سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من اساتذة الجامعة الامريكية في جنين

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا من اساتذة الجامعة الامريكية في جنين الذين وصلوا اليوم الى مدينة القدس في زيارة هادفة للقاء عدد من الشخصيات الدينية والوطنية وزيارة المقدسات المسيحية والاسلامية .

وقد استقبل سيادته الوفد في كنيسة القيامة حيث كانت هنالك جولة مع سماع شروحات وإضحات حول اهم المواقع التاريخية والدينية في هذا المكان الشريف المقدس .

ومن ثم توجه الجميع الى الكاتدرائية حيث كان هنالك لقاء خاص مع سيادة المطران حيث القى كلمة امام الاساتذة الاتين من الجامعة الامريكية في جنين وعددهم 15 استاذا .

استهل سيادة المطران كلمته بالترحيب بالاساتذة الذين يدرسون في عدة كليات جامعية في هذه الجامعة الحديثة العهد والتي تقدم لمجتمعنا الفلسطيني الكثير من الخدمات وتسعى لتربية الاجيال الطالعة بأحدث الوسائل العلمية زارعة في قلوبهم الامل والرجاء في المستقبل وكذلك الانتماء لهذه الارض المقدسة والدفاع عن قضية شعبنا العادلة .

وضع سيادته الاساتذة في صورة ما يحدث في مدينة القدس من استهداف يطال كافة مفاصل حياة المقدسيين حيث يطال هذا الاستهداف المقدسات والمؤسسات الوطنية المقدسية كما انه يطال الحضور العربي الفلسطيني بهدف تهميش واضعاف الفلسطينيين المقدسيين اولئك الذين يعيشون في هذه المدينة المقدسة ويدافعون عنها ويقفون في الخطوط الامامية في تصديهم لسياسات استهداف المدينة المقدسة وتشويه طابعها وتهميش صمود وثبات ابناءها الاصليين واهلها المدافعين عنها وعن هويتها .

ان السلطات الاحتلالية تواصل سياساتها بحق مدينة القدس دون اي رادع ، فالاحتلال يسعى لابتلاع هذه المدينة وطمس معالمها وتزوير تاريخها والاستيلاء على مقدساتها ومؤسساتها الوطنية وكل هذا يحدث في ظل انقسامات فلسطينية كارثية لا يستفيد منها الا الاحتلال ، كما ان الاوضاع العربية وما يحدث حاليا في بعض الدول المحيطة بنا ، انما هذا يساعد اسرائيل على ان تمرر مشاريعها في القدس دون ان يكون هنالك موقف عربي قوي ورادع ورافض لمثل هذه السياسات .

ان المؤتمرات العربية التي تعقد من اجل القدس لم تقدم شيئا لهذه المدينة المقدسة باستثناء بيانات الشجب والاستنكار التي لن تساعد في الحفاظ على المدينة المقدسة واستعادتها .

ان المؤتمرات التي تعقد حول القدس والبيانات التي تصدر والتي نحن لا نقلل من اهميتها الا اننا نعتقد بأنها ليست كافية لكي تحافظ على هذه المدينة المقدسة التي تسرق من بين ايدينا يوما بعد يوم ويستباح وجهها العربي الفلسطيني بشكل كبير .

ان المؤتمرات والبيانات لوحدها ليست كافية ومهما تغنى العرب بالمدينة المقدسة فإنهم لن يتمكنوا من استعادتها الا اذا ما اتخذوا قرارات استراتيجية تاريخية مفصلية وهذه القرارات لم تتخذ حتى اليوم وآمل الا تستمر هذه الحالة في المستقبل .

ان القدس في خطر شديد ومن يأتي الى المدينة المقدسة يكتشف صحة هذا القول حيث ان السياسات الاحتلالية في المدينة المقدسة تسير على قدم وساق دون اي رادع ، فالفلسطينيون منقسمون على انفسهم والعرب او بعض العرب في حالة يرثى لها والغرب يزداد انحيازا لاسرائيل لأن الغرب لا تحكمه القيم والاخلاق والمبادىء بل تحكمه المصالح السياسية والاقتصادية .

ان الوضع في المدينة المقدسة كارثي ومن يقول غير ذلك انما يشبه النعامة التي تخبى رأسها في الرمال وتظن انها في عالم اخر .

نحن لسنا في عالم اخر ، فنحن في القدس العربية الفلسطينية التي يذبحونها في كل يوم وفي كل ساعة ويمتهنون هويتها وتاريخها ، ويزورون كل شيء فيها .

لقد وصلنا اليوم الى مرحلة تسعى فيها السلطات الاحتلالية لتغيير المناهج وشطب كل ما له علاقة بالقضية الفلسطينية ، كما ان هنالك اغراءات تقدم للمدارس التي تتفاعل مع هذا الطرح في ظل هذه الحالة الفلسطينية التي يعرفها الجميع وفي ظل الواقع العربي الكارثي حيث الدمار والخراب منتشر في كل مكان .

وامام ما تمر به مدينة القدس نتساءل ما هو الحل ؟ وما هو مطلوب منا وما هي الواجبات الملقاه على عاتقنا ؟ ونحن نعلم علم اليقين اننا لا نملك عصا سحرية لكي نغير الواقع المأساوي الذي نمر به فلسطينيا وعربيا وعالميا .

الحل نصنعه بأيدينا ونحن لا نتوقع ان تأتينا الحلول من الخارج وعلينا الا ننتظر بأن يأتينا الانتصار من الخارج ، فالانتصار نصنعه بأيدينا ومعا وسويا نحافظ على القدس وعلى مقدساتها رغما عن الامكانيات المتواضعة والمؤامرات التي تحيط بنا والمخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع مدينة القدس .

(لا يحك جلدك الا ظفرك) ولم يبقى امامنا الا الثبات والصمود والبقاء في هذه الارض ، فالاعداء يريدوننا ان نرحل وان نحزم امتعتنا وان نغادر لكي نترك الساحة مفتوحة لاولئك الذين يسعون لابتلاع مدينة القدس وتشويه تاريخها وهويتها وتراثها .

ان الصمود والبقاء والثبات في هذه الارض هي رسالة لكل العالم ، انها رسالة للاعداء ورسالة للمتآمرين والمتخاذلين وضعاف النفوس .

ان ثباتنا وصمودنا وبقاءنا في هذه الارض هو الامر الذي نراهن عليه ، فنحن نراهن على شعبنا ونراهن على شبابنا ونراهن على هذا الجيل الطالع الذي سيواصل المسيرة وصولا الى تحقيق امنياتنا وتطلعاتنا الوطنية .

اعدائنا يريدوننا ان نعيش في حالة احباط ويأس وقنوط وهذا لن يحدث ،اعداءنا يريدوننا ان نخاف وان نتراجع وان نستسلم امام هذه المخططات المشبوهة وهذا لن يحدث ، اعداءنا يريدوننا ان نقبل بالوضع الراهن وهذا لن يحدث ايضا على الاطلاق .

ان اعداءنا يريدون جيلا فلسطينيا لا ينتمي لهذه الارض ولهذه القضية الفلسطينية، يريدوننا ان نعيش حالة جهل وتجهيل وخوف وتخلف.

علينا ان نقوي الانتماء الوطني في صفوف شبابنا وابناءنا ، علينا ان نعلم ابناءنا وشبابنا محبة هذه الارض والانتماء لكل حبة تراب من ثراها المقدس ، فهذه الارض المقدسة بالنسبة الينا هي الوطن وهي التاريخ وهي الهوية والكرامة والانتماء ، وعندما ندافع عن هذه الارض ندافع عن كرامتنا ومن لا يدافع اجسر على القول انه لا كرامة له ، فكرامتنا الحقيقية لن تكون الا من خلال محبتنا لوطننا ودفاعنا عن مقدساتنا وصون وحدتنا الوطنية وتوعية الاجيال الصاعدة توعية ملؤها الاستقامة والمحبة والانتماء والتشبث بالهوية العربية الفلسطينية وبقيم التلاقي والتآخي الاسلامي المسيحي التي تميزت بها فلسطين عبر تاريخها المجيد .