أهالي الشهداء: لا تشكو للناس جرحا ً انت صاحبه

أهالي الشهداء: لا تشكو للناس جرحا ً انت صاحبه
خاص لدنيا الوطن – رائد الاطرش

في وقفة لذوي الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال الاسرائيلي، طالب ذوي الشهداء بالإفراج عن جثامين ابنائهم المحتجزة ليتم دفنهم وفقاً للشريعة الاسلامية بعد ان اعدمهم الاحتلال الاسرائيلي على الحواجز العسكرية المحيطة بالحرم الابراهيمي الشريف، و مواقع مختلفة من محافظة الخليل بدعوى تنفيذ عمليات طعن او دهس.

عائلات الشهداء يذوقون المرّ يوميا ً ومع كل ساعة تمضي وجثامين ابنائهم محتجزة في الثلاجات لتتحول الجثة الى قالب ثلج كبير يحمل جسداً مجمدا ً، فلم يكتفِ الاحتلال بإعدامهم بدم بارد جراء الهوس الامني بل يمعن في سياسة العقاب الجماعي لذويهم باحتجاز ابنائهم ليعود الجرح من جديد ينزف بعد تسلم الجثامين.

المشاركون في الوقفة الاحتجاجية طالبوا بتقديم قادة جيش الاحتلال وجنوده الى محكمة الجرائم الدولية جراء الاعدامات على الحواجز، بإعتبارها جريمة حرب.

عدد المشاركين في هذه الوقفة لم يزيد عن عشرين مواطناً سواء عائلات الشهداء او المؤسسات والمواطنين، وهذا ما اثار حفيظة عائلات الشهداء الذين تساءلوا اين اهالي محافظة الخليل؟ اين عوائل الشهداء؟ اين المسؤولين؟ المرشحين للمجلس البلدي؟ اعضاء التشريعي؟ الفعاليات و التجمعات الشبابية؟ اين الغيورين على الخليل واهلها وشهدائها؟ .

صدق علي بن ابي طالب كرم الله وجهه عندما قال : لا تشكوا جرحاً انت صاحبه ... لا يؤلم الجرح الا من به الم، هذه العبارة انطبقت تماماً اليوم على اهالي الشهداء الذين تركوا وحدهم للمطالبة بجثامين ابنائهم بعيداً عن واقع الشعارات و الدعايات الانتخابية والمجاملة لهذا المسؤول او ذاك، فالألم الذي يعصر قلوبهم لا يشعر به غيرهم، وعبارات المواساة كُشف آنيتها بعد دعوتهم للمواطنين لمشاركتهم المطالبة بإستعادة جثامين ابنائهم.

هل من خلل في الدعوة للمشاركة في هذه الوقفة التي يعلم بها الجميع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟ ام اننا آنيون في مشاعرنا وتعاطفنا وتضامننا مع ابنائنا الشهداء الذين قضوا استجابة لنداء الاقصى الاسير؟ وكيف سيكون تأثير هذه الوقفة بهذا العدد المتواضع؟ يتساءل ذوي الشهداء.

تجدر الاشارة الى ان عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال من محافظة الخليل وصل الى 12 شهيد.