عطا الله حنا: سنصلى لأجل السلام في سوريا

رام الله - دنيا الوطن
بمناسبة عيد الصليب المقدس وبمشاركة وفد من ابناء الجالية العربية السورية المقيمة في الولايات المتحدة الامريكية اقام سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس يوم امس خدمة صلاة خاصة من اجل السلام في سوريا ، وقد رفعت الادعية والترانيم والصلوات من اجل حفظ سوريا وسلامها ومن اجل جميع المشردين والمحزونين والمظلومين والمتألمين ، وقد اضيئت الشموع امام القبر المقدس ، كما بارك سيادة المطران الجميع بخشبة الصليب المباركة .

وقال سيادة المطران في كلمة وجهها للضيوف الاتين من الولايات المتحدة وهم من اصول سورية حيث قال : بأننا نعيش معكم آلامكم واحزانكم ونتضامن مع احبائنا واعزائنا في سوريا العزيزة على قلوبنا ونرفع الدعاء الى الله من اجل ان يعود السلام الى هذا البلد وان يتوقف الارهاب والعنف والقتل الذي يستهدف الشعب السوري بكافة مكوناته .

اننا مع سوريا في محنتها وفي آلامها وفي جراحها ونسأله تعالى ان يكون مصدر تعزية لكل المشردين والمحزونين والمتألمين وما اكثرهم كما ونذكر بشكل خاص اخوتنا المطارنة السوريين المخطوفين الذين قضيتهم هي قضيتنا جميعا ونصلي من اجل عودتهم سالمين الى ابرشياتهم كما ونصلي من اجل كل المخطوفين وكل انسان محزون ومتألم في هذا البلد العزيز على قلوبنا .

اننا من قلب كنيسة القيامة ومن هذه المدينة المقدسة وفي هذا اليوم المبارك نسجد امام القبر المقدس سائلين السلام لسوريا وان تتوقف آلة الحرب والعنف والدمار التي تستهدفها .

كفانا دماء ودمارا ودموعا واحزانا ، كفانا ارهابا وقتلا وامتهانا للكرامة الانسانية ، فنحن نريد السلام ونصلي من اجل السلام في سوريا وفي سائر ارجاء منطقتنا العربية .

ان فلسطين المكلومة والمجروحة والمعذبة تلتفت دوما الى كل انسان متألم ومعذب في هذا العالم فآلامنا واحزاننا لم تُنسنا في يوم من الايام آلام واحزان الاخرين ، ان نزيف فلسطين هو نزيف سوريا ونزيف سوريا هو نزيفنا جميعا ، وما تعرضت له سوريا خلال السنوات الاخيرة هو اكثر بشاعة مما تعرض له شعبنا اثر النكبة عام 48 .

ان شعبنا مر بنكبات ونكسات كثيرة وما زالت معاناته مستمرة حتى اليوم بفعل الاحتلال وممارساته ، ولكن النكبة الاكبر هي ما يحدث اليوم في الوطن العربي حيث الارهاب والموت والدماء والقتل منتشر في كل مكان ، اعدائنا يريدون تحويل منطقتنا وهي مهد الديانات والحضارات يريدون تحويلها الى ارض دمار شامل وخراب وتشريد واحزان ودماء .

ان اعداءنا يسعون لتدمير حضارتنا وثقافتنا وكل ما هو جميل وانساني في منطقتنا ، ان استهداف سوريا هو استهداف للانسانية وللحضارة والتاريخ وما يتعرض له مشرقنا العربي انما هي جريمة نكراء ترتكب بحق شعوبنا وبلداننا وانساننا ، نصلي اليوم بشكل خاص من اجل سوريا وقد اتيتم الى مدينة القدس لكي تكونوا معنا في هذا النهار ونحن سعداء بوجودكم وانتم تحملون في قلوبكم محبة لبلدكم الام ، سوريا التي نحبها جميعا ونشعر بالالم والاسى والحزن مع كل قطرة دم بريئة تسيل هناك ، تحية من القدس لدمشق الفيحاء ولحلب الشهباء والمحردة ولحمص واللاذقية ولكافة مدن وبلدات وقرى سوريا .

تحية لكم جميعا من القدس ، فنحن نحبكم ونحب بلدكم ونتمنى ان يتوقف هذا الارهاب الذي يستهدف بلدكم وان تسود لغة الحوار والاخوة والسلام فيما بينكم .