مسلمون ويهود ومسيحيون يصلون معا: بالصور .. صلوات تطبيعية في القدس فمن المسؤول ؟

مسلمون ويهود ومسيحيون يصلون معا: بالصور .. صلوات تطبيعية في القدس فمن المسؤول ؟
خاص دنيا الوطن- ساري جرادات

يولي الإعلام الإسرائيلي تركيزه واهتمامه على الحديث عن الانشطة التطبيعية وتغطية فعالياتها شبه اليومية، حيث تمنح مختلف وسائله الإعلامية مساحات واسعة لها في تغطياتها الإخبارية للانشطة التطبيعية التي تتم بين مواطنين فلسطينيين ومستوطنين يهود، وخاصة أن هذه الأنشطة تأتي في ظل استمرار الهبة الشعبية الجارية، فيتم استغلالها لخدمة اهداف واجندات استمرار الاحتلال على الارض الفلسطينية.

تعددت الانشطة التطبيعية بين مواطنين فلسطينيين ومستوطنين يهود، يعيش اغلبيتهم في مستوطنات مقامة فوق مناطق الضفة الغربية المحتلة، فقبل شهرين تقريبا قام الاعلام العبري بنشر تقرير مصور عن نشاط تطبيعي بين مستوطنين من مستوطنة عتصيون، ونشاط تطبيعي رياضي في القدس بهدف ايصال رسائل للعالم مفادها ان الاوضاع مستقرة ولا يوجد مشاكل على الارض.

اقيمت قبل ايام في مدينة القدس المحتلة نشاط تطبيعي على شكل صلاة مشتركة بين فلسطينيون مسيحيون ومسلمون مع يهود، بهدف الصلاة المشتركة بين الجانبين نظمته احدى المؤسسات التطبيعية، والتي يعتمد تمويل مثل هذه الانشطة من قبل مؤسسات صهيونية منتشرة في انحاء متفرقة من العالم، واغلب المؤسسات يحمل اسماء ترمز للسلام والتعايش والعيش المشترك بين الجانبين.

من جانبه اكد الداعية مصعب شلالدة ان مثل هده الانشطة في هدا التوقيت تعتبر خدعة دينية والتفاف على الدين الاسلامي، يجب رفضها ومقاطعتها كونها لا تخدم الدين الاسلامي او تغير من تفكير اليهود شيء، كونها توظف في خدمة اهداف بعيدة عن المصالح الوطنية والدينية.

الاكاديمي عبد مصلح والدي يحاضر في مادة اعلام اسرائيلي في كلية العروب قال لمراسلنا "يهدف الاعلام العبري من وراء تصوير الانشطة واللقاءات المشتركة في نشر اخبار للعالم مفادها ان المواطنين يعيشون بأمن وسلام، ولا يوجد خلافات كما يدعي الفلسطينيون، وان مهام جيش الاحتلال بالضفة امنية، وصرف الانظار عن الاغلاقات والحواجز المنتشرة في شتى مناطق الضفة".

ويرى جميل البرغوثي الناشط في مجال المقاومة الشعبية ان مثل هده اللقاءات التطبيعية تسعى دولة الاحتلال من خلالها نقل صورة ايجابية للعالم وتغطية جرائمها المتمثلة باحتلالها لمدن الضفة الغربية وحصار قطاع غزة ولايصال رسالة للعالم انه لا يوجد قتل واعتقال للاطفال، وان جدار الفصل العنصري انتهى ولم يعد الاستيطان قائم ومستمر او يوجد منع وتكميم للحريات وملاحقة النشطاء".

يضيف "كل من يشارك في التطبيع يعمل على تحسين صورة الاحتلال امام العالم، ولا يجوز الالتقاء بأي اسرائيلي لا يعترف بحقوق شعبنا، لان عكس هذا يظهر للعالم ان شعبنا هو من يعتدي على الاحتلال، كما تكمن خطورة الانشطة التطبيعية بالحاق الضرر بالقضية الفلسطينية وحركة المقاطعة الدولية المتصاعدة ضد الاحتلال وسحب الاستثمارات منه والمقاطعة الاكاديمية له".

ويرى ان علاج مثل هذه الانشطة يتطلب وقوف الفصائل والمؤسسات المحلية عند مسؤولياتها، ونبذ وفضح المواطنين الفلسطينيين المشاركين فيها، كونها تعمل على طمس الهوية الوطنية وتقيم علاقات مباشرة مع الاحتلال على حساب الحقوق والثوابت الوطنية".

من جانبها قالت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير والاصلاح سميرة الحلايقة ل "دنيا الوطن" "اغلب المؤسسات والهيئات القائمة على مثل هذه الانشطة هي مؤسسات اسرائيلية او بنكهة الاحتلال، كونها تسوق لفكر واهداف المحتل الذي لا يعترف بشعبنا وحقوقه الوطنية".

تتابع "جميع اللقاءات التي تتم بين المحتل وشعب يرزخ تحت الاحتلال هي لقاءات مشبوهة يتوجب مواجهتها بالوعي وبادراك مدى خطورتها على القضية الفلسطينية، ويحاول الاحتلال واعلامه استغلالها لخدمة اهدافه واجنداته المتمثلة بمزيد من الحصار والاغلاق والتنكيل بحق ابناء شعبنا على الارض".

وشدد قيادي في الجبهة الشعبية على أن استمرار هذه اللقاءات يقدم خدمات مجانية للاحتلال للإستفراد بشعبنا الفلسطيني، وإعطاء شرعية وغطاء لجرائمه المتواصلة، ويساهم في ترسيم التطبيع مع الكيان الصهيوني ليصبح أمرا وواقعا عاديا في المنطقة، وتعمل مثل هذه الانشطة على تعزيز توغل الاحتلال في المنطقة وزيادة نفوذه. 

كما استهجن القيادي بالجبهة أيضاً مشاركة قيادات فلسطينية في اللقاءات التطبيعية، مؤكدا أن هناك العديدين من القيادات الفلسطينية وبغطاء من القيادة الفلسطينية المتنفذة لا يريدون أن يغادروا موقعهم كعرابين للتطبيع وللقاءات مع الإحتلال الإسرائيلي، وهو ما يستوجب رداً شعبياً وفصائليا فلسطينيا حازما لمواجهة هذا السرطان الذي ينهش القضية الوطنية.

الناشط المقدسي ياسين صبيح قال لمراسلنا "اللقاءات التطبيعية قديمة، لكن الاحتلال وادواته عمل على تعزيزها خلال السنوات الاخيرة بهدف ضرب النسيج الوطني الفلسطيني، وصرف انظار الشباب عن المعركة الاهم المتمثلة بسلاح الوعي الذي يعتبر اهم الادوات في مواجهة الاحتلال".

وعن النشاط  قال "من يملك الايمان لا يقوم بالاحتلال والتنكيل والتسبب بعذابات شعب اخر، الاجدر بنا ان نصلي على ارواح الاطفال الدين يعدمهم جيش الاحتلال دون مبرر، والوقوف لجانب الاسرى المضربين عن الطعام الذين واجهوا الاحتلال واساليبه المتمثلة بالقضاء على وجودنا بامعائهم الخاوية".

النشاط التطبيعي الذي جمع يهود ومسلمين ومسيحين في القدس عبارة عن اداء صلوات، لصرف الانظار عما يقوم به جيش الاحتلال من انشطة يومية متمثلة بالاغلاق والهدم والمحاصرة لمئات القرى والبلدات الفلسطينية والتسبب بخنقهم وحصارهم اقتصاديا بهدف الاستبدال والاستغناء عن هويتهم وثقافتهم الوطنية.