عاجل

  • شهيدان وجرحى بقصف للاحتلال وسط بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس

  • ثلاثة شهداء بقصف الاحتلال منزل الصحفي محمود عليوة شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة

قرية النبي صموئيل : بنى مسجدها "الظاهر بيبرس" - نزوج جماعي بسبب اجراءات الاحتلال و250 شخص فقط يسكنوها !

قرية النبي صموئيل : بنى مسجدها "الظاهر بيبرس" - نزوج جماعي بسبب اجراءات الاحتلال و250 شخص فقط يسكنوها !
رام الله - دنيا الوطن - بهاء بركات 

تقع قرية النبي صموئيل، شمال غرب مدينة القدس المحتلة، وتبعد عنها 8 كم وهي مبنية على قمة شجبل يرتفع 885 عن مستوى سطح البحر وهي بذلك من أعلى القمم القدس والكاشفة لمحيطها بقدر ما هو نعمة إلا انه في حالة قرية النبي صموئيل أصبح نقمة بحيث يتوقع السكان نزوحا تدريجيا من القرية خلال السنوات المقبلة إذا استمر غياب العدالة وتضييق الخناق عليهم.

وحسب سكان القرية التي احتلت عام 1967، فإن نحو 250 نسمة لا يزالون باقين داخلها، بينهم أكثر من خمسين طفلا وخمسين امرأة، في حين غادرها نحو خمسين شخصا منذ عام 2010 وحتى اليوم، نظرا لقيود الاحتلال  ومنع البناء الذي حرم القرية من إي فرصة ممكن لوجود خدمات فالقرية محرومة من الخدمات الصحية فلا مركز طبي ثابت في القرية ولا حتى صيدلية عاملة .

مسجد النبي صموئيل الذي حوله الاحتلال إلى كنيس 

يعتبر مسجد النبي صموئيل واحدا من أهم المواقع التاريخية والدينية حول مدينة القدس الشريف.

بُني هذا المسجد، الذي يطلق عليه الفلسطينيون اسم النبي صمويل في القرن السادس عشر فوق قبر يعتقد أنه قبر النبي صموئيل من العهد القديم.

ويعتقد أن المسجد الموجود الآن، قام ببنائه الظاهر بيبرس وأطلق عليه اسم القرية، وهي قرية النبي صموئيل، وهو والأرض المحيطة به تابعان للأوقاف، وهناك أراض وقرى وقف لهذا المسجد.

يوفر سطح المسجد للزائرين منظرا بانوراميا رائعا لمدينة القدس وضواحيها، وأجزاء من مدينتي رام الله والبيرة وقراها التاريخية المهمة وخصوصا قرية الجيب جيبيون التاريخية المقابلة للنبي صموئيل من الشمال، وأيضا الطريق القديم التي تربط القدس بالساحل الفلسطيني التي تمر اليوم بمستوطنة بسجات زئيف الاسرائيلية، اذ أن المسجد يقع في أعلى قمة القرية، ويشرف على الساحل وعلى مشارف القدس، إضافة إلى أنه من القلاع القوية التي كانت تحمي بيت المقدس.

والمسجد بناء قديم مؤلف من ثلاثة طوابق، الطابق الأرضي وهو عبارة عن مغارة، وللمسجد مئذنة، وفيه عشر غرف واسعة منع الاحتلال المسلمين من ترميمها، و للمسجد ساحات كبيرة فيها آبار وأشجار زيتون.

ويعود كثير من الموجودات الأثرية في الموقع إلى الفترة الأيوبية والعصرين المملوكي والعثماني، وكشفت الحفريات فيه عن مخلفات تعود إلى فترات تاريخية مهمة مثل الهيلينستية والبيزنطية والإسلامية، وأيضا الصليبية، وخصوصا الإسطبلات من الفترة الصليبية شمالي المسجد

واليوم حول أكثر من نصف المسجد التاريخي إلى كنيس يهودي يقم به المستوطنين مختلف الطقوس التلمودية في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الجميع .

حرمان وملاحقة

وذكر المحامي محمد بركات عضو مجلس قروي النبي صموئيل  (لدنيا الوطن)  إن جيش الاحتلال أعلن عام 1995 تحويل القرية إلى منتزه وطني باسم "منتزه النبي صموئيل الوطني" على قطعة أرض مساحتها 350 هكتاراً تشمل كامل القرية ومحيطها بما في ذلك مسجدها، مستغلاً هذا التفسير في حرمان سكانها من حق البناء أو الترميم أو إدارة الأعمال أو غرس الأشجار.

ومع زيادة عزلة القرية عن الضفة الغربية بإقامة الجدار منذ 2007، فأن الاحتلال  لا يسمح إلا للمواطنين الذين سجلهم كمقيمين دائمين في النبي صموئيل بعبور نقاط التفتيش من وإلى بقية الضفة الغربية ضمن قيود شديدة.

وأشار بركات إلى وجود مدرسة ابتدائية بالقرية مكونة من غرفة واحدة مساحتها عشرون متراً مربعاً، وفصل متنقل تبرع به الأردن حصل لاحقا على إخطار بالهدم أسوة بمبنى خارجي ضم حمام المدرسة وأرجوحات وسور.

وينتقد  سكان القرية تذرع الحكومة الإسرائيلية بأن القيود التي تفرضها على حرية تحرك الفلسطينيين في الضفة الغربية عموما مبررة على أسس أمنية، موضحة أن السياسات الإسرائيلية المعنية تقيد حركة جميع الفلسطينيين، بدلاً من استهداف الأفراد الذين يعتبرون مخاطر أمنية.

نزوح تدريجي

وأضاف  محمد بركات إن حاجز الجيب على مدخل القرية يشكل نقطة قلق ومعاناة دائمة للسكان ، إذ يستوجب إدخال أي احتياجات أو بضائع استهلاكية تنسيقا بين السلطة الفلسطينية والاحتلال .

وعبر بركات عن قلقه من نزوح كامل السكان من القرية خلال السنوات القادمة، مبينا أن استمرار خنق القرية وعدم السماح بالبناء يدفعان الراغبين في الزواج والباحثين عن حياة أفضل إلى المغادرة.