وليد العلي فنان فلسطيني مبدع.. والهجرة زادته تمسكاً بالمخيم لأنه اصل الحكاية

وليد العلي فنان فلسطيني مبدع.. والهجرة زادته تمسكاً بالمخيم لأنه اصل الحكاية
رام الله - دنيا الوطن
 
حاوره : سمية الجرشي

وليد العلي شاب فلسطيني له باع طويل بالتقليد والانتقاد نتيجة للاوضاع المعيشية المزرية في مخيماتنا أجاد الانتقاد لهذه المعيشة الضنك بطريقة ساخرة تعتمد على فن التعليق الهادف.

كثيرون سمعوا له عن طريق تسجيلات، ولكن قلة من يعرفونه، فقد اعتادوا عليه بطريقة متنكرة إتقانه تغيير اللهجة والصوت. وللتعرف اكثر عليه وعلى عمله اجريتُ معه هذه المقابلة اثناء زيارته لمخيم الرشيدية جنوب لبنان فكان الحوار التالي:

بداية من هو وليد العلي؟

وليد العلي فلسطيني الجنسية من بلدة حطين، ولدتُ في لبنان عام 1982 في بلدة عدلون الجنوبية حيث كانت تٌقيم العائلة، وبعد فترة انتقلنا الى بلدة الجية، ثم الى وادي الزيني بعد ذلك الى البابلية، واخيراً الى ان استقر بنا الحال في صيدا، وفي عام 2003 سافرت الى المانيا وعملت في مهنة الحلاقة وما زلتُ.

 من اين اتت فكرة تقليد الأصوات؟

في البداية كانت لدي هواية في تسجيل صوتي عبر هاتفي فكنت اسجل صوتي وأؤلف النكات واستمع اليها. التسجيل الصوتي الاول كان بطريقة عفوية في سهرة مع الاصدقاء تحدثت فيه عن معاناة رجل يعيش في هايم في مدينة برلين ويطمح بالعيش في بيت كما كان يعيش في لبنان، وهذا التسجيل انتقل بسرعة وانتشر على نطاق واسع في المانيا على صعيد العرب عن طريق مشاركته عبر برنامج الـ whatsapp  وبدون التعرف حتى على هوية الشخص المتحدث. من هنا بدأت العمل على تحسين الشخصية لدور المسكين الفقير الهارب من الواقع للحصول على لقمة العيش وحياة كريمة. فبعد التسجيلات عن طريق الـ whatsapp  طورت العمل لفيديوهات وقمت بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

 

 ما الهدف من هذه الفيديوهات؟

بعد انتشار الفيديوهات وجدت تعليقات مشجعة من المتابعين على مواقع التواصل شعرت بأنني استطيع ايصال رسالة هادفة، من هنا اردت ان يكون من وراء الضحكة رسالة هادفة تجسد الواقع الفلسطيني المأساوي خاصة في المخيمات.

 ما هي مصادر القصص والحكايا التي ترويها؟

هي قصص اسمعها في حياتي اليومية منذ صغري من الأمهات وكبار السن، وبطبيعة عملي في الحلاقة انا استمع يومياً لكثير من مشاكل اللاجئين الفلسطينيين في المانيا، ولما يعانونه من صعوبة في السكن بالهايم، ومشكلة الحصول على جنسية وإقامة. كما انني شخصياً عانيت كثيراً من السكن بالهايم، وبموضوع الاقامة والتأقلم والاندماج بالبلد.

في غالبية الفيديوهات نسمع صوت النرجيلة قبل ان تبدأ بالكلام، فما علاقة النرجيلة بالقصص التي ترويها؟

صوت النرجيلة جاء بطريقة عفوية ولم أُخطط ان يكون واضحاً في الفيديو إلا ان المتابعين لاحظوه ووجدوا انه مميز ويشعرهم بأن الشخص المتحدث قريب منهم ويجلس بينهم ويتبادل الحديث والنكات بطريقة عفوية.

لماذا غيَّرت صوتك في التسجيل ولم تحدث الناس بصوتك الطبيعي؟

شعرت بحكم علاقتي مع الكثيرين من الناس والتحدث عن معاناتهم لا بد لي من تغيير صوتي حتى ادخل في صلب معاناة الناس كي يتقبلوا هذا الصوت وصاحبه وكأن أناساً جدداً يتحدثون بلسان واحد، لذلك حاولت ان اخترع صوتاً يكون حزيناً، وقريباً من القلب، وهو بسيط  ذو سلاسة في محاولة للوصول الى قلوب الناس وبرأيي تقبُّل الناس يكون بطريقة افضل.

هل تستخدم برنامج مُعين لتغيير الصوت؟

في الحقيقة لا استخدم أي برنامج لتغيير الصوت انا اغيره نبرة صوتي فقط.

على الرغم من سفرك لفترة طويلة لاحظنا ان معاناة اللاجئين في المخيمات رافقتك الى بلاد الاغتراب بكل القصص حلوها ومرها فما هو السبب؟

المخيمات اصل الحكاية، موقع الصبا والجمال واللعب واللهو، ولايوجد أي انسان فلسطيني يترك المخيم الا اذا كان يعاني من ظروف صعبة. فالمخيمات اصبحت رمز الفقر، وبغض النظر عن هذا الفقر ما زالت هي الطريق الى فلسطين واهداف الناس فيها محصورة لا تتعدى الحياة الكريمة. من هنا همّ الناس أولى للحديث عن معاناتهم وعن قضيتهم. فنحن جزء من المخيم والمخيم جزء من القضية.

هل تُفكر بتطوير العمل مستقبلاً؟

كل انسان يُفكر بتطوير عمله للأفضل ولكن انا بمفردي لا استطيع ان اقوم بشيء اكثر فلا امتلك خبرة بالمونتاج، وكل الفيديوهات تسجلت عبر هاتفي الخاص، فإذا لم يساعدني احد بهذا المجال فمن المستحيل تطوير عملي. إلا ان اخر فيديوهين تم تسجيلها عن طريق برنامج على الكمبيوتر وفي هذه الخطوة شعرت اني طورت من عملي جزئياً.

هل حاولت التواصل مع أي احد لتطوير العمل وليكن عملاً مشتركاً؟

كنت اتخيل ان يكون للشخص المتحدث على الفيديو صورة مميزة تتجول داخل المخيم لتصبح قريبة اكثر للواقع، ولمعاناة الناس، فكانت وعود من كثيرين بأن يعملوا على رسم الشخصية، ولكن لم تتم متابعة الموضوع بشكل جدّي.

من خلال جولتك في بعض المخيمات كيف كان استقبال ابناء المخيم لك؟

وجدت ترحيباً كبيراً ووجدت ان لي معجبين في اغلب المخيمات في لبنان، ووجدت ايضاً ان هناك اشخاصاً ينتظرون  وليد العلي،  فكان لدي عدة لقاءات. ووجدت منهم التشجيع والتقدير الكبير لعملي، من هنا شعرت حقيقةَ ان عملي كان له نتيجة جيدة ومثمرة.

 



التعليقات