صور: قطف الزيتون.. لوحة فلسطينية وإحساس بالانتماء

صور: قطف الزيتون.. لوحة فلسطينية وإحساس بالانتماء
غزة - خاص دنيا الوطن - أحمد الشنباري

بين ظلال شجرة الزيتون المباركة , وفي موسم قطف الزيتون لهذا العام , عادوا يمشتون اغراضهم وزادهم, للعمل في قطف حبات الزيتون من شجرة بوركت على ارض فلسطين , توشحوا بالكوفيات الفلسطينية, واللباس التراثي الذي يجسد صورة فلسطينية قديمة, شبابٌ يفضلون العمل اليوم في قطف الزيتون مع اصحاب الاراضي الزراعية شمال القطاع , لما يعززه من احساس بالانتماء لفلسطين وحب للأرض .

مراسلنا تجول في شمال القطاع مع بدء موسم قطف الزيتون ملتقياً بالعديد من الشباب والعائلات التي تعمل في اراضيها .

يقول الشاب العشريني حازم نعمل في قطف الزيتون دون مقابل ونعلم ذلك لن ما يجعلنا نتوجه للعمل هو مدى ارتباط هذه الشجرة المباركة بفلسطين مشيرا الى ان العمل في حد ذاته يعتبر نضالاً لفلسطين. 

الناشط الشبابي صابر الزعانين واحد من فريق شبابي يعمل في قطف الزيتون سنوياً يقول لمراسلنا مبادرتنا التطوعية في موسم قطف الزيتون منذ عام 2008 ونحن نحافظ على تنظيمها سنوياً من كل عام حتى يومنا هذا ، وياتي هذا الفعل في سياق فعلنا الوطني ودورنا الريادي في نشر ثقافة العمل التطوعي بين الشباب الفلسطيني وبهدف تعزيز صمود المزارعين في المنطقة الحدودية بالاضافة الى عمق الاحساس بحب الارض والدفاع عن الوجود الفلسطيني والتي تعتبر شجرة الزيتون رمزية لذلك.

ويضيف الزعانين نشعر بعرس وطني خلال عملنا في قطف الزيتون وذلك من خلال ادخال الفرحة والبهجة للعائلات التي نساعدها في قطف اراضيها. 

وعلاوة على الاحساس بالانتماء, يخلق العمل في موسم قطف الزيتون صورة فلسطينية لواقع الاباء والاجداد قديما , بالإضافة الى لمة العائلة الفلسطينية تحت ظلال شجرة , ما زالوا يدفعون ثمن الوصول الى رمزية سلامها, وخلال جولتنا التقينا بفريق توشح بارتداء الزي الفلسطيني التراثي في صورة تعكس فلسطين قديما لكنهم شباب في مقتبل اعمارهم يعملون مع عائلات في قطف الزيتون ليعكسوا واقع فلسطين بصورة ملونة .

الشاب محمد الزعانين الذي ينشط في مساندة المزارعين، ا يحرص كل عام على قطف ثمار الزيتون، بشكل تطوعي ودون النظر إلى مقابل مادي.

 وأضاف: إن مشاركته في قطف الثمار جاءت من منطلق قناعات بقدسية شجرة الزيتون ورمزيتها، مشيراً إلى أن نشاطه برفقة العشرات من المتطوعين يكتسب رمزية خاصة هذا العام، خاصة بانهم يلبسون الزي الفلسطيني القديم بالإضافة  الى تعرض بلدة بيت حانون للدمار والتخريب خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.

ومن جهته قال الشاب عبد الله 24 عاما " اصرينا هذا العام على ان ندخل التراث الفلسطيني في عملنا في موسم قطف الزيتون لما يعبر عن ارتباط بالأرض وتمسك بالعادات والتقاليد مشيرا الى ان مواسم قطف الزيتون بمثابة الدفاع عن فلسطين "

واعتبر المتطوعون أن قوات الاحتلال جعلت حياة المزارعين والسكان في هذه المناطق صعبة جداً، بسبب ما قامت به من أعمال تجريف وهدم.

وعلى انغام اغنيات فلسطينية , تصدح من مسجل معلق على غصن احدى شجرات الزيتون, وفي لمة عائلية تحتض الصغير والكبير , يحتسون اكواب الشاي المعد على نار تلفها مجموعة من الحجارة, يجتهد الجميع في تجميع حبات مبعثرة من الزيتون في اكياس مخصصة.

حيث تقول السيدة وفاء 50 عاما لدنيا الوطن التي تربط أطراف ثيابها الأمامية لاستخدامها كوعاء للجمع’, " يعتبر قطف الزيتون من اجمل الايام في العام حيث تجتمع العائلة في مكان واحد ويتساوون في العمل تحت شجرات الزيتون وتضيف السيدة اجواء من المرح والفرح يشعر بها الاطفال ونحن نعمل في قطف الزيتون مشيرة الى ان خروجهم يبدأ من ساعات الفجر الاولى وينتهي بغروب الشمس" .

اما زوجها فيحدثنا عن طريقة القطف قائلاً هناك عدة طرق لقطف الزيتون أولها وأكثرها محافظة على الشجرة وأغصانها هي "التحليب" باليد، ثم القطف بواسطة الجدادة والعبابة والعراد والشاروط لأشجار الزيتون المعمرة والعالية.

وفي كلا الحالتين تفرش تحت الشجرة وحولها "المفرش أو الفل" وهي قطعة من القماش التي توضع تحت الشجرة لتتساقط الثمار عليها ومن ثم تجمع في أكياس من الخيش، والثمار التي لا تتساقط على المفرش أي على التربة تلتقط في عملية تسمى بلغة الفلاحين "الجوالة" لتضاف إلى الكيس.