إنطلاق مشروع مُرشد التعليم العالي الفلسطيني لطلبة الدّاخل

رام الله - دنيا الوطن
 أسفر الاجتماع الخاص للجامعات والكلّيات الفلسطينيّة ، الذي دعى اليه وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، الدكتور صبري صيدم عن إجماع المشاركين على ضرورة التعاون من أجل إنجاح المبادرة التي اطلقتها، من الناصرة، مؤسسة برتقالة.كُم الناشطة في مجال التواصل الفلسطيني - الفلسطيني، لاصدار "مُرشد التعليم العالي الفلسطيني" خدمة لطلبة وطالبات الداخل الراغبين بايجاد عنوان جامعي يكفل لهم التعليم الاكاديمي والتخصص المهني والمستقبل العملي وبحيث يكون هذا الاصدار "نقطة بداية وآليّة لخارطة طريق تهدف الى تحويل الجامعات والكليّات الفلسطينية بكافة مساقاتها وتخصصاتها التعليميّة الى خيار حاضر بقوّة وباعتزاز أمام الاهل والطلاب في الداخل، الذين يبحثون عن مستقبل أكاديمي ومهني يضمن لهم البقاء الحرّ والكريم على أرض الاباء والاجداد".

وشارك في الاجتماع مندوبين عن كافة الجامعات والكلّيات الفلسطينية ووفد من الداخل يتقدّمه النائب الدكتور يوسف جبارين، عضو اللجنة البرلمانية لشؤون التربيّة والتعليم عن القائمة المشتركة والاستاذ عاطف معدي، مدير مكتب لجنة متابعة قضايا التعليم العربي والاستاذ مالك قبطي، خريج جامعة بير زيت من سنوات الثمانينات، ومدير مؤسسة برتقالة.كُم والمبادر لمشروع المرشد، الاستاذ رائد نصرالله.

إشتمل الاجتماع على مداخلة قدّمها الوزير د. صيدم الذي أكد على ضرورة تضافر كافة الجهود لتحقيق التواصل الفعال بين الطلبة والأكاديميين ومؤسسات التعليم العالي في كافة أرجاء الوطن، وأن مجلس التعليم العالي خلال جلساته المتعاقبة ناقش هذا الموضوع وأقرّ تشكيل لجنة فلسطينية - فلسطينية لتحقيق هذا الهدف.

ودعا الوزير إلى تكاتف كل الجهود أيضاً لحماية منظومة التعليم الفلسطينية وخاصةً في القدس التي يسعى الاحتلال لتدمير العملية التعليمية فيها ومحو الهوية الفلسطينية منها.
وأطلع د. صيدم الحضور على حيثيات التحريض والهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال ضد وزارة التربية والتعليم العالي والوزير والقيادات التربوية والمنهاج الدراسي الجديد، مشيراً إلى أن الاحتلال يدرك أن العلم هو السلاح الاستراتيجي للشعب الفلسطيني؛ لذلك هو يُسخّر الكثير من الطاقات لتدمير العملية التعليمية ومنظومة التعليم كلها.

كما أطلع وزير التربية الحضور على آخر مستجدات عملية التطوير في مختلف قطاعات التعليم، وعلى رأسها إعداد قانوني التربية والتعليم العالي في صيغتهما المبدئية والسعي لتنشيط حركة البحث العلمي وإعداد وتوزيع المنهاج الدراسي للصفوف من 1-4 وتطبيق نظام التوجيهي الجديد هذا العام، ورقمنة التعليم ودمج التعليم المهني والتقني في التعليم العام وغيرها من الجوانب التطويرية.

وشارك النائب عن القائمة المشتركة د. يوسف جبارين بتقديم مداخلة عن التحدّيات التي يواجهها الطالب العربي في الداخل وما يلاقيه من تمييز من قبل المؤسسات التعليمية والحكومية ما قبل دخول الجامعة، وخلال التعليم الجامعي وما بعد ذلك من فرص الحصول على العمل حسب تخصصه المهني.

وأكدّ جبارين على أهمية الاستثمار في التواصل الأكاديمي الفلسطيني-الفلسطيني من خلال تطوير فرص التعليم العالي لطلابنا من الجليل والمثلث والنقب في الجامعات الفلسطينيّة، مؤكدا ان هذا التواصل يجب ان يكون ضمن رؤية استراتيجية شمولية تسعى الى تطوير التعليم الاكاديمي لدى طلابنا، والى توثيق علاقات ابناء الشعب الواحد خلال فترة الدراسة الجامعيّة وهي فترة تبلور شخصية ابناء وبنات شعبنا على شقي الخط الأخضر. واشاد جبارين بمبادرة مؤسسة برتقالة.كُم  وعلى اهمية دعم المبادرة من اجل تطوير قضايا التعليم العالي في الجامعات الفلسطينية والمساهمة في تعزيز فرص هذا التعليم وتوسيعها لمصلحة الآلاف من ابناء وبنات شعبنا. كما وشكر جبارين وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني على دعمه للمبادرة وعلى تواصله الدائم مع قيادات ومؤسسات شعبنا في البلاد.

وشارك الاستاذ معدي، بمداخلة عن دور لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في الداخل كجسم مهني وشعبي ضاغط لمتابعة سير وتحسين اوضاع التعليم العربي عموما في الداخل وفي المدارس خصوصا، في مجال المضامين والظروف المادية وغير ذلك.

بدوره استعرض الاستاذ نصرالله، من خلال تقديم محاضرة مطولة اشتملت على معطيات إحصائية وتاريخية وآنيّة عن فلسطينيي الداخل وواقعهم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتعليمي وأهميّة ما تقوم به برتقالة.كُم من خلال تخصصها بالعمل في مجال التواصل الفلسطيني - الفلسطيني.

وأثنى نصرالله على سرعة تجاوب الوزير مع المبادرة ودعمه لها من خلال توكيل موظفين كبار في الوزارة لمتابعة الموضوع وفي مقدمتهم الاستاذ ايمن هودلي، مدير دائرة شؤون الطلبة في الوزارة والدكتور بشار العنبوسي، مديرالادارة العامة للتربيّة والارشاد والدكتور موفق خطيب، مدير مكتب الوزير.

وتولى إدارة الاجتماع الاستاد هودلي وقدّم الدكتور محمد السبوع، رئيس هيئة الاعتماد والجودة في الوزارة، في بدايته كلمة ترحيبية شاملة باسم الوزارة مؤكدا على انها تعمل كل جهد ممكن من اجل استيعاب طلاب الداخل في الجامعات والكلّيات الفلسطينية بافضل الشروط الاكاديمية والمادية والاجتماعيّة.

وتضمن اللقاء العديد من الاسئلة والعُروض حول واقع التعليم العالي في فلسطين، حيث ناقش الحضور الآليات التي من شأنها تحسين جودة التعليم العالي وتعزيز التفاعل بين الضفة وغزة والداخل في كافة المجالات الأكاديمية مؤكدين على أهمية إصدار "مرد التعليم العالي الفلسطيني لطلبة الداخل" كخطوة جبارة في تعزيز هذا التفاعل.

يذكر أن عميد الدبلوماسيّة الفلسطينية، السفير عفيف صافية شارك بجانب من الاجتماع واثنى على المبادرة مؤكدا على اهميّة الابداع في مجال التواصل الفلسطيني الفلسطيني رغم كل لظروف.