احتفال المتفوقون الأوائل في المبرّات والناجحون في ثانويتي الحسن والكوثر

رام الله - دنيا الوطن

أقامت جمعية المبرّات الخيرية حفل تكريم لطلابها الناجحين في الثانوية العامة في ثانويتي الإمام الحسن والكوثر وطلابها الأوائل في مدارس المبرّات، بحضور فاعليات تربوية واجتماعية وأهالي المتخرجين، وذلك في قاعة السيدة الزهراء في حارة حريك.

بداية، النشيد الوطني اللبناني، فعرض مسرحي قدّمه أبناء المبرّات، ثم ألقى رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين كلمة جاء فيها: "ما أحوجنا اليوم إلى تراث وفكر سماحة العلّامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في زمن الانحدار والانحراف، حيث وهب قسطاً كبيراً من عمره للعلم والدعوة إليه، وأنشأ جمعية المبرّات الخيرية، ومن خلالها نشأت هذه الدوحة الثقافية العلمية".

وأضاف: "التزمت جمعية المبرّات الخيرية في مسيرتها بثلاث قواعد: أولاً احترام العلم، بل تقديس العلم حيث أنه لا خلاص لهذه الأمة من تخلّفها إلا بالعلم، ثانياً احترام القانون، فكلما حققنا المساواة بين الناس في تكافؤ الفرص كلما نصل إلى مثل نتيجة اليوم حيث أن ثمانية طلاب في الشهادة الثانوية في علوم الحياة والعلوم العامة والاقتصاد والاجتماع كانوا من العشر الأوائل في الجمهورية اللبنانية، وثالثاً الدعوة إلى السلام العام بين مكونات المجتمع اللبناني".

وهنّأ رئيس الجامعة اللبنانية الطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية، مشيراً إلى "أن الجامعة اللبنانية أبوابها مفتوحة لكم في الاختصاصات كافة"، ودعاهم إلى "متابعة الاهتمام باللغات العربية والفرنسية والانكليزية التي لوحظ تراجع مستواها في لبنان في العشرين سنة الأخيرة".

بعد ذلك كانت كلمة لرئيس جمعية المبرّات الخيرية سماحة العلّامة السيد علي فضل الله، هنّأ فيها الأهل: "الذين يشعرون بالمسؤولية تجاه أولادهم فلا يتركونهم للحياة تدبر أمورهم، بل يكونون حاضرين في ساحات الحياة إلى جانب أبنائهم".

كما هنّأ مدارس المبرّات: "التي حرصت على أن تبني قواعدها على أسس روحية، وعملت على أن تبني القيم وتبني الإيمان وتبني روح الانفتاح على الآخر، ومدّت جسور التواصل مع كل أبناء الوطن، وعملت على أن تكون واحة في قلب كل هذا الواقع الذي يعاني التمزق التفتت والتعصب والانغلاق، وقرّرت أن تكون صورة نريدها لهذا الوطن، وطن المحبة والانفتاح، وطن الأديان الذي يُبنى على أساس التواصل فيما بين طوائفه ومذاهبه".

ودعا الطلّاب إلى: "متابعة مسيرة العلم، لتكونوا على الصورة التي نحلم بها لإنساننا في هذا البلد، والتي كان يحلم بها سماحة السيد محمد حسين فضل الله"، وقال: "نريدكم في جامعاتكم وفي معاهدكم وأينما ذهبتم في الحياة على الصورة التي نرتجيها، وسنكون معكم، ولن نعتبر أن المرحلة التي كنتم فيها في مؤسساتكم انتهت، بل سنتابع معكم المسيرة، وستجدون أن المؤسسات التي انطلقتم منها ستبقى حفظاً وعوناً لكم على مواجهة متطلبات الحياة".

وتابع مخاطباً الطلاب: "نحن نعرف أن حجم التحديات التي تواجهونها كبير، ولا سيما في هذا البلد الذي يعاني ما يعاني. والمعاناة وصلت إلى الجامعات، وإلى الذين يتخرجون من الجامعات، وهم حين يتخرجون، ويملكون الكثير من القدرات والإمكانات والحضور في مجالات تعلّمهم، لا يجدون في هذا البلد مجالاً يعملون فيه أو يعبرون فيه عن طاقاتهم".

 وختم قائلاً: "علينا دائماً أن نسعى لكي نبني وطناً فيه الفرص للجميع، هذا ما ينبغي أن نطالب به وهذا ما يستحقه كل أبنائنا الذين يتمسكون في العيش في بلدهم، ومن حقهم على بلدهم أن يستوعب الطاقات المودعة لديهم".