اطفال غزة يرحبون بالسفن النسائية لكسر الحصار

رام الله - دنيا الوطن
 عبد الفتاح الغليظ- في إطار الاستعدادات الجارية في قطاع غزة لاستقبال سفن كسر الحصار النسائية، أقام أطفال غزيين فعالية في ميناء الصيادين المخصص لرسو تلك القوارب حال عدم اعتراضها إسرائيليا، ووصولها إلى غزة. في الوقت ذاته أعلن أحد منظمي تلك الرحلة عن شراء قارب جديد، بديلا للسفينة «أمل» التي أصابها عطل فني، لتلحق بالسفينة «زيتونة» التي تستعد اليوم للوصول لميناء صقلية الإيطالي.

وشارك عشرات الأطفال في فعالية ترحيب بالسفن النسائية، ورفعو لافتات الترحيب. وارتدى الأطفال اللباس الفلسطيني التقليدي، تزينه الكوفية، ورفعوا أيضا صورا للمشاركات في تلك الرحلة، ولافتات بأسمائهن كتب أسفلهن «نحن بانتظاركن».

وجرى التأكيد خلال الوقفة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي من أجل توفير الحماية لهذه السفن النسائية، وسط توقعات أن تعترضها سفن البحرية الإسرائيلية على غرار ما حدث مع سفن اخرى في السنوات الأخيرة، عند اقترابها من سواحل مدينة غزة.

جاء ذلك في الوقت الذي أطلقت فيه اللجنة الدولية لكسر حصار غزة «هشتاغات» للتضامن مع سفن «أمل وزيتونة»، حمل عنوان #أنا_أساند_الأسطول_النسوي_لغزة و #أمل_وزيتونة

وذكرت اللجنة أنه من المتوقع وصول السفينة «زيتونة» إلى ميناء مسينا في جزيرة صقلية الايطالية صباح أمس الجمعة، محطتها الأخيرة قبل ميناء غزة. وقالت إنه من المتوقع أن ينضم إليها عدد من الشخصيات النسوية من الجزائر وجنوب أفريقيا وإيرلندا، ودول أخرى. وحسب الخطة فان وصولها إلى شواطئ غزة سيكون في الأيام الأولى من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وكان السفينة زيتونة قد غادرت ميناء اجاكسيو الفرنسي، بعد أن وصلته من ميناء برشلونة الأسباني، وهو مركز انطلاقها صوب غزة، والغرض من توقف السفينة خلال رحلتها في الموانئ الأوروبية هوالتعريف أكثر بحصار إسرائيل المستمر ضد قطاع غزة منذ عشر سنوات.

وجرى الإعداد لإطلاق السفينتين، من قبل تحالف أسطول الحرية، في رحلة بحرية بهدف تسليط الضوء أكثر على معاناة سكان غزة جراء الحصار الإسرائيلي، وفي محاولة لكسره.

وفي السياق أكد عضو الهيئة العليا المشرفة على انطلاق هذه السفن زاهر بيراوي، عدم وجود أي ضمانات دولية أو حقوقية لحماية السفن، من أي عملية اعتراض لجيش الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأبيض المتوسط. ونقل موقع «الرسالة نت» المقرب من حماس عن بيراوي الذي يتواجد في أوروبا، وكان قبل أيام في فرنسا حيث المحطة الثانية لسفينة «زيتونة»، القول «تواصلنا مع دولة ومنظمات دولية لحقوق الإنسان للضغط على الاحتلال وتقديم ضمانات لنا بحماية الأسطول البحري المتوجه لكسر الحصار عن غزة، إلا أن جميع المحاولات فشلت». وأكد أن المتضامنات مصممات على مواصلة الطريق لكسر حصار غزة، رغم التهديدات الإسرائيلية.

وجدد التأكيد على وقوف «أياد خفية» وراء الأعطال التي أصابت سفينة «أمل» التي كان من المقرر مشاركتها في رحلة كسر الحصار. وكشف عن شراء سفينة جديدة وستكون جاهزة للانطلاق بعد ثلاثة أيام لتلتحق مع سفينة «زيتونة»، بعد أن تم تجهيزها بجميع المستلزمات، وقال أنها تحمل اسم «أمل 2».

وأشار بيراوي إلى أن 30 شخصية من الناشطات النسوية من حوالي 20 دولة يشاركن في الرحلة إلى غزة على متن السفن، ومن ضمنهم زوجة أحد الضحايا الأتراك الذين قضوا على أيدي رجال الكوماندوز الإسرائيليين الذين هاجموا سفينة «»مافي مرمرة» التركية، في عام 2010، إضافة إلى برلمانيتين عربيتين، والإعلامية العربية خديجة بن قنة، إضافة لشخصية إيرلندية حائزة على جائزة نوبل للسلام وبرلمانيات أوروبيات من بينهن السويدية مالين بجورك، المعروفة بمواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية، إضافة إلى ناشطات من الأردن والجزائر وإسبانيا وإيطاليا والسويد وجنوب أفريقيا وكندا. ولفت إلى أن منظمي السفنتين حريصون على سلامة المشاركات، ويأملون في أن يتم السماح لهن بالوصول إلى غزة لإيصال رسالة التضامن والمحبة والسلام لأهلنا في غزة.

من جانبها وضعت اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، صورا للنساء المشاركات في السفن على صفحتها على موقع الانترنت.

ولم تعلن إسرائيل بعد عن الطريقة التي ستتعامل بها مع سفنتي كسر الحصار النسائية، خاصة في ظل استمرار قرارها السابق بمنع وصول أي سفينة مساعدات لغزة، حتى لو أدى الأمر لاستخدام القوة.

وكانت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار في قطاع غزة، قد دعت المجتمع الدولي، لتوفير الحماية لهذه السفن النسائية.

وأكد في وقت سابق المهندس جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن السفن النسائية التضامنية تواجه تهديدات ومعيقات حقيقة تتطلب تشكيل حماية دولية لضمان وصولها قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري.

وشدد على أن توفير حماية للسفن «مهم جدا»ً خشية أن تلاقي مصير سفينة «مافي مرمرة» التركية ضمن أسطول الحرية الأول التي تعرضت لهجوم إسرائيلي وقتل فيها عشرة متضامنين أتراك وأصيب آخرين.

ومن المتوقع أن تتعرض السفينتين عند اقترابها من سواحل غزة إلى هجوم إسرائيل، بهدف صدها على غرار المرات السابقة.

وكانت سلطات الاحتلال قد صدت محاولات فك الحصار وآخرها الأسطول البحري الثالث في شهر يونيو/ حزيران من العام الماضي، وكان على متن أحد سفنه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي. وتتعمد إسرائيل استخدام القوة في صد هذه السفن التي كانت تحمل مساعدات رمزية للسكان المحاصرين.

وكان الهجوم الأعنف الذي تعرضت له سفن كسر حصار غزة، هو الذي استهدف السفن التي شكلت «أسطول الحرية الأول» في 31 مايو 2010، مما أدى وقتها لمقتل عشر متضامنين أتراك وإصابة العشرات منهم.