هل ستنجح النساء في تفكيك مصائد الانتخابات المحلية؟!

هل ستنجح النساء في تفكيك مصائد الانتخابات المحلية؟!
محمود الفطافطة

 الانتخابات تمثل المظهر المادي للديمقراطية، فإذا تم إجراؤها بعيداً عن الشفافية الإدارية والعدالة الطبقية والمجتمعية فإن هذه الانتخابات ستتحول إلى معول لهدم مداميك صروح البناء المأمولة، والإمكانات الكامنة.

  ورغم ما تشهده فلسطين من خصوصية الحالة وفرادة التطورات الناشئة عن الاحتلال وإفرازاته المختلفة، إلا أن المشهد الفلسطيني بمكوناته المتعددة، سيما السياسية منها والاجتماعية أوجدت صوراً ديمقراطية، وإن كانت ناقصة لعوامل عدة، منها الداخلية كالبناء الثقافي والسياسي والاقتصادي والإداري، ومنها الخارجية؛ ممثلة بالتدخلات والضغوطات المالية والأيديولوجية.

 وفي خضم الحديث المتصاعد والساخن عن الانتخابات المحلية القادمة تبحث المرأة الفلسطينية عن حيز في هذا " المعترك "، حيز هو حق لها ومستحق . فالمرأة الفلسطينية، تكاد تكون حالة استثنائية بين نساء الأرض اللواتي صنعن فضاءات من النضال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لمجتمعهن . فكن المناضلات والاقتصاديات والسياسيات رغم بؤس التقاليد وغول الهيمنة الذكورية التي ترى في المرأة وظيفة إنجابية لا تنموية .

والتطرق إلى هذه الانتخابات وعلاقتها بالمرأة الفلسطينية فإنه يتوجب التركيز على جملة محددات، أهمها:

1.  المرأة إنسان مثل الرجل، لها حقوق كما عليها واجبات، والنظرة الدونية لشخصها،بل ولبيولوجيتها يجب التخلص منها وللأبد.

2.  المرأة الفلسطينية لم تكن يوماً أقل قدراً أو تضحية أو مشاركة من الرجل. فعدا عن وظيفتها الإنجابية والمنزلية والمجتمعية قدمت تضحيات في المجالات النضالية والسياسية والاقتصادية، فسدت مسد الزوج أو الأخ الذي استشهد أو اعتقل أو نفي .. الخ.

3.  رغم كل الانجازات التي حققتها المرأة في مختلف المجالات إلا أنها، لعوامل شتى، لم تقتحم مضمار صناعة القرار، فغدت في معظم وقتها تابعة أو مشاركة دون التمكن أن تصبح مقررة.

4.  البنية المجتمعية والثقافة الحزبية وذكورية التشريعات، وقلة الإمكانات، ومحدودية الملكية، وهشاشة العلاقات مع قوى النفوذ، إلى جانب ضعف المبادرة النسوية في المشاركة، والتناقض في الجسم النسوي الذي يفتقر لإستراتيجية واضحة ومحددة الأهداف والتصورات، كل ذلك أضعف القدرة النسوية في الوصول إلى مراتب قيادية عليا أو امتلاك خيوط القرار وصناعته.

5.  تأثير القبيلة والاصطفافات السياسية الطاردة للصالح العام خلقت حيزاً انتخابياً يكاد أن يكون مختنقاً، حيث أن المرأة الفلسطينية لا تعد تقوى على مواجهة هذين النقيضين، ليخفف عنهما منحها " الكوتا"، تلك "الجائزة" المبطنة بتمييز يؤكد استثنائها من القاعدة المجتمعية.

6.  النظام الانتخابي المعمول به فلسطينياً لا يتوافق ولا يتواءم وحجم المرأة الكمي والنوعي. مثل هذا النظام يجب النظر فيه بأسرع وقت ممكن. فعندما تتحول التشريعات إلى هضم للحقوق فإن الكارثة تتضاعف، والنتائج تتعمق.

7.  يجب على الجسم النسوي في فلسطين التكاتف والالتقاء حول إستراتيجية محددة وفاعلة. فتشرذم هذا البيت يضعف أصحابه من المطالبة بالحقوق والمشاركة في الفعل واتخاذ القرار.

الحديث عن المرأة والانتخابات يطول، ولكن منتهى القول: يجب توحيد الصف النسوي، وتحجيم دور القبائل والفصائل والسياسة عندما يتعلق الأمر بحق أصيل للمرأة. غياب المشاركة النسوية في نيل حقوقها ورسم واقعها ومستقبلها لا يؤدي إلا لإضعاف مقومات المجتمع والذهاب به إلى "حالة إعاقة" لكل مكوناته ومساراته. إذا تحقق كل ذلك ستتمكن النساء الفلسطينيات من المشاركة في انتخابات ستنجب لهن حقن المصادر .