بعد مرور عام على الهبة الشعبية...55 شهيدا و 2326 معتقل في القدس

رام الله - دنيا الوطن
 عامٌ مر على "الهبة الشعبية" "هبة الأقصى"، مُحمّلًا بجملة من الأحداث المتتالية، 2/10/2015 يوم تغير وجه الأرض وأحمر لونها حين فجر الشهيد مهند الحلبي ذاك المساء في قلب القدس وبالقرب من المسجد الأقصى – فجر  "الانتفاضة الثالثة" التي ترقبها الجميع...

هذه الهبة التي حملت العديد من الاسماء كان للقدس النصيب الاكبر منها فهي انطلقت نصرة للمسجد الاقصى المبارك، وما بين محاولات احباط واحتواء وافشال هذه الهبة الا اننا لا نستطيع الجزم انها توقفت او انتهت.

وخلال هذا التقرير تم رصد ما خلفته الهبة الشعبية على مدينة القدس:

الشهداء

منذ اندلاع الهبة الشعبية ارتقى 250 شهيدا في كافة محافظات الوطن منهم 55 شهيدا من مدينة القدس، بينهم ثلاث سيدات و 10 اطفال دونسن الـ18 منهم ثلاث فتيات.

ان المتتبع لعمليات استشهادهم يجد ان 90% من الشهداء ارتقوا بعد ان اقدمت قوات الاحتلال على اغتيالهم واعدامهم بدم بارد دون ان يشكل أحدا منهم اي خطر، وبحجج امنية واهية الا وهي " محاولة تنفيذ عملية طعن – دهس".

فيما تحتجز حكومة الاحتلال 11 جثمان للشهداء من الضفة الغربية وجثمان شهيد من مدينة القدس.

الاسرى

تصاعدت وتيرة الاعتقلات في صفوف المقدسيين منذ اندلاع الهبة الشعبية، وبات يتم اعتقال كل من يشتبه به "بنظر جندي الاحتلال"، فوضعت الحواجز الحديدية على مداخل البلدة القديمة، وكثت التفتيش على الحواجز العسكرية فيما ازدادت الاقتحمات والمداهمات اليومية للاحياء والمنازل، فيما زادت ملاحقة الشبان واعتقالهم على خلفية كتابتهم على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم بحجة "التحريض".

فقد وصل عدد المعتقلين الى 2326 معتقل ما بين شيبا وشبان وفتيات.

ويذكر ان 12 طفل دون سن الـ18 تم اعتقالهم بحجة محاولتهم تنفيذ عمليات طعن، او حيازة السكين.

المسجد الاقصى: تصاعدت الدعوات لاقتحام المسجد الاقصى منذ اندلاع الهبة الشعبية من قبل الجمعيات الاستيطانية المتطرفة، بحيث شهد المسجد اقتحام 12992 متطرف مابين مستوطنين وافراد من الاجهزة الامنية الاسرائيلية.

هذه الاقتحامات لم تقتصر على اقامة الجولات في باحات المسجد فحسب انما تعدت ذلك لمحاولات مستميتة لاقتحام المباني المسقوفة واقامة مراسم عقد قران اضافة الى اقامتهم لشعائر تلمودية وصلوات توراتية، ناهيكم عن اقامة صلوات خاصة في ذكرى تأبين موت مستوطنين "قتلوا على يد الفلسطينيين" على حد زعمهم.

فيما تتسارع عمليات التغول الاستيطاني مقابل مئات عمليات الهدم للفلسطينيين، اضافة الى استمرار سياسة حصار البلدات والاحياء المقدسية ومداهمة البيوت وفرض المخالفات الباهظة على المقدسيين.

ما بين مد وجزر، ومابين الهدوء والتصعيد ورغم افشال واحباط قوات الاحتلال لعشرات العمليات الاستشهادية ورغم كافة محاولات ردع المقدسيين ومعاقبة اهالي الشهداء  لازالت الهبة الشعبية قائمة دفاعا عن ارض السماوات ومهد الديانات... مدينة القدس.