شغل منصب رئيس المجلس لـ12 عام وترشح هذا العام هو وبناته الخمسة وابنه الوحيد : الانتخابات في الخليل .. غير !

شغل منصب رئيس المجلس لـ12 عام وترشح هذا العام هو وبناته الخمسة وابنه الوحيد : الانتخابات في الخليل .. غير !
الخليل - خاص دنيا الوطن- ساري جرادات

بعد سنوات من الانتظار، بدأ ينشغل الشارع الفلسطيني بالانتخابات المحلية التي سيتم اجراؤها مطلع اكتوبر القادم، حراك عام تشهده الضفة الغربية وقطاع غزة، ومع ارتفاع وتيرة التحضيرات للانتخابات، يتمحور الحديث حول ميزات القوائم المرشحة في كل منطقة. 

يختلف وضع الانتخابات في الخليل هده المرة بسبب قوائم مرشحة تضم ابناء عشائر ضد عشائر اخرى، ومناطق وجغرافيا تواجه الطرف المقابل لها في نفس القرية، ووصلت الامور ذروتها بتسجيل قائمة انتخابية من من نفس العائلة لخوض الانتخابات في قرية ترقوميا. 

رئيس قائمة الصمود والاخلاص والتواصل شغل منصب عضو بلدية مجلس بلدي ترقوميا لمدة 12 عاما ويرغب بالمزيد، اختار ان يشكل قائمة هو وابنه وبناته الخمسة بعد ايام من تقديم استقالته من المجلس البلدي الحالي ليستطيع الترشح من جديد للانتخابات. 

وفي حديث خاص مع مراسلنا قال السيد محمود ابو دبوس حول قائمة عائلته "يأتي هدا الترشح بسبب تهميش التنظيم لي، وانا افتخر بهده الخطوة لارساء واقع جديد في البلدة واتمنى ان يمتد للبلدات الاخرى، وعلى كل من يجد في نفس القدرة والكفاءة عليه ترشيح نفسه". 

وفي قرية بيت عوا الواقعة الى الشمال الغربي لمدينة الخليل، التي يبلغ عدد سكانها 8 آلاف نسمة وتقطنها عشيرتي المسالمة والسويطي، يوجد قائمتين من نفس العشيرة وثالثة للعشيرة الاخرى ، وفيها انقسام عشائري تمثل بترشح ثلاث قوائم للانتخابات لرئاسة المجلس البلدي. 

وائل المسالمة احد مرشحي هذه القوائم قال لمراسلنا " الوضع في البلدة مختلف، حيث برزت عشائرية ومناطقية، وصل الحال حد التقسيم في الجغرافيا والنسيج الاجتماعي الداخلي لاهالي البلدة، الامر الذي اضر مصلحة البلدة وسيعود عليها بالسلب، داعيا القوائم لتشكيل قائمة موحدة وانهاء عقود من التوتر بين العشيرتين". 

بلدة بيت اولا تعاني ازمة حقيقية تمثلت بترشح ثماني قوائم لانتخابات مجلسها البلدي البالغ مقاعده 11 مقعد، وبها تكتل حاد في صفوف مرشحي القوائم وانشداد نحو بقاء القوائم على حالها، دون اخبار تلوح بالافق حول حل يجنب البلدة وعشائرها ازمة قد تمس نسيجها الاجتماعي. 

السيد عيسى العملة وهو احد اعضاء تجمع الشخصيات المستقلة، مرشح ضمن احد القوائم الانتخابية في البلدة، وجه له مراسلنا سؤالا حول لماذا لا تقدم القائمة الاستقالة؟، فطلب العملة من مراسلنا تأجيل الاجابة على سؤاله لوقت اخر. 

بلدة الشيوخ شمال الخليل توافقت عشائرها واطرها الوطنية والاسلامية على تشكيل قائمة توافق وطني وتجنيب بلدتهم تكاليف الانتخابات المادية وعناء التجاذب والحساسية التي قد تندلع نتيجة الانتخابات، وابقاء العديد من اعضاء البلدية السابقين في المجلس، لكنها تحاول الضغط على قائمة الجبهة الديمقراطية لسحب  قائمتها، الامر الذي ترفضه الاخيرة. 

رئيس قائمة الجبهة الديمقراطية نادر العيايدة اكد لمراسلنا ان القائمة التابعة لجبهته ستخوض الانتخابات ولن يتم سحبها، كون الشباب لم يأخذ حقه في الانتخابات السابقة، والانتخابات التي جرت في العديد من مؤسسات البلدة، وانه لا يجوز لاحد انتزاع حق المواطن بالانتخابات واختيار ممثليه". 

يقول احد المحللين للوضع في بلدة الشيوخ "شكلت التنظيمات الفلسطينية عبر التاريخ الفلسطيني حالة من الالتفاف الجماهيري حولها، والبلدة تجمع على قائمة توافق وطني تضم حركتي فتح وحماس والجبهة الشعبية وبمباركة وجهاء العشائر، في حين تصر الديمقراطية جر البلد للانتخابات بدل ان تبارك وتدعم التوافق الوطني الذي يشكل خطوة على طريق انهاء الانقسام الاكبر بين قطبي السياسة الفلسطينية فتح وحماس". 

اللافت في القائمة التوافقية في بلدة الشيوخ عدم كتابة اسماء المرشحات، والاكتفاء بكتابة اسماء ازواجهن، مما اثار ردة فعل كبيرة من قبل العاملات في حقوق المرأة والناشطات اللواتي اطلقن حملة لرفض هذا التخلف على حد تعبيرهن، وغردن عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبر هاشتاج " اسمي ليس عورة "، تعبيرا منهن على رفضهن لهذا الخنوع من قبل المرشحات. 

فوبيا الترشح للانتخابات القت بظلالها على العديد من المواطنين، الامر الذي ينذر بمواجهة محمومة بين القوائم الانتخابية كونها ليست تنظيمية، ولم تأخذ شكل وطابع التنافس التنظيمي المسيطر له، وان العامل العشائري سيتحول لسلاح بأيدي الناس ضد الاخرين في حال فوز عشيرة على اخرى وعدم تمثيل العشيرة الاخرى في المجلس البلدي.