ملف اعادة الاعمار...مكانك سر...الى متى؟؟

ملف اعادة الاعمار...مكانك سر...الى متى؟؟
غزة – دنيا الوطن – احمد العشي

أكثر من عامين على انتهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة عام 2014 التي طالت الالف من المباني السكنية و التي شرد على اثرها الالف من العائلات الى المدارس والخيم في الخلاء و الكرفانات.

ملف الاعمار لازال يراوح مكانه ولا محرك له رغم التدخلات الخارجية او الداخلية، ورغم استعداد الدول المانحة بتقديم المبالغ خلال مؤتمر القاهرة.

فإلى متى و آلاف العائلات الغزية مشردة، في انتظار الدور المانحة لتقديم المبالغ لاعادة الحياة لهم من جديد؟؟

اكد المحلل السياسي د. إبراهيم ابراش ان هناك تداخل بين ملفي الاعمار والانقسام و القضايا السياسي و شروط اعادة الاعمار، لافتا الى انه بعد انتهاء الحرب وعندما قررت الجهات المانحة تمويل اعمار غزة كان السؤال هو من يشرف على اعادة الاعمار؟ وضمن أي شروط تتم عملية الاعمار؟، بالاضافة الى وجود خطة سيري و التي كانت بالتنسيق مع الاسرائيليين والتي يجب ان تتم من خلال الموافقة الاسرائيلية.

وقال ابراش في لقاء مع "دنيا الوطن": "يبدو ان الاعمار جرى ضمن الرؤيا والشروط الاسرائيلية، كما انه و بسبب وجود شروط خارجية والانقسام غابت المسئولية عن ملف الاعمار، وبالتالي لم تعرف الجهة الفلسطينية المخولة بمتابعة ملف الاعمار، كيف تأتي الاموال، والى أين تذهب؟ فان ذلك مازال غامضا، لذلك تم تشكيل لجنة من الرئاسة الفلسطينية و التي تولاها محمد مصطفى التي تخلى عنها، ثم كمال الشرافي ، لذلك فاني اعتقد ان المشكلة في الاعمار هي وجود مافيا في الاعمار، وبالتالي يتعطل هذا الملف لانه لا توجد استراتيجية وطنية فلسطينية تشرف على العملية".

واضاف: "من ناحية اخرى، توجد أموال للإعمار ولكن لا يوجد اعمار بالمعنى الحقيقي، حيث ان جزء ذهب للناس المتضررين ولكن بسبب قلة وجود الاسمنت وارتفاع اسعاره ، واحيانا تتوفر للمتضرر الاسمنت ولكن لا يستطيع الحصول على الحديد، وبالتالي اضطر المواطن الى صرف هذه الاموال على الامور الحياتية وقاموا ببيع الاسمنت انتظارا لتغير الاحوال".

وبين إبراش    ان هناك حالة فوضى عارمة، حيث ان هناك جهات مستفيدة من هذه الحالة سواء كانت على مستوى جهات سياسية او على مستوى رجال الاعمال والمقاولين الذين لهم دور اساسي في قضايا الاعمار.

وحول زيارة السفير القطري محمد العمادي الى قطاع غزة، قال: "هذه ليست الزيارة الاولى للسفير العمادي الى قطاع غزة، وهذه جزء من المشكلة، وهي غياب رؤيا واستراتيجية فلسطينية، حيث انه يأتي الى قطاع غزة ليخطط مشاريع ، وكذلك تركيا والدول الاخرى، و هذه هي حالة الفوضى وكأن غزة هي عبارة عن أرض بلا عنوان، وليست جزء من السلطة الفلسطينية التي لها عنوان، وهذا الذي يؤثر على عملية اعادة الاعمار، لأن غالبية الاطراف تريد ان تحقق مصالح ذاتها".

وشدد ابراش على ضرورة ان يكون هناك رؤية فلسطينية حتى يصلح ملف الاعمار ، من حيث كيف يكون؟ ، ومراقبة الاجواء، ووجود تقييم حقيقي.

واشار الى ان اعادة الاعمار اصبح مرتبطا بملف المصالحة، مشيرا الى انه لابد ان يكون هناك جهة رسمية فلسطينية تشرف وتتابع كل عمليات الاعمار وعدم اتاحة الفرصة امام اسرائيلي للتدخل في هذا الملف.

  يشار الى ان الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة خلفت 1742 شهيدا فلسطينيا81% منهم من المدنيين، بينهم 530 طفلا و302 امرأة و64 لم يتم التعرف على جثثهم لما أصابها من حرق وتشويه، ومقتل 340 مقاوما فلسطينيا، وجرح 8710 من مواطني القطاع.

كما دمر القصف الإسرائيلي للقطاع 62 مسجدا بالكامل و109 مساجد جزئيا، وكنيسة واحدة جزئيا، و10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة، كما فقد نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلا، وأصبحوا بلا مأوى.