عشقي لـ"دنيا الوطن": علاقتنا مع امريكا لن تتأثر رغم جاستا ومشاركة عباس في الجنازة دهاء سياسي

عشقي لـ"دنيا الوطن": علاقتنا مع امريكا لن تتأثر رغم جاستا ومشاركة عباس في الجنازة دهاء سياسي
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي

مرت على أحداث 11 سبتمبر 15 عاما تقريبا و كاد العالم اجمع أن ينساها باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية التي تعبر نقطة سوداء في تاريخها.

ظن العالم اجمع بان القضية أغلقت، لتأتي زوجة احد ضحايا أحداث 11 سبتمبر لتفتش عليها من جديد و تطالب بحق زوجها، عندما قدمت دعوى تطالب بمقاضاة السعودية على ذلك، حيث استجاب لها الكونغرس بشقيه الشيوخ و النواب بفرض قانون يسمى "قانون جاستا".

رفع الرئيس الأمريكي باراك اوباما الفيتو ضد مقاضاة السعودية ولكن بدون جدوى حيث أسقطه الكونغرس في سابقة من نوعها بألا يمرر فيتو الرئيس الأمريكي.

الكثير من القضايا والملفات فتحتها "دنيا الوطن" مع الجنرال السعودي أنور عشقي للتعرف على موقف السعودية من قانون جاستا وعلاقة المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد هذا القانون، ومن جانب الآخر علاقة المملكة مع الدول العربية و الخليجية، وعلاقتها بفلسطين و قضيتها.

أكد  الجنرال أنور عشقي انه بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر كان هناك محامي اسمها ناتوي الذي رفع قضية و ربح من وراءها مئات الملايين، حيث جاء مع مجموعة من ضحايا 11 سبتمبر، وقال لهم بأنه يستطيع أن يحصل على مبلغ تريليون دولار من السعودية و الدول الأخرى العربية لصالحهم و فعلا حاول بكل الجهود مع بعض الجهات المسئولية في أمريكا، و بعد أن انفق حوالي 4.5 مليون دولار لم يحصل على أي شيء ضد المملكة العربية السعودية، ولكن الرئيس بوش تدخل و قال لا يمكن أن تقاضي دولة لأنها مخالف للشرعية الدولية و بالفعل وقف العمل بهذا الأمر، ولكن تم العمل من جديد لاستصدار وتشريع لمقاضاة الدول التي يقوم بعض من جماعتها بعمل عمليات إرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح عشقي  أن الكونغرس الأمريكي وافق في البداية، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي دفع بالفيتو ضد العملية ولكن بعد ذلك عرضت مرة ثانية على مجلسي الشيوخ والنواب فأقروها بالأغلبية أكثر من الثلثين بكثير، مشيرا إلى انه تم التعديل على عليها ، والذي يقتضي عدة أمور ، أهمها أن يكون للدولة تدخل مباشر في العملية، بالإضافة إلى انه لابد من موافقة السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة الأمريكية، وإلا يضر ذلك بمصالح أمريكا.

وفي السياق قال: "فرغ قرار التشريع من مضمونه، حيث نقل التشريع من نقطتين، حيث انتقل من السلطة التشريعية ومن السلطة القضائية التي بدأت دورها، حيث أن احد أهالي الضحايا رفع قضية ضد المملكة العربية السعودية أمام المحاكم في أمريكا، و يمكن أن يتم وضع محاميين ضد الولايات المتحدة الأمريكية من قبل بعض العرب والمسلمين في أمريكا وبعض الجهات إلى المحكمة الدستورية، حيث أن هذا التشريع في حال خالف قرارات الأمم المتحدة حيها يسقط هذا التشريع كليا، ولكن لا غير المملك العربية السعودية لأنها لم يثبت بان لها يد في أحداث 11 سبتمبر، وهذا ما توصلت له  CIA المخابرات الأمريكية و FBI المخابرات الفدرالية".

ولفت في الوقت ذاته أن العملية غير مؤثرة على المملكة العربية السعودية، ولكنها سببت إزعاجا عندما جاء اسمها في ذلك، كما سبب إزعاجا للمجتمع الدولي، مشيرا إلى أن روسيا اعترضت على ذلك الذي قد يخلق بلبلة في العالم جميعه".

وفي السياق أوضح الجنرال عشقي أن هذا القانون أثير عندما أصبح الرئيس الأمريكي باراك اوباما في آخر أيامه الرئاسية، مبينا أن الكونغرس لن يبالي وقتها بالنقد او الفيتو الذي قدمه الرئيس اوباما.

وبين أن هذا أول مرة تشهد عدم نجاح الفيتو الذي يقدمه الرئيس الأمريكي، مشيرا إلى أن الفيتو الذي حدث الآن يؤكد و يثبت أن المملكة العربية السعودية و الدول العربية لا يوجد لديها لوبي في الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن الدول العربية لم تجد قواعد اللعبة في أمريكا، بينما إسرائيل فهمت قواعد اللعبة فأجادتها، وبناء على ذلك قامت بالكثير من المخالفات والجرائم لكنها لم تحاكم في أمريكا بسبب قدرتها في السيطرة على الكونغرس بفرعيه الشيوخ و النواب.

وقال: "آن الأوان أن تقوم الدول العربية بعمل لوبي قوي في أمريكا، و اللوبي في الولايات المتحدة الأمريكية لا يجب أن يكون من قبل الدول ولكن من قبل منظمات المجتمع المدني التي تدعم بواسطة الحكومات".

وأكد عشقي أن العلاقة السعودية الأمريكية لن تتأثر بعد قانون "جاستا"، عازيا ذلك إلى أن العلاقة بينهما علاقة إستراتيجية ولا يمكن أن تهتز بعامل من هذه العوامل، مشيرا إلى أن المملكة سوف تبادر بعمل لوبي داخل الولايات المتحدة الأمريكية لأنها قادرة على التأثير على السلطة التنفيذية، ولكن ليس لها أي تأثير على السلطة التشريعية أو القضائية، مشددا على ضرورة أن يكون للمملكة العربية السعودية دورا هاما، خصوصا أن مكانة وقوة أمريكا اكبر بكثير من مكانة وقوة إسرائيل، على حد تعبيره.

وفي سياق آخر أشار عشقي إلى أن علاقة السعودية بدول الخليج والدول العربية علاقة قوية و متينة، موضحا أن الدول العربية كشفت أحداث 11 سبتمبر ، مشددا على ضرورة تقوية اللحمة العربية لمواجهة التحديات التي تأتي من إسرائيل وإيران و تركيا.

وفي ملف عمليات التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن، أوضح الجنرال السعودي  انه لا يمكن لأحد أن يحدد إلى متى ستستمر و متى ستنتهي، مشيرا إلى أنها إذا استمرت بدون اتفاق سياسي فإنها ستستغرق إلى حوالي 6 أشهر، ولكن إذا كان هناك مناورات سياسية فستنتهي خلال شهر واحد، على حد تعبيره.

واعتبر أن الحل في اليمن هو عبارة عن حل سياسي وليس عسكري، مشيرا إلى أن المشكلة في اليمن تكمن في جانبين، الأول أن الحوثيين ليسوا أحرار في قرارهم السياسي وإنما يتلقون قرارهم من الخارج، وبالتالي لا يملكون القدرة على التفاوض أو التوقيع، لافتا إلى أن الطرف الآخر وهو علي عبد الله صالح الذي ترأس اليمن لحوالي 35 عاما أصبح يسير في طريق الحوثيين.

وقال في السياق: "إذا عاد علي عبد الله صالح إلى رشده وجاء ووقع الاتفاق فان العملية ستنتهي في القريب العاجل"، نافيا في الوقت ذاته أن يكون لدى صالح أية علاقات مع إيران وإنما علاقته تكمن مع الحوثيين.

وبالانتقال إلى الملف السوري وما يحدث في مدينة حلب من عمليات عسكرية، رأى عشقي أن الملف السوري شديد التعقيد، معللا ذلك أن الكثير من الدول و المنظمات تدخلت فيها وأصبحت الأوراق مختلطة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية استدرجت روسيا إلى سوريا لتوريطها من خلال استنزاف قوتها في سوريا، بالإضافة إلى أن يقف العرب ضد روسيا التي قامت بهذه المذابح والغارات المرفوضة، مبينا أن ذلك سيجعل العرب يرفضون الوجود الروسي، و هذا ما تتمناه الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول كذلك ألا تعيد روسيا إلى دول أوروبا الشرقية ولا إلى دول آسيا الوسطى.

وأوضح أن الحل في سوريا هو حل سياسي، مشيرا إلى انه إذا تطور سيكون مأساة بالنسبة لروسيا كما حدث في أفغانستان، ولكن إذا أرادت روسيا أن تكسب الشعب السوري والعربي فعليها أن تدفع بعملية السلام.

فلسطينيا، وفي اجتماع المجلس الثوري الأخير الذي أيد المملكة العربية السعودية و الذي اعتبر ان اي اعتداء عليها هو اعتداء على الأمة العربية و الإسلامية، علق الجنرال السعودي أنور عشقي قائلا: "علاقة المملكة العربية السعودية مع دولة فلسطين  علاقة قوية، حيث أن المملكة لا تتأثر بالأفراد وإنما تتعامل مع القضية، لان المملكة تريد تحقيق السلام في فلسطين والشرق الأوسط على أسس ومبادئ المبادرة العربية التي وافقت عليها الدول".

وأضاف: "حدث الآن حادث كبير وهو موت بيريز الذي سيغير من هذه الأجواء، حيث سيكون له دفعة جيدة للسلام، لان الشعب الإسرائيلي حينما يرى بأن أبو مازن ذهب إلى العزاء وثلاثة دول أرسلت مندوبين للعزاء، وقتها يعرف الشعب الإسرائيلي أن الدول العربية جادة في السلام و بالتالي سيضغط على رئيس الوزراء نتنياهو لتحقيقه".

واختتم قوله: "إن المخاوف الإسرائيلية الأمنية ستتبدد بسبب ضيق الشريط الساحلي بينه و بين الدولة الفلسطينية لعام 67 و المرتفعات التي بني عليها المستوطنات و التي سببها  غياب الثقة، ولكن هذه الزيارة ستولد الثقة، وأنا على يقين بأن ذهاب الرئيس أبو مازن  يصب في عملية الدهاء السياسي وليس في عملية الولاء لإسرائيل".