سيخطر في بال الكثيرين أن زواجهما كان تتويجا لقصة حب لكن سماح أنكرت ذلك , وقالت في حديث لدنيا الوطن :"  لا يوجد شيء اسمه زواج عن حب عند الطبقة المثقفة والواعية ".


وبدأت في سرد القصة كاملة :"  في البداية كنت أتابع الفن الذي كان يقدمه محمود من خلال المواقع الالكترونية المختصة بالتصوير وكنت معجبة بأعماله الفنية بشكل كبير ولكن لم أُشعره بشيء وتفاجأت في إحدى المرات باقتباس محمود بأبيات شعرية من كتابتي وإرفاقها مع صورة له فأشعرته بمدى تشرفي بهذه اللفتة وكان يجد نفسه كثيراً في نصوصي خصوصاً أنه شاعر".

واستطردت سماح في ذكرياتها :" كنا نتشارك الكتابة في بعض المواضيع بعض الأحيان وبعدها بدأ يتكون عندي حب التصوير فقمت بالالتحاق بدورة كان أستاذها محمود وبعدها بخمس شهور تفاجئت بتقدم محمود لي للخطوبة وبكل تأكيد تقبلت هذا الخبر بكل سرور وفرح كيف لا وقد وجدت نفسي فيه ومن هنا بدأ الحب وبدأ التشارك والتفاهم والتكامل بيننا في الحياة".

استوحت "سماح" فكرة المفاجأة من وحي الألم الذي عاشه زوجها , تقول لدنيا الوطن:"  محمود مصور اللاندسكيب الأول في فلسطين حاول أن يجد نفسه في هذا المجال خارج حدود هذا البلد بحكم أن غزة صغيرة ولم يتبقى مكان جميل فيها لم يصوره , ناهيك عن  عدم اهتمام وتقدير البلد بهكذا فن ".

وأضافت:"  محمود منع من السفر خمس مرات و لم يستطع أن يحقق أصغر أمنية لديه وهي أن يسافر ليجد نفسه خارج حدود هذي البلد كرحلة قصيرة ويعود لموطنه بكم من الجمال والفن والتقدم في مجاله .. وبكل تأكيد هذا الشيء غير البسيط أوجد انكسارا في نفسه وروحه فكثيراً ما أراه يتابع ما يقدمه المصورين الأجانب في هذا المجال وأقرأ في عينيه غبطتهم وشيء من الحسرة ".

أرادت سماح كزوجة وفية أن تُسعد زوجها وتعيد له التفاؤل والأمل , وكان ذكرى زواجهما هي الفرصة الأقرب .


وعن تفاصيل الهدية غير المتوقعة, قالت :" جائتني الفكرة وأردت أن أخبر كل إنسان على هذه الأرض أن محمود الانسان قد صنع مشهداً عظيماً من غزة بلد الحرب والدمار , وأردت أن أقول لمحمود أني أقدر فنك و أحترم ما تقدمه وأنه شيء عظيم وأن الأمل لا بد أن يجري في عروقنا وعلى إنسان بجماله أن لا ييأس ".

ولم يكن الأمر بسيطا , حيث أن التحضير استغرق شهرين  بمساعدة صديق له, وواجهت "الشمالي" صعوبة في بعض اللحظات , وقالت لدنيا الوطن:" هذه اللوحة مفاجأة ويجب أن أكتم كل شيء عن محمود حتى يأتي أوانها فقمت بالاستعانة بمصور وقام بتصويره بطريق غير مباشر وكل خطوات هذه المفاجأة كانت في غاية الكتمان والحمدلله نجحت في تحقيق ما سعيت لأجله ".

يذكر أن زواج هذين الثنائي الرائع أثمر عن طفلين , " مريم 4 سنوات " و"عاصم 3 سنوات".

التعليقات