دعوات مقدسية للتصدي لدعوات المستوطنين لاقتحام الأقصى 

رام الله - دنيا الوطن
ناشدت قيادات مقدسية، دينية ووطنية، الفلسطينيين بتكثيف شد الرحال والتواجد اليومي في المسجد الأقصى لتفويت الفرصة على المستوطنين لاقتحام وتدنيس حرمة المسجد، ونددت القيادات بدعوات منظمات الهيكل المزعوم ونداءاته عبر مواقعهم ووسائل الاعلام التابعة لهم المجتمع الإسرائيلي إلى اقتحام الأقصى أفراداً وجماعات وعائلات خلال موسم الأعياد اليهودية التي تبدأ مطلع هذا الأسبوع حتى نهاية الشهر الجاري.

الأقصى في خطر كبير نتيجة الاقتحامات المبرمجة

وأكد رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب في حديث إلى "كيوبرس" أن المسجد الأقصى في خطر كبير نتيجة الاقتحامات المبرمجة التي تنفذها سلطات الاحتلال، وحمايتها للمتطرفين خلال اقتحامهم المسجد، ومنعها الحراس ودائرة الأوقاف من ممارسة دورها في إدارة المسجد الأقصى والقيام بترميمه".

وقال: "نحن لن ترهبنا كل هذه الوعودات والضمانات التي توفرها سلطات الاحتلال للمستوطنين، فأهل المسجد الأقصى أثبتوا دوما أنهم الحراس الأوفياء الأمناء الذين ضحوا في سبيل حماية ونصرة المسجد بكل غالي ونفيس"، مؤكدا أن الفلسطينيين لن يسلموا المسجد الأقصى، مهما وجهت سلطات الاحتلال من تهديدات ووعودات للمستوطنين، وطالب الفلسطينيين بالوقف صفا واحدا في وجه الاقتحامات.

وناشد الشيخ عبد العظيم الأمة الاسلامية والعربية بالقيام بواجبها تجاه المسجد الأقصى، ونصرة قضيته بكافة الوسائل، كذلك جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والمنظمات الدولية منها اليونسكو، "كلها عليها واجب التصدي لهذه الهجمة التي تستهدف المسجد وتريد تهويده".

الحكومة الإسرائيلية تتحمل تبعات الاقتحامات      
               
من جانبه، قال رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري إن الاقتحامات في هذه الأيام تزداد يوما بعد يوم، واليهود المتطرفون يستغلون هذه الأعياد والمناسبات من أجل تكثيف اقتحاماتهم، مضيفا "ما من شك أنهم طامعون في المسجد الأقصى ويبحثون عن طريقة للانقضاض عليه، ومن الملاحظ أن القرار السياسي الاحتلالي هو داعم لاقتحامات المسجد، لذلك نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية المس بحرمة المسجد الأقصى".

ولفت صبري لـ "كيوبرس" إلى أن الاعتقالات والابعادات الاحترازية للشبان وحراس المسجد الأقصى، تؤكد أن الحكومة الاسرائيلية لديها نوايا عدوانية مبيته ضد الأقصى، وذلك لإفساح المجال أمام اليهود المتطرفين لاقتحام المسجد دون أي معارضة، واستنكرها، وقال إنها تأتي من أجل إفساح المجال للمستوطنين باقتحام ساحات المسجد الأقصى وأداء طقوس تلمودية".

في حين طالب حراس المسجد وجميع المسلمين، أن يكونوا يقظين وحذرين من اقتحامات المستوطنين، لتفويت الفرصة عليهم.

كما ناشد كافة المؤسسات والاتحادات والجمعيات والنقابات والتجار المحيطين بالمسجد الأقصى أن يكثفوا وجودهم في المسجد وباحاته على مدار اليوم والساعة.

الأقصى مقبل على تطورات خطيرة

أما مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر فنبه إلى أن المسجد الأقصى مقبل على تطورات خطيرة ابتداءً من الأسبوع المقبل تزامنا مع اقتراب ما يسمى بموسم الأعياد اليهودية الذي يبدأ يوم الأحد القادم ويستمر طيلة شهر تشرين الأول.

 وقال: "أعتقد ان هذا العام أخطر من العام الماضي بسبب تسارع وتيرة الهجمة الاسرائيلية على المسجد الأقصى، وتصاعد عمليات الاقتحام التي كانت تجري خلال الأسابيع الماضية، سواء من حيث عدد المقتحمين أو نوعيتهم التي تشمل كافة مكونات المجتمع الاسرائيلية، أو من حيث شكل هذه الاقتحامات التي لم تأخذ طابع الزيارة بقدر أنها أخذت طابع القيام بطقوس توراتية ومراسيم عقود زواج واحتفالات لأطفال داخل الساحات، وهذا يؤكد التمادي بحق المسجد الأقصى".

وأضاف: "كقوى وطنية إسلامية ووطنية دعوْنا المواطنين خلال الشهر القادم إلى التواجد بشكل مكثف من أجل إحباط أي محاولة من جانب المستوطنين والاسرائيليين لفرض أمر واقع جديد، في ضوء الدعوات التي وجهتها أكثر من جهة إسرائيلية، في وسائل التواصل الاجتماعي والتي تدعو إلى إقامة صلوات تلمودية داخل ساحات المسجد الأقصى، خلال الشهر الجاري".

وحمل حاتم عبد القادر الحكومة الاسرائيلية مسؤولية السماح للمستوطنين بالتمادي ومواصلة الاقتحامات داخل المسجد، وكل التداعيات التي قد تنجم إذا أطلقت العنان لهؤلاء المستوطنين، للعبث والتمادي داخل المسجد الأقصى المبارك.

اغلاق باب المغاربة يحد من التوتر

مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني بدوره استنكر التحريضات من قبل المستوطنين ودعوتهم إلى اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى خلال الفترة المقبلة وقال: "نحن متواجدون دائما في المسجد ولن نسمح أن تمارس صلوات أو غير ذلك، من قبل هؤلاء المتطرفين". وطالب بإغلاق باب المغاربة في هذه الأيام، من أجل منع التوتر والإحتكاك.

وحمل الكسواني الجانب الاسرائيلي كامل المسؤولية عن هذه الدعوات وتبعاتها، كما حمّل شرطة الاحتلال كامل المسؤولية عن التوتر الذي ستشهده البلدة القديمة والمسجد الأقصى، نتيجة التحريض على استباحته وأداء صلوات تلمودية فيه خلال الأعياد، عدا عن المسيرات والاقتحامات الاستفزازية داخل ساحات المسجد".

ودعا الكيسواني كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى، أن يأتي لأداء الصلاة  والتواجد اليومي فيه لتعزيز إسلاميته، رغم الحواجز لأن التواجد في المسجد من حق المسلمين وحدهم.