شابة في الـ 23 من عمرها تشغل الرأي العام اللبناني بعد ان رمت نفسها من الطابق الثامن… فيديو

شابة في الـ 23 من عمرها تشغل الرأي العام اللبناني بعد ان رمت نفسها من الطابق الثامن… فيديو
رام الله - دنيا الوطن
أقدمت الفتاة العشرينية نورهان حمود التي لا تفارق الابتسامة وجهها، على الانتحار, بعد ان اختارت ان تطفئ شعلة حياتها برمي نفسها من الطابق الثامن في منطقة الصنائع في بيروت.


هي صدمة، أصابت كل من عرفها من أهلها وأصدقائها، الذين كتبوا لها رسائل على صفحتها على الفيسبوك غير مصدقين ما حدث، فهم لا يريدون تصديق واقع غيابها ورحيلها عنهم هكذا بين ليلة وضحاها, وغياب أنوثتها وجمالها وضحكتها فجأة!

” نورهان أنت حطمت قلوبنا، مزقت أفكارنا.. فلترقد روحك في سلام.. جاء اختيارك مبكر جدا..” هذا كان اتهام كل من عرفها, وصادقها, تلك الفتاة المفعمة بالحياة, انهت حياتها وتركت الجميع, فامتلأت صفحات التواصل الإجتماعي بصورها.

ووجهت صديقة لنورهان رسالة مؤثرة جدا, تروي فيها عن جنون الصداقة الذي كان يجمعهما سوية وكيف ستتصرف بعد غياب نورهان للتذكرها, فكتبت “سأضع احمر شفاه قبل كل سيجارة سأدخنها، كي ارى آثاره الجميلة الجريئة على عُقبها.. واتذكرك سأخصص ساعة كل يوم لمشاهدة الرقص الشرقي، سأراقب الخصور كيف تميل وسأطبع نظرات الراقصات المكحلة في ذهني.. واتذكرك سأمشي في الشارع، ألاحق ذوات الشعر الطويل اللَّيْلي وأراقب كيف يخترقه النسيم ويترك فيه الفراغات، سأحفظ حركات أياديهن وهي تبعد خصله عن العيون.. واتذكرك سأمسك بكل من يبتسم امامي ابتسامة ناقصة من خديه، سأوسع ابتسامته حتى تظهر اسنانه، أتأملها طويلا.. واتذكرك سأهتم بأظافري وأطولها، أطولها كثيرا، لن أهملها يوما وألونها وأزخرفها بأكثر الألوان صخبا.. واتذكرك سأحمل كيسا قماشيا كبيرا على ظهري، وأملأه كتبا، أمشي في الأحياء واوزعها على الفتيات، واصعد على سطح مبنى لأرى حسناوات الكتب.. واتذكرك سأنظر الى اسم حبيبي كل يوم، سأشقلب احرفه في رأسي وازيد حرفان كي يبدأ بنون وينتهي بنون، واسمع لحن اسمك مع النبض.. واتذكرك
سأرسل قبلاتي في كل صباح إلى دميتك الشقية التي ستتوج ملكة على سريرك الليلة، لأن أحدا لن يجرأ على ان يحركها من مكانها الآن، ستبقى هكذا كأنها تطفو على مياه راكدة.. واتذكرك بكل جميل، بكل جريء، بكل العيون الواسعات.. نورهان، سأحبك.”

أما صديقة أخرى فكتبت ” في المرة الأولى التي تقابلنا بها، لم أحبكِ. خلعتِ حذائك اللامع ذو الكعب العالي، وتركتيه إلى جانبي على الرصيف، تذمرتُ يومها وناديتك لتأخذيه بنبرة عالية، لكنك كنتِ تضحكين، ثم جلسنا ندخن سوية من دون أن ننطق بكلمة. إسمعي أيتها المجنونة لو كانت هذه كلّها مزحة، سأجلس الى جانب خزانة أحذيتك، لمدة أسبوع كامل، ولن أتذمر. أعطني يدكِ لأبصّر فيها مرة جديدة، سأقنعك أن الموت صفقة، وأن تؤجليه قليلاً، سأشتري لك التكشيطة المغربية التي وعدتكِ بها، سترقصين بها لساعات أنا أعلم.

تشاركنا الهتافات في المظاهرات، الرقص في المناسبات المبهرجة، الكتابات البائسة التي كنت تحبينها وتخبرينني في كل مرة نلتقي أنك تحتفظين بها، وتصطحبيني بعدها بحضن بسيط، الموسيقى الغريبة التي تنشرينها هنا، صورك المستفزة للمجتمع الأخرق، وكرهك لبيروت. لن يكون موتك سهلاً، انتحارك علامة فارقة، شجاعتك على مفارقة الحياة التي نتمسك بها جميعاً وكأنها مغارة كنوز، أنت وحدكِ تعلمين الآن إن كان التخلص من حملها جميل أم أكثر فجاعة. رغم كل البؤس الذي سيخلفه رحيلك بهذه الطريقة سأحبك كثيراً. نورهان الحلوة، التي انقضت على الحياة، من شرفة مرتفعة، ولم تأبه للداربزين الحديدي الذي يسيّج حياتنا، جمّعت ما في قلوبنا من أسى ورحلت. ابكوا جميعاً الآن والعنوا، لن تسمع أحداً، وستكمل كإلهة وحيدة، لم تلِد، لكنها ستولد في كل مرة نتذكرها على أنغام الجاز الحزين ونبتسم.”

نور، كما ناداها البعض، كانت نورا بضحكتها، موسيقاها ورقصاتها، لم يعتقد أحدا أنها قد تمتلئ يوماً بأي سبب يدفعها الى الرحيل.. فقال لها الرفاق “نورهان البنت المناضلة، المبتسمة، الثورية فارقت الحياة.. بكير يا رفيقتي…” وسأل البعض “لماذا يا نورهان..؟” وتذكّر آخرين “تذكر اخر مرة شفتك سنتا بتذكر وقتا اخر كلمة قلتا وما عدت شفتك..” وكثُرت كلمات الوداع..


 

التعليقات