عاجل

  • شهيد في قصف إسرائيلي بالقرب من محطة دلول في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة

  • مصابون في قصف إسرائيلي بالقرب من محطة دلول في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة

"قلم الزيت" عراقه التراث التي يحتفظ بها مزارعو سلفيت

"قلم الزيت" عراقه التراث التي يحتفظ بها مزارعو سلفيت
رام الله - دنيا الوطن-عهود الخفش
الخفش ككل عام وقبل البدء بقطف ثمارالزيتون يحيي المواطنون في مدينه سلفيت مراسيم "قلم الزيت" وهو من العادات القديمه التي ما زال يتوارثها الاجيال ...قلم الزيت"وهو الاسم الذي يطلقه المزارعون على ضريبة الناتج من زيت الزيتون، حيث يقوم المزارع طواعية بدفع مبلغ بالعملة الأردنية عن كل كيلو غرام من الزيت ينتجه، ويتم الدفع لمن يرسو عليه ضمان قلم الزيت، وفي الغالب يكون أحد المزارعين من نفس مدينة سلفيت ويتميز بالنشاط الكبير..

مدير زراعه سلفيت المهندس ابراهيم الحمد  تحدث لنا قائلا":إن ما يميز مدينة سلفيت عن بقية مدن وبلدات وقرى فلسطين أنها الوحيدة التي تتواجد فيها لجنة زراعية من مزارعي المدينة والتي تأسست منذ العشرينات من القرن الماضي.وتتشكل من مجموعة من المزارعين من أهالي البلدة ومن رئيس البلدية واحد أعضاء البلدية.ويتم انتخاب هذه اللجنة سنويا في اجتماع عام يضم معظم أهالي المدينة ويعقد هذا الاجتماع عادة قبل موسم الزيتون

ويكمل ": ومن مسؤوليات اللجنه تحديد موعد قطف الزيتون لأغراض الكبيس وكذلك لأغراض العصر للحصول على الزيت وعادة ما يتم تحديد الموعد بناء على معطيات عديدة أهمها حمل الزيتون ثم يتم التصويت على موعد معين إن كان هناك أكثر من رأي في الموضوع وتلتزم الأقلية برأي الأكثرية والذي يعتبر بذلك قانونا وعرفا لا يجوز مخالفته.ويتم في الاجتماع أيضا تحديد الضريبة التي ستجبى من المزارعين عن كل كيلو زيت والمقدرة حاليا بثلاثة قروش أردني عن كل كيلو زيت. وتسمى هذه الضريبة (قلم الزيت).ثم يتم تحديد المخالفات والقيمة التي تفرض على كل من يخالف قوانين اللجنة الزراعية وخاصة فيما يتعلق بموعد قطف الزيتون وكذلك من يستعمل العصا في جد الزيتون وكذلك إن حصل سرقة للثمار وهناك أيضا مخالفات في مواعيد أخرى غير موسم الزيتون مثل أعمال الرعي في الحقول والبساتين المزروعة من قبل الماشية.وهناك غرامات تفرض أيضا على التجار الذين يقومون بشراء ثمار الزيتون من الأطفال في المواعيد غير المقررة لذلك بالإضافة للغرامات على أهالي الأطفال الذين يقومون بجمع الثمار من غير حقولهم وبيعها لهؤلاء التجار

اما بالنسبة لمراسم "قلم الزيت" اضاف الحمد قائلا": يتم تحديد موعد لتضمين قلم الزيت، ويتم دعوة من يرغب بالتضمين للساحة العامة ويفتح المزاد ضمن شروط معينة بين المتنافسين ليرسو المزاد في نهاية الأمر على من يدفع السعر الأعلى لتضمين قلم الزيت.حيث يقوم الضامن بجمع الضريبة من المزارعين خلال وبعد موسم الزيتون ويسلم اللجنة المبلغ الذي رسى عليه المزاد والباقي يعتبر ربحا له على ما قام به من عمل شاق في جمع تلك المستحقات،وتقوم المعاصر بتسجيل اسماء المزارعين وكميات الزيت الناتجة منهم طوال الموسم وتسليمها للجنة الزراعية ولضامن قلم الزيت من اجل جمع المطلوب من المزارعين، ومن ناحيه اخرى تقوم اللجنة أيضا بتعيين حراس للمزروعات الذين يتقاضون رواتبهم من صندوق اللجنة الذي جمع من قلم الزيت والمخالفات.ويقوم هؤلاء الحراس بمراقبة المزروعات خلال موسم الزيتون ويحرسون المزروعات من السرقة والأذى وكذلك كل من يخالف قرارات اللجنة.وبعد نهاية موسم الزيتون يبقى حارس واحد فقط على مدار العام"

وينهي الحمد حديثه قائلا": تعتبر اللجنة الزراعية وقلم الزيت في مدينه سلفيت تراثا وعرفا ونطمح بان تحذو جميع البلدات والقرى حذوهم لما فيه خدمة للمزارعين وتطورا للقطاع الزراعي وتعاونا مع الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية كما حصل في قرية فرخة المجاورة حيث انها منذ عدة سنوات اصبح لديها لجنة زراعية تعمل فيها كما هو الحال في مدينة سلفيت"

الباحث د. خالد  معالي والذي يتابع هذا العرف السنوي اكد على اهمية الحفاظ على التراث وعراقة واصالة قلم الزيت لما له من اهمية في الحفاظ على شجرة الزيتون وحمايتها من هجمات المستوطنين؛ داعيا في الوقت نفسه اللجنة والمزراعين الى تطوير وتحسين اداء اللجنة الزراعية الذي بقيت طوال 50 عاما تتعامل بنفس الطريقة السابقة ، مشيدا بدوركل من يقوم بالعناية بشجرة الزيتون واسعار الزيت التي تعزز من صمود المزارعين فوق ارضهم وتحديهم للاستيطان