دعوات بحراك مبكر لمساندتهم ... ثلاثة أسرى يدشنون معركة إضراب جديدة احتجاجا على اعتقالهم الإداري

دعوات بحراك مبكر لمساندتهم ... ثلاثة أسرى يدشنون معركة إضراب جديدة احتجاجا على اعتقالهم الإداري
خاص دنيا الوطن -  محمود البزم

في حلقة جديدة من مسلسل البطولة الذي يسطره الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، دشن ثلاثة أسرى وهم "أنس شديد وعمرو الحيح وأحمد أبو فارة" وكلاهم من مدينة الخليل بالضفة المحتلة معركة جديدة مع السجان "الإسرائيلي" الذين يقضون أيامهم الأولى في الإضراب عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم الإداري.

ويعمد الاحتلال على إيقاف المعتقلين إداريا دون محاكمة لمدة تترواح بين شهر وستة أشهر ويجدد بشكل متواصل لبعضهم، في محاولة منه لإذلال الإنسان الفلسطيني وقهره وتعميق المعاناة لديه.

ووصل عدد المعتقلين الإداريين في السجون الإسرائيلية إلى ما يقارب 7500معتقلا، 60% منهم جدد الاعتقال لهم أكثر من مرة وفق إحصائية رسمية من هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية.

وبحسب الهيئة فإن الاعتقالات الإدارية من قبل الاحتلال ارتفعت خلال عام 2016 ا بنسبة 50% مقارنة مع عام 2015 وبنسبة تصل إلى 100% عن عام 2014.

وعلى درب من سبقهم في هذه المعركة "كخضر عدنان وسامر العيساوي وأيمن الشراونة ومحمد القيق وبلال كايد وآخرهم الشقيقين بلبول ومالك القاضي" يمني الأسرى الثلاثة النفس بتسجيل انتصار جديد على الاحتلال وظلمه ضدهم.

ومن الذين خاضوا هذه التجربة المريرة الأسير المحرر خضر عدنان حيث حقق مطلبه بالحرية وانتصر بعد ستة وخمسون يوما من الاضراب عن الطعام، والذي أكد أن دخول الأسرى الثلاثة هي بمثابة معركة جديدة ورهان على انتصار آخر على السجان.
وقال عدنان في حديثه لـ"دنيا الوطن" إنه بحسب ما وصلني من الاخوة في سجن "عوفر" فإن الأسرى المضربين الثلاثة شديد والحيح عاقدون العزم في خطوتهم ويعرفون ماذا يصنعون ولديهم همة عالية في إضرابهم.

ودعا الشيخ عدنان إلى مساندة وحراكا مبكرا لدعم هؤلاء الفرسان الثلاثة وعدم الانتظار أياما طويلة حتى يدخلوا مرحلة الخطر الشديد على غرار ما حصل مع الأسرى بلال كايد والبلبول والقاضي والقيق وغيرهم. 

وأشاد عدنان بتطور المعركة عن طريق دخول مجموعات من الأسرى في الاضراب عن الطعام، مؤكدا أن ذلك يقوى الاضراب أكثر، كما أنه المضربين بذلك يشدوا من أزر بعضهم البعض ويصنعوا ضغط أكبر على السجان "الإسرائيلي".

وذكر عدنان:" الاضراب عن الطعام هو خطوة احتجاجية قاسية جدا ويوجد أمام الأسرى أساليب جماعية عديدة يمكن اتخاذها عوض هذه الخطوة مثل مقاطعة المعتقلين الاداريين للمحاكم وتنفيذ اضرابات جماعية متقطعة وإعادة الوجبات، موضحا أن ذلك يحتاج لقرار فصائلي داخل السجون.

واستبعد عدنان دخول مجموعات كبيرة في معركة الاضراب عن الطعام، منوها إلى أن معركتي الاضراب الجماعي عامي 2012 و2014 التي خاضها الأسرى تحولت في نهاية المطاف لإضراب نخبوي وفردي، وذلك لصعوبة وقسوة هذه التجربة.

من جهته، قال عبد الرحمن شديد "مدير مكتب إعلام الأسرى" إن ملف الاعتقال الإداري يعد من الملفات الشائكة في سجون الاحتلال، ولدينا أعداد كبيرة من المعتقلين تحت هذا الإطار غير القانوني والذي بموجبه يحتجز الاحتلال مئات الشباب ثم يحاكمهم ويعتقلهم دون تهمة.

وأكد شديد في تصريح "لدنيا الوطن" أن كثير من الأسرى يقضون فترة اعتقالهم الإداري، ثم لا يكاد يمضي علي خروجهم عدة شهور فيعيد الاحتلال اعتقالهم من جديد بشكل غير مبرر ودون إطار قانوني، وذلك لمنعهم من التأثير في مجتمعهم.
وأشار شديد إلى أنه من حق اسرانا أن يقوموا بالاحتجاج على السجان من خلال هذه الطريقة التي تعتبر الأكثر سلمية، لأن الأسير يعتبر أن حريته وكرامته هي أكبر من لقمة يتناولها أو شربة ماء يتجرعها.


ومضى شديد قائلا: "خلال السنوات الأخيرة أصبحت معركة الإضراب تدار بنفس فردي أكثر منه جماعي باعتبار أنه لا يوجد توافق لدى الأسرى للبدء بخطوات جماعية كما أن بعضهم يدعي أن هذه الخطوة لا تجدي نفعا إلا بالإطار القانوني. 

وأضاف أن بعض الفصائل تتابع هذا الأمر قانونيا خارج السجون وشكلت لجنة قانونية لذلك ولكن لم تجدي هذه الخطوة حتى اللحظة أي نفع على هذا الصعيد مما يلجأ الأسرى على محاربة الاعتقال الإداري فرديا.

وبين شديد أنه من المنتظر أن يتم خلال الأسبوع القادم زيارة المضربين الثلاثة من قبل محامين لمعرفة وضعهم ومطالبهم ونشر ذلك على وسائل الإعلام لمتابعتهم، لافتا إلى أن دخول أي من الأسرى في هذه التجربة يستوجب دعمهم ومساندتهم على جميع المستويات رسميا وفصائليا وشعبيا وإعلاميا.