"راف" تحتفل بتسليم مشروع بيوت أهل غزة لأصحاب المنازل المهدمة

رام الله - دنيا الوطن
احتفلت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف"، بتسليم مشروع بيوت أهل غزة، لأصحاب المنازل التي هدمت بيوتهم كلياً خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وذلك عبر شركائها في جمعية دار الكتاب والسنة، وبمشاركة ممثلين عن الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الرسمية والأهلية ورؤساء البلديات وأصحاب البيوت المعاد بنائها.

وأكد السيد أحمد يوسف فخرو رئيس وحدة سفراء الخير بمؤسسة "راف"، أن المشروع ما هو إلا رسالة حب ومؤازرة من شعب قطر لأهل غزة، لافتاً إلى أن "قطر الخير والعطاء تسعى دائماً في طريق الخير والنماء، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وتحرص على نشر السلام والمحبة والإعمار والبناء في كل بقاع الأرض".

وقال في كلمة مسجلة بثت خلال الاحتفال:  "تحتفل مؤسسة راف بتسليم 15 بيتاً لأهلنا في غزة أرض العزة بتكلفة اجمالية بلغت مليون ونصف ريال قطري، لنقيم الإنسان ونحفظ عليه حياته وكرامته الإنسانية قبل أن نقيم العمران".

وأضاف السيد فخرو: "رسالتنا الإنسانية تنبع دائماً وأبداً من شعارنا الذي نعبر فيه عن غايتنا من أعمالنا ألا وهو (رحمة الإنسان فضيلة)، والتي أصبحت بفضل الله تبارك وتعالى حقيقة ملموسة وشعاراً صداه واقعاً يحس به كل محتاج فيقيم انكساره ويلبي حجاته ويفرج كربته".

وشدد فخرو، على أن غزة عامرة بأهلها وبإيمانهم وصبرهم وصمودهم وتضحياتهم التي يبذلونها من أجل عزتهم ورفعتهم، مشيراً إلى أن ما ساهمت به مؤسسة "راف"، هي نقطة في بحر ما تتمنى أن تقدمه لكل مكلوم أو متضرر لا يجد معين له.

وذكر في ختام كلمته، أن مؤسسة "راف" ستظل سنداً وعوناً لكل محتاج، وستظل رسالتها الإنسانية ومسيرتها في مساعدة إخوانها في تطور وتنوع مستمر، شاملة كافة المجالات الإنمائية والمشاريع التنموية والدعم الطبي وطلبة العلم وغيرها من المشاريع الإنشائية والخيرية.

بدوره ثمن الشيخ أسامة اللوح أمين سر جمعية دار الكتاب والسنة، دور وجهود مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف" في دعم ومساندة أبناء الشعب الفلسطيني خصوصاً في قطاع غزة، مؤكداً أن جمعيته حرصت على الدقة العالية في التنفيذ وفق المواصفات والمقاييس المقرة من الهيئات الفلسطينية ذات العلاقة.

وأكد أن مؤسسة "راف" القطرية كانت من أوائل المؤسسات الخيرية التي بادرت لتخصيص مبالغ لإعادة إعمار غزة، لكن ظروف الحصار وارتفاع أسعار مواد البناء بصورة كبيرة أخرت قليلاً التنفيذ ، لتكتمل الفرحة اليوم بتسليم البيوت المعاد بنائها لأصحابها في الاحتفال البهيج.

وعبر الشيخ اللوح، عن شكره وتقديره الكبير لمؤسسة "راف القطرية، التي لا تألوا جهداً في سبيل خدمة الإنسانية، انطلاق من شعارها الذي نراه واقعاً بشكل دائم "رحمة الإنسان فضيلة"، داعياً إلى استمرار تدفق العطاء للأهل في غزة، لأنهم ما زالوا يمرون بأزمة الحصار وتبعات الحروب.

وقال: "عطاء مؤسسة راف في كل مكان حول العالم، لكننا نلمسه في فلسطين وغزة على وجه الخصوص في كل مجال خيري، كالإغاثة والتعليم والدعوة والإنشاءات وغيرها".

واستبشر بأن قطر ومؤسساتها لن تتوقف عن مساندة أهل غزة، خصوصاً وأن عشرات آلاف الأسر ما زالت بحاجة إلى من يساعدها، ونحن على أبواب عيد الأضحى كما بدأ العام الدراسي الجديد، وهي مناسبات تثقل كاهل الأسر المتعففة.

من جانبه نقل د.م. مفيد الحساينة وزير الأشغال العامة والإسكان، تقدير وشكر فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودولة رئيس الوزراء د. رامي الحمد لله، لدولة قطر أميراً وحكومة وشعباً، لوقفتهم مع أشقائهم في فلسطين، ودعمهم السخي لكافة المشاريع خصوصاً الإعمار منها.

وأشار الوزير الفلسطيني إلى أنه تم إنجاز ستين في المئة من إجمالي البيوت السكنية التي تم تدمريها بشكل كلي، إضافة إلى إصلاح أكثر من 130 ألف وحدة سكنية تضررت بشكل جزئي، بالاشتراك مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة وفي مقدمتها دولة قطر.

وأشاد بنموذج التعاون المثمر والتنسيق المميز بين مؤسسة "راف" القطرية وجمعية دار الكتاب والسنة في فلسطين عبر هذا المشروع الذي نفذ بدقة وشفافية عالية، داعياً إلى تطوير هذه الشراكة والتعاون بين المؤسستين، خصوصاً وأنهما من الجهات الرائدة في العمل الخيري. 

بدوره، وصف نائب محافظ محافظة خان يونس خالد شقورة، الجهود القطرية لدعم الفلسطينيين، بـ"المساهمات الكبيرة والفاعلة في إعادة الإعمار واستعادة الفلسطينيين لحياتهم قطاع غزة".

واعتبر أن هذه المشاريع الإنشائية تحمل رسائل إنسانية كبيرة من أهل قطر لأشقائهم في فلسطين، بأنهم يقدرون تضحياتهم ومعناتهم الكبيرة، مؤكداً أن شراكة مؤسسة "راف" مع جمعية دار الكتاب والسنة، تعكس حرص المؤسسة على التعاون مع جهات خيرية موثوقة، ويشهد لها بالشفافية منذ بدأت عملها قبل عقود.

وفي كلمة العائلات المستفيدة من المشروع، وصف رئيس بلدية بني سهيلا حماد الرقب، إعادة بناء البيوت المدمرة، بأنها بمثابة إعادة الحياة لهذه العائلات التي ظل لأكثر من عامين تعيش حياة التشريد، مقدراً عالياً لمؤسسة "راف" وشركائها بدار الكتاب والسنة على إنجاز المشروع، رغم معيقات إدخال مواد البناء وارتفاع أسعارها.

وبينما كرر الرقب شكر العائلات المعاد بنائها منازلها للمحسنين من أهل قطر، أهاب بمؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله بمواصلة عطائها وشركاتها مع دار الكتاب والسنة، لتنفيذ مزيد من المشاريع التي تخفف من وطأة الحصار.

واختتم الاحتفال بتسليم العائلات المستفيدة لمنازلها الجديدة، وسط فرحة كبيرة بين الأهالي، الذين وزعوا الحلويات، ورفعوا لافتات الشكر والتقدير لدولة قطر ومؤسسة "راف".