الدعوة لتبني استراتيجية عمل مشتركة تنشط السياحة الاسلامية الى القدس

رام الله - دنيا الوطن
أوصت الندوة التي نظمها مكتب تمثيل منظمة التعاون الاسلامي لدى دولة فلسطين بالتعاون مع وزارة السياحة والاثار  ووزارة شؤون القدس حول "النهوض بالسياحة الدينية الى فلسطين وبشكل خاص لمدينة القدس" الى ضرورة تفعيل التعاون ما بين الجهات الرسمية الفلسطينية ممثلة بوزارة الخارجية والسياحة والاثار مع الامانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي لفتح طريق سياحي اسلامي يضمن رفع اعداد السياح المسلمين القادمين الى مدينة القدس ، لما لذلك من اهمية في حماية المقدسات وبشكل خاص المسجد الاقصى المبارك ودعم القدس وتجارها ومؤسساتها  ومقدساتها وحمايتها من التهويد، وشملت التوصيات  الترويج لقطاع السياحة الى فلسطين والقدس بشكل خاص على المستوى الاسلامي من خلال المطبوعات والمواد الترويجية والمعارض وعقد مؤتمر لمكاتب السياحة في العالم الاسلامي، واوصت الورشة بضرورة نشر الفتاوي الشرعية الصادرة عن مجمع الفقة الاسلامي التابع لمنظمة التعاون الاسلامي العام 2015 وعن دائرة الافتاء الفلسطينية، وعن اجتماع علماء المسلمين الذي عقد في الاردن تحت عنوان "الطريق الى القدس" والذي أشار الى المحاذير المرتبطة بزيارة القدس ومقدساتها.  وأوصى المتحدثون بضرورة  وضع استراتيجية قابلة للتطبيق لتشجيع السياحة من البلدان الاسلامية الى القدس.

 وشارك في الندوة  وزيرة السياحة والاثار رولا معايعة، ووزير شؤون القدس عدنان الحسيني، ومفتي القدس والديار الفلسطيني الشيخ محمد حسين، وقاضي القضاة الشرعي الدكتور محمود الهباش، والدكتور تيسير جردات وكيل وزارة الخارجية  والمطران عطا الله حنا، وسفيري: الاردن والمغرب، اضافة الى ممثل منظمة التعاون الاسلامي لدى دولة فلسطين السفير احمد الرويضي، وعدد من ممثلي المؤسسات السياحية الفلسطينية في القدس.

وقالت معايعة أن اعداد زوار القدس وفلسطين من المسلمين بدأت بالتزايد خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدة ان وزارة السياحة تعمل على زيادة هذا العدد خلال السنوات اقادمة.

وقالت "خلال العقدين الماضيين انصب تركيزنا على السياحة الدينية المسيحية، وشكلت نسبة المسيحيين من زوار الاراضي المقدسة 90-92%، لكن خلال السنوات القليلة الماضية بدأنا العمل على تشجيع السياحة الدينية الاسلامية، لاهمية تطوير هذا الوع من السياحة.

واضافت: هناك الكثير من الصعوبات اما السياحة الفلسطينية بشكل عام، وهي اكبر امام السياحة الدينية الاسلامية، "ومع ذلك من المهم ان نبدأ العمل، وقد بدأنا بتركيا لسهولة دخول السياح الاتراك".

وفي هذا السياق، اشارت معايعة الى اتفاقية وقعت مع تركيا قبل سنتين لجلب 100 الف سائح تركي سنويا، "لكن احصائيات الاتراك تقول ان نحو 130 الف سائح تركي زاروا فلسطين في العام 2015".

كذلك، قالت معايعة ان عمل وزارة السياحة لزيادة اعداد السياح المسلمين انتقلت الى دول اسلامية اخرى، مثل ماليزيا واندونيسيا، مسيرة الى عقبتين رئيسيتين امام السياحة الدينية الاسلامية، هما: وجود عدد كبير من الجنسيات الاسلامية تواجه صعوبات جمة في الدخول الى فلسطين في ظل سيطرة اسرائيل على المعابر وعدم وجود مطا فلسطيني، والتخوف من التطبيع مع اسرائيل، مع تأكيدنا ان "الحضور الاسلامي في المسجد الاقصى هو حماية له، ودعم لفلسطين والقضية الفلسطينية".

لكن معايعة اعتبرت ان تحقيق النجاح المنشود في هذا المجال "يتطلب تعاون جميع الاطراف بما فيها القطاع الخاص، والمرجعيات الدينية، اضافة الى الدول العربية والاسلامية، وخصوصا الاردن"، باعتباره منفذا لفلسطين.

وشددت معايعة على اهمية دور منظمة التعاون الاسلامي في دعم وتشجيع السياحة الدينية الاسلامية، وتوفير غطاء لها، في اشارة الى فتوى مجمع الفقه الاسلامي بداية العام الاضي بشان جواز زيارة القدس تحت الاحتلال.

وفي هذا السياق، اشارت الى ترتيب الوزارة لزيارة ضمت ممثلي عن القطاع الخاص الى مقر المنظمة في جدة، لبحث سبل تشجيع السياحة الدينية الاسلامية.

من جهته، اشاد الحسيني بخطوة منظمة التعاون الاسلامي افتتاح مكتب تمثيل لها في فلسطين، داعيا المنظمات والصناديق العربية والاسلامية الاخرى الى اتخاذ خطوات مماثلة،

وقال الحسيني ان السياحة في القدس في تراجع مستمر، اذ تراجع عدد الغرف الفندقية الى النصف، من الفي غرفة في العام 1967 الى نحو الف غرفة حاليا، كما تراجعت البنى التحتية في المدينة، "ما يعكس غياب الارادة لتطوير  السياحة في المدينة"، داعيا الى تطوير استراتيجية لتطوير المدينة المقدسة، تكون السياحة ركنا اساسيا فيها.

بدوره، اكد حسين "ضرورة توضيح اهمية زيارة القدس للمسلمين كافة، وايضا المسيحيين، لما تحتويه من رموز دينية، اسلامية ومسيحية، فريدة".

وقال حسين ان وجوب زيارة القدس للمسلمين وردت في عدة احاديث نبوية شريفة، مشيرا الى انه "على مر التاريخ، لم تصدر اية فتوى تمنع زيارة القدس، بما في ذلك اثناء الحملات الصليبية، والتي اخضعت القدس لاحتلال الفرنجة لمدة 100 عام وسواحل فلسطين وبلاد الشام الى مئتي عام".

ودعا حسين وزارات السياحة في فلسطين والدول العربية والاسلامية الى العمل المشترك والتنسيق "لتذليل العقبات امام زيارة المسلمين للقدس".

من جهته، قال الهباش ان فتوى تحريم زيارة القدس، والتي صدرت عن بعض المراجع الدينية خلال السنوات القليلة الماضية "باتت ورائنا، بعد ان حسمت فتوى مجمع الفقه الاسلامي، الصادرة في شهر آذار من العام 2015، هذا الجدل، حين افتت بجواز زيارة القدس حتى تحت الاحتلال.

وقال "القدس حاضرة في وعي كل المسلمين، فهي جزء من القرآن، وجزء من التراث النبوي، ومن ينقب في التاريخ الاسلامي يجد ان مئات الصحابة حرصوا على زيارة القدس والرباط فيها، وهذا يعكس اهتمام الصحابة بالقدس وفلسطين عموما".

واضاف "لا خلاف بين المسلمين على ان زيارة في اصلها مشروعة، وورد ذلك في عدة احاديث نبوية شريفة، وحتى سنوات قليلة ماضية، لم يكن هناك خلاف فقهي هو زيارتها، الى ان خرجت بعض الفتاوي، وجاءت فتوى مجمع الفقه الاسلامي لتحسم هذا الامر بجواز زيارة القدس، واصبحت فتاوي المنع خارج نطاق الوعي والنقاش لدى الغالبية العظمى من المسلمين".

وكان الرويضي استهل الندوة بعرض حول منظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها في العام 1969، ردا على احراق المسجد الاقصى في حينه، مشددا ان القضية الفلسطينية "هي على راس اولويات المنظمة".

وقال ان "المنظمة تأخذ بالاعتبار تحقيق مصالح المسلمين في كل مكان، وتعقد مؤتمراتها لمناقشة كافة قضايا العالم الإسلامي، ولا شك، فان القضية الفلسطينية هي القضية المحورية بالنسبة لها، وقد افتتحت مؤخرا اول مكتب دبلوماسي لها في فلسطين، ما يعكس الاهتمام الذي توليه المنظمة لفلسطيني وقضيتها".

وأشار الرويضي إلى ان انعقاد الندوة، اليوم، يأتي تزامنا مع الذكرى السابعة والأربعين لإنشاء المنظمة، لافتا الى جملة من القرارات التي اتخذتها وتتعلق بالسياحة الدينية إلى القدس، لافتا الى تأكيدات الرئيس محمود عباس المستمرة في مؤتمرات القمة الإسلامية على أهمية وضرورة زيارة القدس، لما في ذلك من دعم للشعب الفلسطيني وقضيته، وما لذلك من اهداف دينية وسياسية واقتصادية.

واعرب عن امله في ان تخرج الندوة "برؤية جديدة للتعامل مع قرارات القمم الإسلامية، ووضعها موضع التطبيق".

وعرضت خلال الندوة ورقتان، الأولى بعنوان "السياحة الدينية الى فلسطين"، قدمها مدير دائرة الترويج والعارض في وزارة السياحة ماجد اسحاق، والثانية بعنوان "استعادة مركزية السياحة والثقافة في مدينة القدس"، وقدمها رئيس التجمع السياحي المقدسي راند سعادة.