مؤسسة "لجان التنمية والتراث" تواصل استعداداتها لتنظيم المؤتمر المحلي COY حول الشباب والمناخ في فلسطين

رام الله - دنيا الوطن
تواصل مؤسسة "لجان التنمية والتراث"، تحضيراتها في تشكيل سكرتاريا فلسطينية من أجل تنظيم مؤتمر شبابي دولي تحضيرا لقمة المناخ في مراكش COP22 وقمة الشباب COY12 خلال تشرين الأول المقبل، سيتناول عددا من المسائل المتعلقة بالمناخ والانتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية وتأثيراتها على مختلف القطاعات والفئات خاصة الشباب.

ويمثل المؤتمر واحدا من 35 مؤتمرا مماثلا سيقام على مستوى العالم في أربع قارات، قبيل انعقاد المنتدى العالمي المعروف باسم قمة الشباب (COY)، التي ستعقد نسختها الـ (12) في مدينة "مراكش" المغربية خلال تشرين الثاني القادم.

ويرى مدير عام المؤسسة يوسف حبش، أن المشاركة الفلسطينية في أعمال القمة، يكتسب أهمية استثنائية ليس لجهة وضع فلسطين على خارطة العالم، وطرح قضاياها خاصة ملف انتهاكات الاحتلال على البيئة والمناخ على الساحة الدولية، بل ومشاركة المجتمع الدولي جهوده في سبيل بناء مستقبل أفضل.

ويلفت حبش، إلى أن انعقاد القمة سيكون قبيل ثلاثة أيام من انعقاد قمة المناخ العالمية في "مراكش" في نسختها الـ (22)، والمعروفة باسم (COP)، مضيفا "إن قمة الشباب تمثل أحد الركائز المهمة لإيصال صوت المجتمع المدني والشباب إلى صناع الرأي، من هنا فقد بدأت المؤسسة منذ فترة تحضيراتها لتكون المشاركة الفلسطينية فاعلة ومؤثرة".

ويتابع: قمة الشباب تقام بشكل دوري كل عام، بالتالي فهناك الكثير الذي بمقدور فلسطين أن تطرحه خاصة فيما يتعلق بالواقع القائم جراء الاحتلال واستهدافه مختلف مناحي الحياة الفلسطينية، ما يترك آثارا سلبية على فئات مثل الشباب، الذين يعانون من البطالة والفقر.

وعمدت المؤسسة منذ أيار الماضي، إلى عقد سلسلة من الاجتماعات في فلسطين، بالتعاون والتنسيق مع العديد من مؤسسات المجتمع المدني والمهتمين بالزراعة والأراضي والمياه ، والتي أفضت إلى تشكيل الائتلاف الفلسطيني من اجل العدالة المناخية.

ويتوقع أن يشارك في قمة الشباب نحو 5 آلاف شاب من مختلف أنحاء العالم، علما أن القمة تعتبر أحد الأنشطة التي تشرف عليها الأمم المتحدة.

ويسبق عقد القمة العالمية، عشرات المؤتمرات الدولية التي تقام في شتى أنحاء المعمورة، بالتنسيق مع الأوساط المشرفة على القمة العالمية.

ويقول حبش: أن يعقد مؤتمر محلي حول الشباب والمناخ في بلادنا حدث غير عادي، ونحن نؤمن بأن ذلك يزيد من وطأة الأعباء الملقاة على كاهلنا.

وعمدت المؤسسة مؤخرا، في اطار التحضيرات للمؤتمر، إلى الشروع في عملية تشكيل سكرتاريا من عدة مؤسسات وفتح المجال لاي مؤسسة للانخراط، لتهيئة الأرضية وبدء الاستعدادات لعقد المؤتمر، الذي سيبحث مسائل متنوعة، تتضمن آثار الممارسات الإسرائيلية على المناخ والبيئة، وبحث التحديات التي تواجه الشباب، علاوة على أمور تتصل بالإشكاليات المناخية على المستوى العالمي، وكيفية مساهمة فلسطين في الجهود الدولية المبذولة من أجل مستقبل أفضل للإنسانية.

ويقول حبش: الاحتلال بكافة حيثياته وتأثيراته على الحياة الفلسطينية، بدءا بالحصار الذي يفرضه على قطاع غزة، مرورا بممارساته ومظاهره مثل جدار الفصل العنصري، وانتهاكاته لحياة المواطنين في الأغوار وغيرها، وانتهاء بانعكاسات دوره على واقع المخيمات والظروف الصحية والاجتماعية فيها، سيكون قيد النقاش في المؤتمر.

وتركز المؤسسة في عملها على تكريس مفهوم العدالة الاجتماعية والمناخية، باعتبار أن ذلك أمر أساسي في التعاطي مع الصعوبات التي يواجهها الشباب ليس على صعيد فلسطين فحسب، بل والعالم.

وبخصوص هذه المسألة، يقول حبش: هناك نقاش وظواهر بدأت تفرض نفسها أكثر من أي وقت مضى، مثل ما يعرف بـ "لاجئ المناخ"، بالتالي لا ينبغي تجاهل تأثير المناخ في بروز هجرة من نوع جديد، الأمر الذي يفسر سبب تركيز دوائر ومؤسسات عالمية على بحث قضايا المناخ بشكل واسع جدا، نظرا لارتباط المناخ بمسائل متنوعة ومتشابكة مثل التنمية.

ويردف: تحقيق العدالة الاجتماعية والمناخية، ليس شعارا كما يمكن أن يتصور البعض، بل هدف نرى أن بالإمكان تحقيقه على المدى الطويل، إذا تضافرت المساعي المجتمعية والمؤسسية في هذا الاتجاه.

ويبين أن المؤسسة تعنى بتعزيز التوعية بقضايا المناخ والبيئة، وأهمية العدالة الاجتماعية والمناخية، لأن إنجاز ذلك سيكون له تأثيرات إيجابية على واقع المواطن والمجتمع.

ويقول: نحن ندرك أن ما نصبو إليه ليس سهل المنال، لكن بالإمكان أن نحقق ولو شيئا بسيطا إذا صدقت النوايا وبذلت الجهود المطلوبة، لأن فلسطين تستحق منا الكثير، عدا أن على المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤولياته في سبيل وضع حد لانتهاكات الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره، والتحكم بموارده، ما سيكون له تبعات بالغة الأهمية على صورة المستقبل، الذي نؤمن بانه سيكون مشرقا.