عطا الله حنا: نتمنى ان تتسع رقعة اصدقاء شعبنا في العالم

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا لله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا من جمعية التضامن الفرنسية مع الشعب الفلسطيني والتي تضم في صفوفها شخصيات فرنسية مسيحية واسلامية ويهودية وشخصيات حقوقية وهدف هذه الجمعية هو الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية والتضامن مع شعبنا ، وقد ضم الوفد 15 شخصية فرنسية وصلوا الى الاراضي الفلسطينية في زيارة تفقدية وتضامنية لشعبنا الفلسطيني وللقاء عدد من الشخصيات الفلسطينية الدينية والسياسية .

وقد رحب سيادة المطران بوصول الوفد الى مدينة القدس صباح اليوم مشيدا بمواقف هذه الجمعية ودورها الرائد في الدفاع عن شعبنا الفلسطيني في الساحة الفرنسية بشكل خاص وفي اوروبا والعالم بشكل عام ، نحن سعداء بزيارتكم لمدينة القدس ونعبر لكل واحد منكم عن شكرنا ووفاءنا وتقديرنا ، فشعبنا الفلسطيني وفي لاصدقاءه في كل مكان في هذا العالم .

انتم تنتمون الى اديان متعددة وخلفيات ثقافية مختلفة ايضا ولكن وحدتكم فلسطين في جمعية واحدة لكي تدافعوا عن شعبها وعن قضيتها ولكي تساهموا في ابراز الصورة الحقيقية لما يحدث بحق شعبنا وقدسنا ومؤسساتنا .

تنتمون الى الديانات التوحيدية الثلاث المسيحية والاسلامية واليهودية وغيرها من الثقافات ولكن هاجسكم هو فلسطين وشعب فلسطين وقضية فلسطين وما احلى وما اجمل ان يجتمع الاخوة معا دفاعا عن اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث الا وهي قضية الشعب الفلسطيني .

وضع سيادته الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان واستهداف لشعبنا في كافة مفاصل حياته وقال سيادته بأن شعبنا وبالرغم من كل معاناته وآلامه وجراحه الا انه متمسك بوطنه ودفاعه عن عدالة قضيته ، لن يتمكن احد في هذا العالم من جعلنا نتنازل عن حقوقنا وثوابتنا فمهما تآمروا علينا وخططوا لتصفية قضية شعبنا سيزداد هذا الشعب ثباتا وصمودا وتمسكا بقضيته العادلة.

في فلسطين هناك ابطال يتصدون للاحتلال بصدورهم العالية ، في فلسطين هنالك شباب يقتلون بدم بارد وابناءنا يعتقلون ويوضعون في السجون ، في فلسطين هنالك مظالم كثيرة وآلام واحزان وجراح عميقة المت بشعبنا الفلسطيني وبالرغم من كل ذلك هنالك الصمود والبطولة والانتماء والتمسك بالارض والدفاع عن الكرامة وعن الهوية الوطنية ، فقضية شعبنا الوطنية هي قضية شعب يعشق الحرية ، انها قضية الانسان المظلوم الذي يسعى لرفع الظلم عنه ، انها قضية الشعب المقهور والمعذب والمستهدف الذي يسعى من اجل استعادة حقوقه وتحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .

نتمنى منكم ان تواصلوا نشاطاكم وسعيكم الحثيث في الدفاع عن قضية شعبنا في هذا العالم الذي نرى ان الكثيرين من قادته السياسيين ينحازون الى جانب الظالمين على حساب المظلومين ، ففي عالمنا هنالك دول تتغنى بحقوق الانسان وبنبذ الارهاب والعنصرية والعنف ولكنها تغض الطرف عما يحدث مع شعبنا ، فلا تتركوا شعبنا وحيدا يقارع جلاديه ، ولا تتركوا القدس وحيدة تدافع عن تاريخها وهويتها وابناءها ومقدساتها ، انتم صوت الضمير العالمي ، انتم صوت صارخ في برية هذا العالم الذي في كثير من الاحيان نلحظ ان قادته ينحازون الى جانب المحتل ويتغاضون عما يتعرض له شعبنا الفلسطيني ، ان رقعة اصدقاء شعبنا في العالم تتسع يوما بعد يوم واصدقاءنا منتشرون في كل القارات لان الشعوب في عالمنا بدأت تدرك جسامة الظلم الواقع على شعبنا ، ونتمنى ان نصل الى مرحلة يكون فيها اصدقاءنا قادرون على التأثير على السياسات في بلدانهم لكي تكون اكثر عدلا وانصافا وموضوعية تجاه قضية شعبنا .

نحن جماعة تؤمن بالسلام ولسنا دعاة حروب وقتل ودماء وامتهان للكرامة الانسانية ،ولكن سلامنا هو سلام العدالة والحق هو سلام يؤدي الى رفع الظلم عن المظلومين وانهاء الاحتلال وتحقيق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني ، اعداءنا يريدوننا ان نقبل بسلام يبقي احتلالهم لارضنا ، يريدوننا ان نقبل بسلام هو في واقعه استسلام لسياساتهم وممارساتهم وقمعهم وعنصريتهم ، يريدوننا ان نقبل بسلام بدون القدس وبدون الحرية وبدون حق العودة ، فعن اي سلام يتحدثون ، ان سلام من هذا النوع هو اكذوبة كبرى ، فلا يمكن للسلام الحقيقي ان يتحقق على ارض الواقع الا بإنهاء الاحتلال ورفع الظلم عن شعبنا وتحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية العادلة .

نحن جماعة نحب هذه الارض وننتمي اليها وجذورنا عميقة في تربتها ولن يتمكن احد من اقتلاعنا ، فجذورنا عميقة في هذه البقعة المقدسة من العالم كشجرة زيتونها التي ترمز الى  السلام ولكنها ترمز ايضا الى التمسك والتشبث بهذه الارض وهويتها الوطنية والانتماء لهذه البقعة المقدسة من العالم .

ان الكنيسة المسيحية في القدس شاهدة على معاناة الشعب الفلسطيني فكنيستنا واكبت ما حل بشعبنا من نكبات ونكسات والصوت المسيحي الوطني الفلسطيني كان دوما وما زال وسيبقى صوتا مناديا بالحرية لشعبنا ، صوتا منحازا لعدالة القضية الفلسطينية .

المسيحيون الفلسطينيون هم اصيلون في انتماءهم لهذه الارض فهم متعلقون بهذه البقعة المقدسة من العالم ايمانيا وروحيا ووجدانيا وتاريخيا وحضاريا وانسانيا ووطنيا ، انهم فلسطينيون يفتخرون بانتماءهم لهذا الشعب المناضل ويفتخرون بانتماءهم لهذه الارض المقدسة التي فيها تمت كل الاحداث الخلاصية المسيحية .

القدس مدينة نسكنها بأجسادنا ولكنها ساكنة في قلوبنا وفي عقولنا وفي ثقافتنا ، القدس مدينة السلام ومهوى افئدة المؤمنين في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث ، انها مدينتنا وعاصمتنا الروحية والوطنية ، انها مدينة نفتخر بانتماءنا اليها ، فهي حاضنة تراثنا الروحي والانساني والحضاري والوطني ، ونحن نرفض كافة اجراءات الاحتلال التي تستهدف مدينة القدس وتستهدف مقدساتنا ومؤسساتنا وابناء شعبنا في هذه المدينة المقدسة .

قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية كما تجول سيادته مع الوفد داخل كنيسة القيامة وقدم لهم بعض الشروحات عن تاريخها واهميتها ، كما قدم لهم بعض التذكارات من وحي التراث الفلسطيني المقدسي ، كما اجاب سيادته على عدد من الاسئلة والاستفسارات .

اما اعضاء الوفد الفرنسي فقد شكروا سيادة المطران على استقباله وكلماته ووضوح رؤيته واكدوا بأن زيارتهم تأتي في سياق نشاطات جمعيتهم التضامنية مع الشعب الفلسطيني ، وانهم سيواصلون مسيرتهم خدمة لهذا الشعب وقضيته العادلة ، كما ثمنوا مواقف سيادة المطران المدافع الصلب