المطران عطا الله حنا مستقبلا وفدا من المغتربين الفلسطينيين : " سيبقى الصوت المسيحي الفلسطيني صوتا مناديا بالعدالة والحرية لشعبنا "

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا من المغتربين الفلسطينيين من ابناء محافظة بيت لحم الذين وصلوا الى الاراضي الفلسطينية بهدف المشاركة في مؤتمر المغتربين الفلسطينيين والذي سيبتدأ يوم غد السبت في مدينة بيت لحم .وقد ضم الوفد شخصيات فلسطينية مقيمة في بلاد الاغتراب من بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور .

وقد رحب سيادة المطران بوصول وفد المغتربين الفلسطينيين الى مدينة القدس متمنيا التوفيق والنجاح للمؤتمر التي سينطلق يوم غد في مدينة بيت لحم بمشاركة وفود من المغتربين الفلسطينيين من سائر ارجاء العالم .

وقال سيادته بأن زيارتكم لمدينة القدس هي تأكيد على انتماءنا كفلسطينيين لهذه المدينة المقدسة والتي نعتبرها عاصمتنا الروحية والوطنية ، انتم لستم غرباء في هذه المدينة المقدسة فأنتم ابناء هذه الارض وتنتمون الى هذا الشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية ، انتم بعيدون بأجسادكم عن وطنكم الام ولكن قلوبكم تخفق عشقا وانتماء لهذه البقعة المقدسة من العالم التي اسمها فلسطين .

نرحب بزيارتكم للمدينة المقدسة التي هي مدينتنا وعاصمتنا وحاضنة مقدساتنا ، انها المدينة التي من واجبنا ان ندافع عنها وان نحافظ على وجهها الروحي والوطني وعلى تاريخها وتراثها وطابعها العريق الذي يستهدف من قبل الاحتلال وبوسائل شتى .

ان زيارتكم لمدينة القدس هي عودة الى اصول ايماننا وجذورنا الروحية والوطنية ، فلا يمكن ان يتحدث اي فلسطيني عن وطنه بدون القدس العاصمة ولا يمكننا ان نتحدث عن القدس بدون فلسطين  فالقدس هي عاصمة فلسطين وقلبها النابض ، كما انها البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله مكانا لتجسد محبته نحو الانسان،انها المدينة المقدسة التي يكرمها المؤمنون في الديانات التوحيدية الثلاث ، انها المدينة الرسالة ، رسالة سلام ومحبة واخوة بين الانسان واخيه الانسان .

لن نتخلى عن انتماءنا لمدينة القدس مهما اشتدت حدة المؤامرات والمخططات الهادفة لابتلاع المدينة المقدسة وتشويه صورتها وتزوير تاريخها ، فستبقى القدس لنا مدينة مقدسة نفتخر بتعلقنا بها وانتماءنا اليها.

وضع سيادته الوفد في صورة الاوضاع في المدينة المقدسة كما تحدث سيادته عن مؤتمر المغتربين الذي سينطلق يوم غد في بيت لحم وقال : نتمنى من المغتربين الفلسطينيين في كافة اصقاع العالم ان يوحدوا جهودهم من اجل وطنهم ومن اجل مدينة القدس ونتمنى ان يخرج عن هذا المؤتمر قرارات عملية هادفة لتوحيد الصفوف وجعل ابناءنا المغتربين اكثر لحمة ووحدة في دفاعهم عن قضية شعبهم ، علموا ابناءكم محبة فلسطين، علموا الجيل الطالع محبة القدس وبيت لحم وكافة مدننا وبلداتنا الفلسطينية ، فالقدس يجب ان تبقى حاضرة في كل فاعلياتكم واجتماعاتكم ومؤتمراتكم ، اعداءنا يريدننا ان نشطب القدس من قاموسنا وهذا لن يحدث ، اعداءنا يريدوننا ان ننسى فلسطين وان نترك حق العودة وهذا لن يحدث على الاطلاق ، فنحن فلسطينيون ومن حقنا ان نعيش احرارا في وطننا ومن حق كل فلسطيني ان يعود الى وطنه فهذا حق لا يسقط بالتقادم .

قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية وقال : 

المسيحية في هذه الارض المقدسة هي عنصر اساسي من تاريخها وهويتها وتراثها ، فالمسيحية انطلقت من هنا وفي مدينة بيت لحم حيث مغارة الميلاد بزغ نور ساطع يبشر بميلاد المخلص ، فبيت لحم هي ارض الميلاد والقدس هي مكان القيامة والانتصار على الموت ، فكل الاحداث الخلاصية المرتبطة بايماننا وعقيدتنا تمت في هذه البقعة المقدسة من العالم ، ولذلك يحق لنا ان نفتخر بانتماءنا الفلسطيني ، يحق لنا ان نفتخر بفلسطين الارض المقدسة ارض القداسة والنور والقيامة والامل والرجاء ، يحق لنا ان نفتخر بانتماءنا لشعب يناضل من اجل حريته ونحن معه في سعيه من اجل الحرية ، ان قضية الشعب الفلسطيني هي قضية المسيحيين الفلسطينيين كما هي قضية المسلمين وهي قضية كافة احرار العالم .

المسيحيون في ديارنا المقدسة لهم اسهاماتهم في الحياة الوطنية والثقافية والفنية والابداعية وهم ملح وخميرة لهذه الارض ، ليسوا اقلية او جالية او عنصرا غريبا في هذه البقعة المقدسة من العالم ، نحن فلسطينيون نحب وطننا وندافع عن قدسنا ومقدساتنا جنبا الى جنب مع اخوتنا المسلمين شركاءنا في الانتماء لهذه الارض ولهذا الشعب المناضل والمقاوم .

سنبقى منحازين لعدالة قضية شعبنا مهما تآمروا علينا وخططوا لتصفية وجودنا واضعاف موقفنا وتهميشنا، فالكنيسة في فلسطين مستهدفة وبوسائل متعددة حيث يراد اسكات الصوت المسيحي الوطني العربي الفلسطيني ، يزعجهم صوتنا ويزعجهم دفاعنا عن قضية شعبنا، لا يريدوننا ان نتحدث عن الوطن ولا يريدوننا ان نتحدث عن القضية ولا يريدوننا ان نتحدث عن عنصريتهم وهمجيتهم ، بل يريدوننا ان نستسلم لهم وان نرضخ لاملاءاتهم وان نكون صامتين مكتوفي الايدي لا حول لنا ولا قوة ، وهذا لن يحدث على الاطلاق .

لقد تعرضنا للاستهداف والتحريض بسبب مواقفنا ونحن لسنا من اولئك الذين يخافون او يترددون او يتراجعون بل ستبقى القدس بوصلتنا وفلسطين قضيتنا ، واذا ما كان البعض منزعج من الاصوات المسيحية الوطنية المدافعة عن القضية الفلسطينية فهذا لن يؤثر علينا على الاطلاق بل نحن امام هذه الحالة لن نزداد الا ثباتا وتمسكا بحضورنا ومواقفنا ورسالتنا ودفاعنا عن قضية شعبنا العادلة .

سيبقى الصوت المسيحي العربي الفلسطيني صوتا جريئا واضحا مناديا بالحق والعدالة والحرية لشعبنا .

فلا كرامة لنا في هذه الديار بدون حرية شعبنا فحرية شعبنا هي حريتنا وكرامته هي كرامتنا وقضيته هي قضيتنا، كما أن آلامه وجراحه ومعاناته هي آلامنا وجراحنا ومعاناتنا .

كم انا سعيد بوجودكم في مدينة القدس وقد اتيتم اليها قبل افتتاح مؤتمركم في بيت لحم لكي تقولوا للعالم بأسره بأن القدس لنا ولن نتخلى عنها وسنبقى ندافع عن مقدساتها وانسانها وتاريخها وتراثها .

اختتم اللقاء ببعض الاسئلة والاستفسارات التي وجهت لسيادة المطران وقد اجاب عليه بصراحته المعهودة مؤكدا على الثوابت الوطنية التي لا تنازل عنها .

يذكر ان الوفد الذي ضم 30 شخصية فلسطينية مغتربة هم من ابناء محافظة بيت لحم وغالبيتهم الساحقة تعيش في امريكا الجنوبية منذ عشرات السنين .