رفعت 70 كيلو .. "دانية "فتاة غزية ترفع الاثقال وتلعب الملاكمة وتحلم بالعالمية

رفعت 70 كيلو .. "دانية "فتاة غزية ترفع الاثقال وتلعب الملاكمة وتحلم بالعالمية
خاص دنيا الوطن ـ هاني أبو رزق

بعد ارتدائها لزيها الرياضي المخصص لرياضتها المفضلة, تنقض الفتاة الرياضية دانية المصري 20 عاما على الاثقال بكلتا يديها داخل نادي "همر جيم" الرياضي بمدينة غزة لترفعها تارة وتنزلها تارة اخرى، متنقلة بين الآلات الرياضية المختلفة، وصولا لممارسة الملاكمة متجهة لترتدي قفازاتها, ولتسدد قبضات يديها تجاه قطعة من الاسفنج المخصص للملاكمة ، متحدية مجتمعها المحافظ الذي يقل فيه ان تمارس الفتاة أي أنواع من الرياضات, ولتكسر هكر الرجال لهذه الرياضة .

وتقول المصري وهي تضع الاثقال جانبا:" انا اعشق الرياضة بشكل عام منذ صغري , فعندما كنت في السادسة من عمري بدولة الامارات مارست الجري والسباحة , الى ان كبرت وقررت ان ادرس تخصص العلاج الطبيعي لكنه غير موجود بدولة الامارات، فقررت الرجوع الى موطن اجدادي غزة للدراسة .

واضافت المصري :" عندما اقوم بممارسة رفع الاثقال الملاكمة فأنني اشعر السعادة , فقمت برفع الى حد الان 70 كيلو من الاثقال واطمح الى حمل وزن اكبر من ذلك , اضافة الى شغفي بممارسة الملاكمة التايلندية وهي عبارة عن استخدام اليدين والقدمين وتسديدهم تجاه قطعة من الإسفنج المخصص لهذه الرياضة .

بعض الفتيات داخل قطاع غزة انتفضن في وجه العادات والتقاليد المجتمعية الغزية ليمارسن انواع الرياضات المختلفة غير مكترثين للقيل والقال , فمنهم من ابدع بممارسة رياضة ركوب الخيل , والبعض الاخر بالكاراتيه والجري او كبطلة قصتنا برفع الاثقال والملاكمة .

وتتوجه المصري بشكل يومي من مكان سكنها بمدينة خان يونس الى جامعتها بمدينة غزة وتستغل فترة انتهائها من دوامها الجامعي لكي تذهب الى ناديها أيام "الاحد ،الثلاثاء ،الخميس" وهي الايام المخصصة للسيدات ساعية لتحقيق هدفها من ممارسة الرياضة وهو المشاركة في بطولات دولية وتحسين لياقها والقضاء على الدهون والمرونة والقدرة على التحمل وتكوين قوة عضلية , اضافة الى العديد من الفوائد الصحية على حياتنا اليومية

وحول التحديات التي واجهتها قالت وهي تمسح العرق الذي ينصب من على جبينها من التعب :" في البداية كان من في النادي من فتيات يستغربن لأني اتوجه الى صالة رفع الاثقال الفارغة من الفتيات واقوم برفع الاثقال بمفردي , اضافة الى عدم وجود مدربين بقطاع غزة للفتيات واقتصارهم على الشباب، وعدم اهتمام المجتمع بالرياضة الخاصة بالمرأة فالرياضة للذكور والاناث معا .

وتمنت المصري ان تشارك في بطولات عالمية وترفع علم فلسطين في المحافل الدولية وان توصل رسالة الى العالم بأن غزة ليست ارض للمعارك والحروب بل هي ارض للرياضين و المواهب المتعددة التي تحتاج الى تبني وسط تجاهل من قبل المعنيين خاصة ان غزة تعيش في حصار مستمر, مشجعة الفتيات ان يقمن بممارسة مواهبهن الرياضية بكل ثقة وصولا الى تحقيق اهدافهن .