سيادة المطران عطا الله حنا يدين ويستنكر جريمة اغتيال الكاتب والناشط السياسي الاردني ناهض حتر

رام الله - دنيا الوطن
من المدينة المقدسة نبعث بتعازينا القلبية الحارة باستشهاد الكاتب والناشط السياسي الاردني ناهض حتر الذي اغتيل صباح اليوم في العاصمة الاردنية عمان ونعزي بشكل خاص اسرته الكريمة واصدقاءه وزملاءه ومعارفه واخوتنا في الاردن وفي سائر ارجاء الوطن العربي .اننا نعتبر هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت صباح اليوم بأنها اغتيال سياسي بامتياز اذ ان الكاتب ناهض حتر اغتيل لان مواقفه لا تعجب البعض ، ونحن نؤكد ادانتنا ورفضنا وشجبنا لهذه الجريمة النكراء التي ارتكبت صباح اليوم في عمان في وضح النهار ونعتبرها جريمة لا تستهدف فقط الناشط والكاتب ناهض حتر ، وانما تستهدف الكثيرين من ابناء امتنا العربية الذين يدافعون عن عدالة القضية الفلسطينية وعن قضايا الامة العربية.

انها جريمة نكراء لا يمكن ان يقبل بها اي انسان عاقل عنده قيم اخلاقية او انسانية او وطنية .

فلا يمكن تبرير هذه الجريمة بأي شكل من الاشكال فالاختلاف في الرأي او في بعض المواقف السياسية لا يجوز ان يؤدي الى هذه الجرائم التي من شأنها ان تمس السلم الاهلي وان تدخل الرعب والخوف الى النفوس .

انها جريمة نكراء ترتكب بحق اردننا العزيز وبحق امتنا العربية وبحق اولئك المدافعين عن فلسطين وعن سوريا وعن كافة قضايانا الوطنية .

لقد اشتركنا مع الفقيد في عدة ندوات واجتماعات ومؤتمرات وكان اخرها في موسكو فكان صوتا صادحا قويا واضحا في الدفاع عن قضايا الامة .

ان هذه الجريمة النكراء التي وجب ادانتها واستنكارها من قبل الجميع يجب ان تجعلنا جميعا اكثر وعيا وحكمة ومسؤولية تجاه ما يخطط لامتنا العربية من استهداف للفكر والثقافة ومن محاولات بائسة هادفة لتفكيك مجتمعاتنا وتدمير اوطاننا وتحويلنا الى طوائف ومذاهب متناحرة فيما بيننا .

ان اغتيال الكاتب ناهض حتر هو رسالة لكل واحد منا لاننا وصلنا الى مرحلة في غاية الخطورة تستهدف فيها الاصوات الوطنية العربية التي تنادي بوحدة الامة والدفاع عن قضاياها.

واذا ما اختلف البعض مع ناهض حتر حول تحليل ما يحدث في سوريا او في غيرها من الاماكن او حول موضوع نشر عبر الوسائل التواصل الاجتماعي فهذا لا يبرر القتل بأي شكل من الاشكال .

علينا ان نكرس ثقافة الحوار في مجتمعاتنا العربية ولا يجوز اللجوء الى العنف مع اولئك الذين قد نختلف معهم، فالعنف لا يحل مشكلة بل يزيد التحديات والاشكاليات في مجتمعاتنا .

نكرر ادانتنا واستنكارنا لهذه الجريمة النكراء ومن قلب فلسطين وعاصمتها القدس نعزي اسرة الشهيد وعائلته واصدقاءه وزملاؤه ونعبر عن وفائنا لشخصيته وهو الذي كان دوما مدافعا صلبا عن القضية الفلسطينية وعن مدينة القدس المحتلة بشكل خاص .