عرفاتي النهج : تحدى قاضي المحكمة الاسرائيلي فقال "ليته سقط عليكم وقتلكم جميعا"

عرفاتي النهج : تحدى قاضي المحكمة الاسرائيلي فقال "ليته سقط عليكم وقتلكم جميعا"
خاص دنيا الوطن – احمد الشنباري

يحاول الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي عدم الاعتراف على ما يقدم ضدهم من لوائح اتهام من المرة الأولى فتأجل جلسات المحاكمة إلى وقت لاحق إلا إن هذه الحالة الفريدة التي تعتبر عرفاتية النهج أدهشت القاضي الإسرائيلي ومن معه داخل المحكمة العسكرية وربما عجز عن قولها الكثيرون.

 ففي مثل هذه الايام تمنى الصاروخ الذي أطلقه إن يصيب القاضي ومن يوجد معه داخل أروقة المحكمة العسكرية في إسرائيل  فأصاب محاميه والقاضي بالاندهاش والذهول بعد سؤال القاضي له هل  تعرف إن الصاروخ الذي أطلقته سيقتل مدنيين؟ فقال "ليته سقط عليكم وقتلكم جميعا"

المحامي اخبره بأنك سوف تُحكم على ما صرحت به 13 عاما فرد عليه بكل ثقة "لا يهمن لو حكموني مدى الحياة"

عرف بجرأته وحماسته وحبه بين من هم اكبر منه عمرا من رجال المقاومة والمطلوبين أيضا للاحتلال .

الأسير المحرر محمود اليازجي17عاما من بيت حانون شمال القطاع اُسر في وقت لم يصل فيه مقتبل العمر بعد ان أدرج اسمه في لائحة المطلوبين للاحتلال الإسرائيلي وعمرة 14 عاما وقع في الأسر بعد اعتقاله على أيدي قوة  خاصة إسرائيلية حاصرت المكان الذي يعمل به في أقصى شمال بيت حانون  بعد إن رفض الاستسلام وهرب من كان معه فنجحت في اعتقاله  بعد إن أطلقوا النار عليه.

 مراسل دنيا الوطن  قابل الاسير محمود متحدثا عن محاكمته وكيف تحدى القاضي الاسرائيلي فقال بعد الاعتقال مباشرة بدأت اتوجه الى المحكمة بشكل اسبوعي  كنت في سجن يقع الشمال والمحكمة في الجنوب وامر على ثلاثة معابر مستغرقا مدة خمسة ايام وفي كل مرة تفتيش وتعب حتى وصلت الى اخر جلسة في المحاكمة وهي النطق بالحكم مضيفاً كان مطروح لي عشر سنوات حتى انخفضت الى ست سنوات وطلب مني القاضي مشاورة الاسرى الفلسطينيين واصدقائي في الاسر .

ويكمل الاسير محمود بعد ان نطق القاضي بالحكم قمت بالتكبير والاحتجاج وقام ما يعرف بقوات جنش بترويعي وتكبيلي لكن لم يكن هذا المشهد يهمني حتى عم الصمت المحكمة وحينها طلب مني القاضي الإسرائيلي الاعتذار امام الجميع وان اعلن ندمي عما فعلت بعد ان سألني هل انت ندمان على ما اطلقت من صواريخ كادت ان تقتل ابرياء إسرائيليين قلت له صوت عالي تمنيت لو واحد منها سقط عليكم وقتلكم جميعاً في اشارة الى القضاة الإسرائيليين حتى بدأ الاسرى المنتظرين في الخارج بالتكبير والصحافيين بالتصوير هنا اخبره  المحامي بأنك سوف تحاكم على صرحت به هذه 13 عاما فرد عليه بكل ثقة "لا يهمن لو حكموني مدى الحياة"

ومن جهته اشار محامي الأسير علاء سكافي من مركز الميزان لحقوق الإنسان " اعتقل محمود وهو طفلا إلا انه تميز بجرأة غير مسبوقة بعد أن تمنى موت إسرائيل أمام القاضي فعرض على لجنة تسمى بالرحمة والرأفة في المحاكم الإسرائيلية فحكم لمدة 6 أعوام"

وتميز الأسير محمود بنسج علاقات وطيدة مع الأسرى في داخل سجنه فاستطاع  تكوين صداقات مع في اوقات قصيرة حيث قال الأسير المحرر" إبراهيم النخلة "من مخيم الجلزون برام الله " محمود عوضني عن إخوتي داخل السجن بالإضافة إلى انه يتمتع بروح معنوية عالية " .

ورغم الواقع المرير الذي عاشه محمود داخل السجن باعتباره الأسير الوحيد من غزة وقلة زيارات أهله  آنذاك إلا انه حاول رسم البسمة على وجوه الأسرى بحكايات مازحة فيقول الأسير المحرر "سعيد شتات" من مدينة رام الله  وصديق محمود في الأسرفي اتصال هاتفي مع مراسل دنيا الوطن "أفضل ما يتمتع به محمود كثرة مزحة وضحكة داخل السجن بحكايات مازحة كانت متنفسا لنا بين الجدران الاربعة"

 وعودة الى سنوات أسره اشارت لنا والدته الى "دقيقة اتصال واحدة وبكاء لساعات" والدة الأسير أصيبت بصدمة بعد أن رفعت سماعة الهاتف وتفاجئت بصوت ابنها فأخذت بالصراخ  وتضيف عن ابنها" دقيقة واحدة معي كيف حالك وسلمي ع الجميع وانأ بخير سلام" فقطع الاتصال فواصلت بكاءها لساعات لتكن بذلك اصعب اللحظات التي شعرت بفراق ابنها

رغم صغر سنه تميز محمود بثقة عالية بين أفراد المقاومة فيقول احد إفراد كتائب شهداء الأقصى "محمود كان دائما يبحث عن وسائل لمساعدة المقاومين ويمتاز بشجاعته ورباطة جأشه ويضيف" كان دائم التواجد في الأماكن الخطرة يمتاز بقوة قلب لم أراها من قبل  مؤكدا لابد من تكريم مثل هؤلاء الاشبال الذين يجسدون فدائهم للوطن

تلك كانت الظروف المفاجئة والتي قذفت بها تلك الحياة فجأة في طريقه وأجبرته على قبول حياة لم يكن يتوقعها بعد أن عرف بكثرة حركته فلم يستطع السجن أن يحطم روح أسير تحدى بها سجانه فمهما كانت الخسارة  في ذاك التحدي فيبقى الأمل يراوده مع اشراقة كل يوم جديد .

"يذكر  إن الأسير محمود اعتقل عام 2009 من مكان عمله وتعرض إلى إصابة  في عام 2007 وحرر من الاسر قبل اشهر