في الانتخابات - وفئة الشباب

في الانتخابات - وفئة الشباب
كتب غازي مرتجى

*
لا شكّ أنّ أسوأ المُتشائمين بشأن الانتخابات المحلية لم يكن يتوقع أن يصل الحال إلى ما وصل له من عمليات زعرنة وعربدة وتهديدات بأرقام مختلفة وأخرى مجهولة .. لم يصل لهذا التفكير سوى الأستاذ الدكتور ابراهيم أبراش الذي طالب بإلغاء الانتخابات وليس تأجيلها إلى حين حل الملفات الأكبر في "الانقسام" , يُحسب للحكومة الفلسطينية جُهدها غير القليل الذي بذلته لعقد الانتخابات وتسهيل إمكانيات إجرائها .. أما الاحزاب فوافقت "مُرغمة" على تلك الانتخابات بعد سحب كل الذرائع منها .
استمرار المطحنة الانتخابية بهذا الشكل اللا أخلاقي يُهدد صورة الشعب الفلسطيني المُهترئة أصلاً .
انتخابات الهيئات المحلية كان يجب أن يغيب عنها الاستقطاب السياسي الحاد "لكنه كان" بسبب الحالة الشاذة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من انقسام حاد وصلت الى مرحلة خطيرة -  هذا يجب أن يُعزز من مكانة لجنة الانتخابات المركزية والتي بذلت أيضاً جهوداً مُضنية لتحفيز المُشاركين بالانتخابات .
لا يُعطي القانون أي مساحة "عقابية" للجنة الانتخابات المركزية ويضع ذلك في "يد" المحاكم والقضاء ولأنّ القضاء مُنقسم فوجب إصدار قرار رئاسي بقانون ليزيد مساحة الصلاحيات للجنة الانتخابات المركزية "المُستقلة" بهيئتها وتشكيلتها .
كان من الضروري أن تكون لجنة الانتخابات المركزية هي المُراقب "رقم 1" على كل شيء يخص الانتخابات من خروقات - تهديدات وحتى ضغوطات شخصية أو تنظيمية , ومن الواجب من الآن فصاعداً الدعوة الى ذلك بضرورة تحفيز لجنة الانتخابات المركزية بقوانين "عقابية" لكل من يُخالف الدستور الانتخابي , فهيئة الانتخابات التي تحتفظ بكينونتها منذ أن كان يأمن سرها رئيس الوزراء الحالي أثبتت وقوفها على مسافة واحدة من الكل الفلسطيني وعدم انطوائها تحت استقطابات أصبحت حادة في الشعب الفلسطيني .

**
أحد أصدقائي ممن كان ينوي الترشح للانتخابات البلدية في قائمة مستقلة قال لي :"سأطالب برفع سن الترشح للشباب بدلاً من 25 الى 45" , هذا الرأي "المُحبَط" لم يأت من فراغ فهذا الصديق تحدث مع مائة شخصية شابة تعتبر نفسها مؤثرة في الوضع العام الفلسطيني المحلي ورفضوا رفضاً قاطعاً مشاركته فكرته بضرورة التغيير نحو تشبيب الهيئات المحلية وصولاً إلى التشريعي - الوطني وحتى الرئاسة .
الصديق الذي يبلغ من العمر 32 عاماً اعتبر أن هذه الفرصة التي سنحت للشباب لن تتكرر وأثبتت الفئة الشبابية سلبيتها سواء في عملية الترشح من جهة او دعم القوائم الشبابية التي جازفت وقررت الترشح من جهة أخرى .
في كل دوائر الوطن لم تترشح سوى أربع هيئات شبابية منها اثنتان في مدينة غزة التي تُعتبر الأكبر على مستوى الوطن وهذه القوائم تتسم بـ"الضعف" حتى الآن ربما بسبب احباط مُنتسبي تلك القوائم وعدم تشجعهم في ظل حالة التحزّب الحالية.
يجب اعادة النظر في شكل الحالات الشبابية التي تتنطّح للانتقاد والتخريب في "الرخاء" وتهرب من المواجهة والتغيير في وقت "الحاجة".
المؤسسات الشبابية والداعمين المحليين والدوليين يجب أن يُعيدوا النظر في البرامج التي تُضخ سنوياً للحالات الشبابية على مستوى الوطن فهي باعتقادي تُؤسس لمرحلة "هروب" هذه الفئات الشبابية إلى خارج الوطن بدلاً من التغيير داخله .