بيت أولا في الخليل : 8 قوائم للمنافسة على 11 مقعد لـ 6 آلاف ناخب فقط !

بيت أولا في الخليل : 8 قوائم للمنافسة على 11 مقعد لـ 6 آلاف ناخب فقط !
الخليل - خاص دنيا الوطن - ساري جرادات

ما إن نشرت لجنة الانتخابات المركزية قوائم المرشحين للانتخابات المحليّة، حتى أظهرت بيانات أوليّة تعطّشًا واضحًا للترشّح في بعض البلدات والقرى، تمثّل في تسجيل عدد كبير من القوائم المتنافسة على مقاعد المجالس المحلية، بشكل لا يتناسب مع العدد المتواضع للسكّان. 

بلدة "بيت اولا" الواقعة شمال الخليل، لا يتجاوز عدد سكّانها 14 ألف نسمة، شكلت 8 قوائم انتخابيّة للمنافسة على مقاعد مجلسها البلدي البالغ 11مقعدا، بعدد مرشحين يصل نحو اربعة وخمسين مُرشحًا. علمًا أن عدد من يحق لهم الانتخاب من أهالي البلدة يقارب 6000 ناخب. 

المتمعن بالأسماء التي تضمّنتها قوائم المرشحين تبيّن أن غالبيتها ذو صبغة عشائرية، كون الفصائل والتنظيمات في البلدة عجزت عن تشكيل قائمة توافق وطني أو قوائم تنظيمية مستقلة، بسبب التنافس الحاد بين أهالي البلدة باختيار مرشحيهم، والصراع العشائري الذي أدى للوصول إلى هذه المرحلة. 

أمين سر اقليم حركة فتح في شمال الخليل هاني جعارة في حديث خاص مع مراسلنا للتعليق على وضع قوائم بيت اولا "قمنا بتقدير موقف بسبب الصراع العشائري بالبلدة وتوصلنا الى ضرورة ألا نشكل قائمة تنظيمية، كي لا يكون التنظيم طرفا في الصراع، وبالتالي خلق ازمة بين ابناء العمومة والعشيرة، وسنعمل على ترتيب الامور التنظيمية في البلدة بعد الانتهاء من الانتخابات".  

أهم ما يميز تشكيلة بعض القوائم في بلدة بيت اولا هو وجود افراد من الافخاد التابعة للعشيرة ضمن قائمتين وثلاث، الامر الذي يشير الى تولد توتر وحساسية عالية الموقف جراء التنافس والتجاذب الحاد بين القوائم، وينذر بخلق بيئة من الصراع المحموم بين ابناء العشيرة الواحدة. 

جل قوائم المرشحين تتميز بوجود اربع او خمس اسماء لمرشحين من نفس العشيرة، ويفتقد اسم هذه العشيرة من قائمة اخرى، الامر الذي سيؤدي الى تضرر النسيج المجتمعي والعشائري في البلدة، خاصة وان مدينة الخليل وقراها تمتثل للاعراف والعادات العشائرية في حالات النزاع والمشاكل. 

من جانيه قال السيد نادر العملة رئيس قائمة شباب بيت اولا لمستقبل افضل ل " دنيا الوطن "ان صبغة القائمة التي قمنا بتشكيلها شبابية بحتة، وترتكز على الكفاءات والمستقلين، وعملنا على الخروج عن التقسيمة العشائرية، واسسنا لواقع في البلدة بضرورة الالتفات للشباب بشكل حيوي وبناء". 

اما السيد عيسى العملة والذدي عمل على تشكيل قائمة لخوض الانتخابات فأكد لمراسلنا بوجوب التباحث والتشاور بين الكتل للخروج بقائمة واحدة، وكان مراسلنا وجه للسيد العملة سؤالا حول لماذا لا تقدم قائمته سابقة وتسحب ترشحها؟ اجاب " من الممكن فعل ذلك ان اقتضت مصلحة البلدة".  

من جانبه قال ممثل احد القوائم والذي رفض الكشف عن هويته ان سبب تفضيل العشيرة على التنظيم يعود لإساءة الفصائل باختيار ممثلين لها عن العشائر يفتقدون للمكانة الاجتماعية والكفاءة والخبرة، الامر الذي يعود بالسلب على العشيرة. 

ويرى الاكاديمي في كلية التربية بجامعة الخليل الدكتور نبيل الجندي في حديثه مع مراسلنا "ان افرازات بعض العشائر افضل من افرازات التنظيمات، كون التنظيمات تدخل الكولسات في مشاوراتها واختياراتها، اما العشيرة تعمل في اغلب الاوقات على فرز افضل الاشخاص لديها". 

من جانبه قال امين سر حركة فتح في بيت اولا فايز العملة "من امن العقاب الحركي ترشح للانتخابات من غير التفات للمصلحة الحركية التي تقتضي التوحد الفتحاوي بوجه الظروف العاصفة بها، وعدم الوصول لانقسام حركي داخل البلدة، ومن ترشح ضد الحركة في السابق اليوم بات مرشحا للانتخابات باسمها". 

في مجتمع محافظ مثل الخليل يتمتع بمفهوم الفزعة لابن العم، والكم واللم، يغلب الانتماء للعشيرة في بعض الاحيان على الاحزاب، نتيجة اهتزاز الثقة ببعض الاحزاب في بعض الاماكن، وبات هذا الدور للعشيرة جليا في كافة محطات الانتخابات البلدية المرتقبة للمجالس والهيئات المحلية.