خلال ورشة نظمتها الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس .. التأكيد على دور الأديان في محاربة الإرهاب وتجفيف مصادره

خلال ورشة نظمتها الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس .. التأكيد على دور الأديان في محاربة الإرهاب وتجفيف مصادره
 رام الله ــــ خاص دنيا الوطن ـــ محمود الفطافطة

اعتبرت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الإرهاب أحد أخطر مشكلات القرن الحالي، حيث يشترك في هذه الخطورة مع الحروب والمجاعات والفقر وغيرها من المشكلات على المستوى العالمي. 

جاء ذلك خلال ورشة عمل بعنوان "الديانات السماوية ونبذ الارهاب" عقدتها الهيئة اليوم في مقر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس بمدينة رام الله، شارك فيها غبطة بطريرك اللاتين سابقاً، الرئيس المسيحي للهيئة الاسلامية المسيحية البطريرك ميشيل صباح، والامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية الدكتور حنا عيسى، سماحة الشيخ وفيق علاوي مدير عام مديرية الاوقاف والشؤون الدينية في محافظة رام الله والبيرة، وسكرتير الطائفة السامرية الاستاذ اسحاق السامري، وحضور حشد من رجال الدين الاسلامي والمسيحي والطائفة السامرية، وشخصيات وطنية وثقافية.

وأكدت الهيئة على رفض الديانات السماوية اليهودية والمسيحية والإسلام للإرهاب رفضًا كليًّا بجميع أشكاله وألوانه وصوره؛ لأنه قائم على الإثم والعدوان وترويع الآمنين، وتدمير مصالحهم ومنافعهم، ومقومات حياتهم، والاعتداء على أموالهم وأعراضهم وحرياتهم، وكرامتهم الإنسانية، ولأنه اعتداء موجه ضد الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال.

ومن جانبه اشار الامين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى الى ان للإرهاب اثار كثيرة تعود بالويل والخراب على المجتمعات فيعمل على حصد الأرواح، هلاك الأنفس، تدمير الممتلكات، نشر الخوف والرعب، زرع الضغينة والبغضاء، إضعاف الأمة، وتبديد مكاسبها. 

وأكد على أن فلسطين هي النموذج الاروع في التعايش والاخوة بين ابناء الشعب الواحد سامريين ومسيحيين ومسلمين، نقف يداً واحدة، في وجه كل من اعتدى وتجبر، كل من يمارس الارهاب باي صورة. مشيراً الى رفض الديانات السماوية اليهودية والمسيحية والإسلام الارهاب رفضًا كليًّا بجميع أشكاله وألوانه وصوره؛ لأنه قائم على الإثم والعدوان وترويع الآمنين، وتدمير مصالحهم ومنافعهم، ومقومات حياتهم، والاعتداء على أموالهم وأعراضهم وحرياتهم، وكرامتهم الإنسانية، ولأنه اعتداء موجه ضد الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال.

ووقف غبطة بطريرك اللاتين سابقا، الرئيس المسيحي للهيئة الاسلامية المسيحية على ماهية الارهاب قائلا: "الارهاب هو اعتداء على اناس ابرياء، لا يجوز قتلهم، ولا يجوز اخذهم رهائن، ولا يجوز استخدام الارهاب كوسيلة ضغط على الحكومة او السلطة المسؤولة عن ظلم". واضاف: للإرهاب باسم الدين خطيئتان لأنه  قتل برئ ولأنه ينسب الى الله الذي هو سلام ورحمة ومحبة".

وأشار الى أن تاريخ البشرية ملئ بالحروب الدينية لان الانسان في كل الديانات هو انسان وبميوله الانسانية قاتل ويقاتل، ولكن وجود الحروب الدينية بالتاريخ لا يعني تبرير الحرب باسم الله لا في الماضي ولا اليوم في تاريخنا المعاصر. مؤكداً على ان وصية المسيحية هي المحبة فالعالم بحاجة لمزيد من المحبة.

من جانبه اشار مدير عام مديرية الاوقاف والشؤون الدينية في محافظة رام الله والبيرة سماحة الشيخ وفيق علاوي الى ان الارهاب في عصرنا يمثل قضية الساعة وخطر المستقبل يتولد عن خطأ في المعتقد والفكر والسلوك ومن عدم التعايش مع الواقع وعدم الرغبة في صناعة المستقبل فقد ينتج عنه مطمع دنيوي او يأس مع النفس او انتقام شرير.

وأضاف: "من الارهاب الاعمال التخريبية التي وقعت في بلاد شتى، اعمال تهدم ولا تبني، تخيف ولا تؤمن، بل احدثت شرورا عظيمة ومفاسد كثيرة واضرارا جسيمة على المجتمعات والافراد". ولخطورة الارهاب تعالت الصيحات الى ضرورة التصدي له وتحديد مفهومه وبيان اشكاله وصوره، فقد وجه الاسلام جميع القوانين لمكافحة الارهاب وحماية المجتمعات من شروره، وفي مقدمة ذلك حفظ الانسان وحماية حياته وعرضه وماله ودينه وعقله، من خلال حدود واضحه، فالإسلام دين الرحمة فهو دين التعمير والبناء لا التدمير والفساد، فقد حارب الارهاب بتحريمه كل وسيله غير مشروعه يتوصل بها الى هدف مشروع، فالغاية في الاسلام لا تبرر الوسيلة.

وركز سكرتير الطائفة السامرية الاستاذ اسحاق السامري على اهم خاصية من خصائص الديانات وركيزة اساسية في الايمان وهي التوحيد بالله، مؤكدا على ان الارهاب لا دين له منكراً صفة الارهاب عن المسيحية والاسلام، مؤكدا على ان توراة موسى بن عمران نهت في اسفارها عن كل ما هو مدعاة للعنف او الترهيب والتخويف، حيث تدعو التوراة المقدسة الى ايقاف ما يدعو للإرهاب، فالديانات امر من الله جاءت جميعا بالتسامح والمحبة، ولا يمكن لدين ان يأمر بالقتل والعنف.

وفي مداخلة لرئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق النتشة قال: "علينا ان نعمل سوياً على توضيح مواقف الاديان بصورة علمية وحضارية، ولا يجوز ان نكون ادوات تدمير بيد الارهابيين، مؤكداً على ضرورة محاربة الارهاب".

ومن جهته اضاف مفتي محافظة نابلس سماحة الشيخ احمد شوباش: "لا بد من وقفة جادة لبيان الدين والتأكيد على ان الدين يقوم على المحبة والتفاهم". مشيراً الى ان الاسلام يدعو الى حرية المعتقد والعبادة وحماية الروح لاتباع الديانات جميعها".

ووقف وكيل وزارة الاوقاف خليل كراجة على الارهاب السياسي الذي يعتبر احد اشكال الارهاب الفكري الذي يقوم على التسلط وعدم وجود الامان والحماية، مؤكداً على خلافة الانسان لله في الارض لعمارتها".

ومن جهته طالب الاب جورج عواد رجال الدين ابراز اوامر الله تعالى بوضوح في المساجد والكنائس ودور العبادة التي تدعو في جوهرها للمحبة والتسامح".

وقال الاستاذ موسى تيم عضو مجلس رؤساء الهيئة الاسلامية المسيحية: "مقاومة الارهاب تكون بمخافة الله سبحانه وتعالى والحب للغير".

ومن جانبه قال الاب الياس عواد : "الارهاب عالمي موجود في الدول كافة ونحن كفلسطينيين لا وجود للإرهاب بيننا بل نعاني ويلانه جراء الاحتلال".