بري: اجساد شهدائنا لا تسقط طالما ترتفع تربية وتعليم ومقاومة

بري: اجساد شهدائنا لا تسقط طالما ترتفع تربية وتعليم ومقاومة
رام الله - دنيا الوطن
برعاية السيدة رندة عاصي بري ( رئيسة جمعية اللبناينة لرعاية المعوقين) احتفلت ثانوية الشهيد محمد سعد ( العباسية ) بتىخريج وتكريم طلابها الناجحين في الامتحانات الرسمية للعام الدراسي (2015-2016) تحت عنوان فوج الشهداء القادة في مبنى الثانوية بحضور السيدة بري والنائب علي خريس ورئيس مجلس ادارة مؤسسات امل التربوية الدكتور رضا سعادة ورئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس وعضو المكتب السياسي لحركة امل محمد غزال ورئيس مكتب حركة امل في طهران عادل عون وعضو قيادة حركة امل عاطف عون المدير التنفذي لملتقى الفنيق للشباب العربي حسن امين حمدان والمسؤول التربوي لحركة امل في اقليم جبل عامل مصطفى الراعي ورئيس بلدية العباسية خليل حرشي ورئيس معهد قدموس الاب الدكتور جان يونس ورئيس مكتب وزراة الشؤون الاجتماعية في صور غسان ابو جهجه ومدير منبر الامام الصدر الثقافي عباس حيدر ومدير الثانوية محمد العبد ومسؤولة شؤون المراة ناديا حمزة ورئيس جمعية الرؤية الوطنية قاسم صفا وممثلة الرؤية العالمية هالة الزين و امين عام جامعة فنيسيا الدكتور عماد زيبب وعميد كلية الاداب بالجامعة اللبنانية الدتور عماد الضاهر وحشد تربوي واهالي الطلاب .

قدمت للاحتفال المدرسة جيهان فقيه عيسى وتوالى على التقديم الطلاب جنى علامي الدين وعلي عبد عيسى والى كلمة الخريجيين الطالب حسن قاسم صفا الذي شكر الهيئتين الادارية والتعليمية على السهر والتعب من اجل الطلاب .

والقى مدير الثانوية ( العبد ) كلمة شدد فيها على ديمومة العطاء والمثابرة بالتعلم والتربية لكي نكون بركب الحضار نحمل سلاح العلم والعمل وان مؤسسات امل التربوية لن تدخر جهدا من اجل الحفاظ على الوطن وتعلم الاجيال و تأمين العلم لكل اطياف المجتمع .

ثم القت السيدة بري كلمة جاء فيها :ِ

مجددا" كما في كل لحظة وكما في كل مساحة نتحرك فيها، وفي كل الامكنة التي نتواجد بها... نجد انفسنا تلامذة على مقاعد مدرسة الشهداء ... نتصفح في كتابهم الذي خطوا فيه بتضحياتهم سفر خلود ... نقلب في دفاترهم نحفظ عن ظهر قلب وصاياهم وصية وصية وأمنية أمنية ... نرى حضورهم القوي في قامات وفي احلام الطلاب المتفوقين والناجحين الذين نقرأ في عيونهم الحقيقة الالهية بأن الشهداء احياء عند ربهم يرزقون ، وان سقوط الاجساد ارتقاء وسمو طالما هناك اجيال تحيا بفكرهم وتنهل من ثقافتهم وتسلك نهجهم وتتمسك بثوابتهم.

واضافت السيدة بري : اليوم ها نحن في صف تعليمي من صفوف مدرسة الشهيد القائد محمد سعد ... لا نستعيده شهيدا" وقائدا" للمقاومة فحسب ... او استاذا" ومربيا" في مؤسسة جبل المهنية قبل استشهاده، انما نستعيده مؤسسة تربوية ومنهجا" فكريا" وثقافة انسانية باتت بحجم امة وبحجم وطن.

الشهيد محمد سعد الذي قال فيه دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري لحظة استشهاده... الآن استشهد نصف الجنوب وعلى النصف المتبقي اكمال المسيرة.

واليوم ها انتم كأساتذة واداريين واهل وطلاب مثلتم وما زلتم تمثلون " النصف الذي اكمل مسيرة الشهيد محمد سعد . فها نحن نلتقي في فيء حضوره الدائم لنخرج جيلا" متفوقا" متميزا" مؤمنا" بثقافة وتربية وتعاليم الشهداء القادة منهم وفي المقدمة الاستاذ الشهيد... المدرسة ... محمد سعد.

فباسمي وباسم دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري الراعي والحاضن لاماني وتطلعات مؤسسات أمل التربوية الحاملة لأسماء الشهداء والمنتشرة على مساحة الوطن الذي حملني تهنئته الشخصية لكل طالب وطالبة وللحضور جميعا" لكم منه الف تحية وبعد.

و رأت السيدة بري اننا و في مقام تخريج وتكريم من اهتدى بهدي الشهداء ونهل من ارثهم الثقافي والتربوي على مدى سنوات في رحاب هذا الصرح التربوي المتألق بالنجاح والتفوق، اسمحوا لي ان انتهز فرصة هذا اللقاء الانساني بامتياز والمفعم بالامل ان أؤكد على ان وطنا" يمتلك هذه الطاقة من الشباب المتحفز على مواصلة تحصيله العلمي مهما قست عليه الظروف الاقتصادية وغير الاقتصادية ، هو وطن لا يمكن ان يسقط او يستسلم تحت وطأة النكد او الكيد السياسي الذي يضع مستقبل لبنان ومستقبل ابنائه لا سيما الشباب منهم في بوتقة الجمود والقلق على المستقبل.

واعتبرت ان الاوطان تقوم على مبدأ الحقوق والواجبات في كل ما هو متصل بحياة الانسان وحياة الدولة وحياة المجتمع وهذا المبدأ هو الناظم للعلاقة بين هذا المثلث حتى في الجانب التربوي والتعليمي.

فمن واجب المؤسسات التربوية كادارة وهيئات تعليمية تأمين كافة المناخات الملائمة لاداء رسالتها التعليمية بأمانة ورسالية واخلاص، بما يمكن التلامذة من النجاح.

ومن واجب التلامذة لاجل انفسهم اولا" ولاجل مستقبلهم ثانيا" ان يترجموا الفعل التربوي نجاحا" وتميزا". وكذلك ايضا" واجب الاهل تكامل في الادوار والمسؤوليات من اجل تحقيق هذه الاهداف الانسانية السامية.

أما لجهة الحقوق والمسؤوليات المتوجبة والمترتبة على الدولة وعلى السلطة السياسية تربويا" تجاه التلامذة والهيئات التعليمية والمؤسسات التربوية وبالرغم من الجهد الاستثنائي والشخصي لمعالي وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، نحن في الحقيقة امام واقع يكاد يكون مأساويا".

فمطالب الاساتذة التاريخية المحقة والمشروعة بحياة كريمة ولائقة وفي المقدمة حقهم في اقرار سلسلة الرتب والرواتب هي مطالب لم تتحقق حتى الآن، انما هي ضحية سياسة تعطيل المؤسسات التشريعية والتنفيذية وضحية مزاجية بعض حديثي النعمة في السياسة وفي المسؤولية الوطنية ، هذا واجب من واجبات الدولة تجاه شريحة معنية بصناعة الانسان واعداده وطنيا" وتربويا" وثقافيا".

اما الواجب الثاني والذي للاسف تتخلى الدولة والسلطات المعنية والطبقة السياسية في معظمها عن تأديته هو التخلي عن الواجب تجاه حمل قضايا واحلام وهموم وتطلعات الشباب واسقاط هذه الحقوق والعناوين من جدول اهتمامات المعنيين.

فلبنان لا زال البلد الاول المصدر لانسانه ،

ولبنان لا زال البلد الاول الذي تشكل فيه الشهادات والاجازات اما عبئا" على حاملها او جواز مرور له للهجرة من الوطن.

ولبنان هو البلد الوحيد الذي لا تعرف سلطاته السبيل لخلق فرص او اسواق عمل للكفاءات الشبابية والمهنية المتميزة.

ولبنان ايضا" هو البلد الوحيد الذي لم يدرك هواة التعطيل فيه ولا السياسيون الموزعون على محاور الانقسام الطائفي والمذهبي والمصالح الشخصية الفئوية الضيقة، بأن انجح الاستثمارات واكثرها استراتيجية ومحورية لأي امة واي وطن هو الاستثمار على عائد الشباب وطاقاته الابداعية وعلى عائد التربية والتعليم.

وبانتظار عودة العلاقة بين الدولة كحاضنة وراعية لكل ابنائها وفي المقدمة ابنائها الطلاب والاساتذة الى سياقها الطبيعي، فمؤسسات أمل التربوية اساتذة وطلابا" ولجان اهل معنيون بمواصلة الدور الرسالي المناط بهم في عملية بناء الفرد على اسس الوعي لحجم التحديات التي تواجه انساننا ومجتمعاتنا وتأمين كافة مستلزمات النجاح في هذه العملية على مختلف المستويات.

كما اتمنى على ادارة مؤسسات امل التربوية وابتداء" من العام الدراسي الحالي ونحن في بدايته، العمل على تشجيع الطلاب في مراحل التعليم الثانوي باللجوء الى مناهج البحث العلمي وتعريف الطلاب على اهميته في حياة الانسان وحياة الاوطان .

اذ لا مستقبل ولا قيمة لوطن يهمل العلم ويتجاهل قيمة البحث العلمي ودوره في حماية المنظومة الانسانية والاجتماعية والصحية والغذائية والثقافية، واعتقد جازمة ان لدى مؤسسات امل التربوية كفاءات تعليمية وطلابا" قادرون على الابداع في هذا المجال.

وتوجهت السيدة بري للخريجيين قائلة :يا ابناء مدرسة الامام الصدر والامين النبيه يا تلامذة شمران ومحمد سعد وخليل جرادي يا اخوة بلال فحص وحسن قصير، ان ما يمر به لبنان من حالة فراغ في موقع رئاسة الجمهورية او من تعطيل لمؤسسات
الدولة التنفيذية والتشريعية، وكل هذه الاوضاع الشاذة تترك تداعياتها قلقا" في نفوسكم ، لكن ثقوا ان هذه الاوضاع وهذه المرحلة ليست قدرا" على لبنان واللبنانيين هي مرحلة عابرة وهي الاستثناء في تاريخ لبنان وليست القاعدة.

فحصادكم اليوم من نجاح وتفوق هو القدر الحقيقي والاساس الصلب الذي سيشمخ عليه بنيان الوطن كما اراده الشهداء وكما نريده نحن وانتم وذويكم ، وطن معبر عن طموحاتكم وآمالكم ومترجم لاحلامكم.

اجدد التهنئة للطلاب الناجحين وللاساتذة والادارة متمنية لمؤسسات أمل التربوية ولثانوية الشهيد محمد سعد المزيد من التألق والنجاح لما فيه خير الانسان وخير لبنان الذي كان وسيبقى وطنا" نهائيا" لجميع ابنائه.

ثم وزعت والحضور الرسمي شهادات تكريمية على الطلاب كما سلمها ( سعادة ) درعا تقديرية باسم مؤسسات امل التربوية.








التعليقات