مباشر | تغطية صحفية | آخر التطورات

اهتمام فلسطيني باقتراح مؤسسة أمريكية لإنشاء مطار أُممي في غزة

اهتمام فلسطيني باقتراح مؤسسة أمريكية لإنشاء مطار أُممي في غزة
رام الله - دنيا الوطن
أكدت مؤسسة مشروع المساعدة الموحدة الأمريكية أنها استطاعت توليد اهتماماً كبيراً لدى السلطة الفلسطينية تجاه اقتراحها بأن يتم إنشاء مطار مدار من قبل الأمم المتحدة في قطاع غزة بناءً على سوابق تاريخية وحديثة.

وقال أحمد الخطيب، وهو فلسطيني من غزة مقيم في الولايات المتحدة منذ 2005 ومؤسس مشروع المساعدة الموحدة، بأنه تم التواصل مع القيادة الفلسطينية على أعلى المستويات السياسية والاقتصادية، وصولاً إلى السيد الرئيس محمود عباس، لطرح تفاصيل الاقتراح وآليات التطبيق المُحتملة. هذا بالإضافة إلى أن المؤسسة وضّحت وجهة نظر المُختصين والمستشارين الدوليين الداعمين لاقتراح المطار الأممي.

وأضاف الخطيب الذي تحدث حصرياً مع دنيا الوطن بأن السيد الرئيس وعدد من مستشاريه مهتمين بالاقتراح رغم ادراكهم للتحديات التي ستواجه التطبيق العملي للمطار في غزة. وأكد على أن المؤسسة تلقت الضوء الأخضر للاستمرار في علمها وأنه سيتم تطوير دعم السلطة الفلسطينية الرسمي والإعلامي بناءً على تطورات المراحل القادمة. 

من جانبه وضح الخطيب بأن المطار المُقترح هو امتداد لاستراتيجية الرئيس أبو مازن الذي توجه للأمم المتحدة عدة مرات، وهي الهيئة التي تقوم بعمليات إنسانية جوية حول العالم في مناطق نزاعات وكوارث. وصرّح بأن المطار المُقترح سيقطع الطريق أمام أي مشاريع أخرى قد تعمق الانقسام وانفصال الضفة الغربية عن غزة وأن المؤسسة تسعى لأن يكون المطار الأممي بصيغة جديدة وفي موقع جديد داخل القطاع (مواصي خانيونس) بديلاً مُقدماً من قِبل سيادة الرئيس أبو مازن، تحت مظلة دولية بإدارة الأمم المتحدة، وبموافقة وإشراف السلطة الفلسطينية، حامية الأراضي والممثل الشرعي للفلسطينيين.

وأوضح الخطيب أنه بناءً على تواصل مؤسسته مع العديد من أصحاب الشأن حول العالم، لن يتم التعامل مع المطار المُقترح بجدية مهما بلغ من الواقعية والعملية إلا بعد تبني السلطة الفلسطينية والسيد الرئيس له ومطالبة الأمم المتحدة بدراسته وتطبيقه. 

وقال إنه من السهولة أن يتم وصل المطار بأنظمة وشبكات الأمم المتحدة الموجودة بالفعل في غزة، بحيث لن يعود بالفائدة على أي فصيل أو حزب وسيشكل وسيلة سفر مستقلة لكل أبناء وبنات الشعب الفلسطيني، بإشراف السلطة التي دعا لأن يكون لها وجود قوي داخل المطار عبر مكتب لتنسيق شؤون الجوازات وفيز السفر.

ويرى الخطيب بأنه لا يمكن أبداً إعادة إحياء مطار غزة المُدمر الذي ارتبط باتفاقية واي ريفر وإطار أوسلو التفاوضي لأنه كان متعلقاً بالحل النهائي وهذا لن يتم في ظل تعثر عملية السلام. يجب التفكير بطريقة فعالة ومرنة وجديدة لإحضار عالم الطيران إلى الأراضي الفلسطينية. الأمم المتحدة ستتعامل مع كل الاحتياجات الاسرائيلية الأمنية ولن يكون هنالك أي عمليات تهريب لسلاح أو مُقاتلين وسيتم معالجة مخاطر سيناريوهات الاختطاف. هذا بالإضافة إلى أنه يجب أن يكون كل الإداريين في المطار من خارج القطاع حتى لا يدّعى أي طرف بأنه ممكن التأثير بهم سياسياً أو عقائدياً أو مادياً. لتحقيق ذلك، من المهم إنشاء مُجمّع سكني لموظفين الأمم المتحدة لكي يُقيموا على أرض المطار ويكونوا على رأس عملهم دون تأثر استمرارية عمل المُنشأة بالتحديات الأمنية أو السياسية النّاتجة عن البيئة المُحيطة بهم.

من جهة أخرى، أقرّ الخطيب بصعوبة المُهمة وأكد على أنه واعي ومدرك للتحديات القائمة أمام تطبيق الاقتراح على أرض الواقع. لكنه أكد أن المطار الأممي المقترح ليس مستحيلاً وأن التحديات من الممكن أن تتحول إلى فرص لإيجاد حل خلاّق لأزمة القطاع بطريقة تخدم المصالح الفلسطينية والمصرية، قد تَخلِقُ مدخلاً جديداً لتحريك مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلي. 

يُذكر بأن مشروع المساعدة الموحدة يسعى لإعادة استنساخ فكرة المطار الأممي الذي كانت تديره الأمم المتحدة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بالقرب من معبر المنطار شرق مدينة غزة.

وكانت المؤسسة قد وضّحت بأن رؤية المشروع بُنيت على الرغبة في الاستفادة من وتطبيق نموذج مجرب ومثبتُ فاعليته في مناطق أسيوية وأفريقية مثل أفغانستان وباكستان وبنغلاديش وسريلانكا السودان وجمهورية الكنغو الديموقراطية ومالي والصومال وأوغندا. بناءً على استشارات مُعمقة، اقترحت المؤسسة موقعاً جديداً للمطار، بعيداً عن الحدود الاسرائيلية، سيسمح بالتحليق فوق مياه البحر المتوسط بحيث تتلافى الطائرات المجالات الجوية الإسرائيلية والمصرية.

وأبدت المؤسسة تفهمها لرغبة الفلسطينيين بأن يروا تقدماً على الأرض بحكم الحصار والاحتقان السياسي وعدم القدرة على السفر بحرية. لكنها أكدت أن التطبيق سيتطلبُ وقتاً وجهداً حثيثاً وأن إنجازً بهذا الحجم سيبدأ بنقاش ودراسة الاقتراح ثم حشد الدعم الرسمي والشعبي والتوجه دبلوماسياً لكل الأطراف المعنية حول العالم.

وختم الخطيبُ حديثه قائلاً "سنّة الحياة هي أن الأفكار تتحول إلى أقوال، وبالعمل الشاق والمُستمر، الأقوال ستتحول إلى أفعال، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوات ولو مبدئية"، مؤكداً على أن معاناة أهل غزة تُشكل وقوداً له ولفريق المشروع للاستمرار في فعل كل ما هو ممكن للتخفيف من العذاب الذي يواجهونه عند محاولة السفر من وإلى القطاع.