الامن القومي: بين دبلوماسية الحاخام وتطرف الشيخ توافق حول مستقبل المقاومة

الامن القومي: بين دبلوماسية الحاخام وتطرف الشيخ توافق حول مستقبل المقاومة
د ياسر عبدالله

     تقاسم  الأدوار بين الحاخام  ليبرمان والشيخ الزهار أصبح حديث الشارع الفلسطيني ، تشابه في التصريحات وتشابه في التاريخ الدموي والتطرف الديني، وتاريخ كل منهما حافل بالأحداث الدموية إلا أن الفرق؛ أن ليبرمان بطل قومي عند شعبه ويدافع عن وجودهم ويسعى لحمايتهم من صواريخ المقاومة ، يحاول أن يوقف المقاومة بدون خسائر في صفوف الإسرائيليين ، اما الزهار فيختلف تماما عن ليبرمان في أنه يحرض ضد أبناء شعبه ويمنع المقاومة ويهدد بقتلهم ويتهمهم " بالفئة الضالة" أي أنه ينصب نفسه ولي الخالق ويصدر أحكام على عباد الرحمن المصلين الصائمين الساجدين ، و يتفق تمام مع "ليبرمان" في ثلاثة :  الاولى؛ حفظ أمن دولة الاحتلال والمستوطنين على الحدود الغربية لقطاع  غزة وساحل فلسطين على البحر الأبيض المتوسط ،والثانية؛ افشال أي جهود لأنهاء الانقسام البأس وأخيرا؛ انكار تاريخ حركة فتح والعمل على انهاء منظمة التحرير الفلسطينية، وهنا يأتي كلام العظماء والحكماء من رجالات الثورة الفلسطينية ، فقد قالها الشهيد صلاح خلاف قبل ثلاثة عقود بعبارته الشهيرة " اخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر" ، بل تجاوزها الزهار في وصفه للمقاومة  وانهم مطلقي الصواريخ مشبوهين .

 وحين نجد تصريح ليبرمان المتهم بالتشدد والتعصب لدولة الاحتلال بقوله " ترميم غزة مقابل نزع السلاح"

عبارة دبلوماسية بعيدة عن التكفير والتضليل مقارنة بتصريح للزهار بقوله " مطلقي الصواريخ على إسرائيل فئة ضالة ويجب محاسبتهم"، وعند الوقوف أمام التصريحين نجد ان الزهار أشد تعصبا من ليبرمان وأشد قصوة على المقاومة وسلاح المقاومة، غير "ليبرمان" يبقى عدو الشعب الفلسطيني وعدو المقاومة ووزير جيش الاحتلال في حين أن الزهار يدعي أنه زعيم المقاومة وأنه صاحب مشروع وطني.

   وأيضا نجد ان ليبرمان أكثر دبلوماسية من الزهار في تصريحاته ضد الفلسطينيين في غزة وحالهم، فنجده يقول “حماس لا تهتم ولا يعنيها سكان غزة، بل كل ما يعنيها هي الانفاق والصواريخ، 70% من الاموال التي تجبيها تذهب الى التسليح" في مقابل حقد وشهوة الانتقام المتجسد في جسد الزهار والذي اتهم "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتي أطلقت الصواريخ باتجاه مستوطنة "سديروت" غرب قطاع غزة بالمجموعات المشبوهة وخارجة عن المقاومة وهي جماعة غير وطنية."

قال تعالى : (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم) ،(ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم )

في هذه الآيات يخبرنا الله عز وجل أن هناك كفارا ومنافقين ومؤمنين بين الاعراب ، ويخبرنا ان كفرهم ونفاقهم اعظم من غيرهم واشد ، فما نسمعه من ليبرمان وهو من اهل الذمة ويهودي متطرف وحاقد على العرب والمسلمين، اقل درجة من حقد الزهار على شعبه وأبناء ملته وهو يدعي انه وحزبه أولياء الله على قطاع غزة ، فمن يتمعن في كلام الله والذي نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى البشرية جمعاء يجد في كلام الله وصفا صادق لهؤلاء المنافقون الذين يتلاعبون بالدين من اجل مصالح ومكاسب دنيوية وسياسية ، الإسلام بريء منهم ومن اتباعهم ، فالإسلام دين المحبة والسلام وهو لا ينكر الاخر حتى من الديانات الأخرى وكيف له ان ينكر أبناء المسلمين فقط لانهم لا ينتمون الى حزب الزهار قال تعالي "  وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) (البقرة) وقول تعالي " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) (العنكبوت)

ومن يتمعن في قول تعالي في الآيات السابقة يجد أن من يدعون أنهم مسلمون وأنهم أولياء الله على الأرض لم يسمعوا بقوله تعالي او سمعوا ولم يطبقوا ، والا لو انهم سمعوها  لكن حال المسلمين في بقاع الأرض اعظم درجات ، وإن من يشوه الإسلام بسلوك يسيء للإسلام فأن عاقبته حساب من رب العالمين فظلمهم للعباد يغضب الله ، وقد قال تعالي فيهم في سورة النساء : ( وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ). صدق الله العظيم .