"البدون الفلسطيني" : غربة في الوطن ! - فيديو

"البدون الفلسطيني" : غربة في الوطن ! - فيديو
غزة- خاص دنيا الوطن-عمر اللوح 
تصوير: محمد الدهشان
يعاني عدد من الفلسطينيين الذين استمروا سنوات خارج الوطن ورجعوا بعد ذلك بوثائق عربية من عدم حصولهم على هوية فلسطينية رسمية رغم كونهم فلسطينيون إلا أنهم كانوا خارج فلسطين منذ الميلاد حتى عشرات السنوات، ومن واجب"دنيا الوطن" في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني فقد استقبلت عددا من الشباب والفتيات ممن حرموا من الحصول على بطاقة هوية رسمية داخل مقرها لتستمع لشكوهم وهمومهم وتنقلها لكم. 

لماذا نحرم؟؟

ليلى عبد الرحمن هي واحدة من مئات المحرومين من الحصول على بطاقة هوية فلسطينية تتمتع من خلالها بكافة حقوقها كمواطنة فلسطينية وتعزو سبب حرمانها الهوية الفلسطينية إلى وجودهم بالخارج لسنوات طويلة وبعد عودتها إلى قطاع غزة لم تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمنحه هوية رسمية مما دفع السلطة الفلسطينية لمنحها بطاقة زرقاء تستعمل للتعريف بصاحبها داخل قطاع غزة فقط. 

تقول عبد الرحمن لــ"دنيا الوطن" أشعر بالأسى والحسرة جراء حرماني من الحصول على حقي كمواطن فلسطينية، فمنذ فترة طويلة وأنا مريضة ولا أستطيع أن أتخطى حدود قطاع غزة لأن العالم لا يتعامل مع بطاقة التعريف، وللأسف فالمرض يشتد عليّ بين الحين والآخر ورغم كافة المناشدات التي قدمتها فلم أحصل على حقي حتى في تلقي العلاج خارج غزة. 

وأشارت عبد الرحمن بنبرات حزينة منذ سنوات لم التق بأقاربي بالخارج ولا يقتصر على هذا الأمر بل أن والدتي التي تحلم منذ سنوات طويلة في أداء فريضة الحج أو حتى العمرة فلا تستطيع، فبأي وجه حق تمنع؟؟ وتساءلت لماذا كل هذه المعاناة ألهذا الحد قضيتنا صعبة ولا يمكن أن تحل أم أننا أصبحنا في طي النسيان وأصبحت قضيتنا ثانوية ولا تحتاج لكل هذه الضجة؟؟؟ 

ولم تُخف عبد الرحمن خلال حديثها لــ مراسل "دنيا الوطن" من أن هناك أسباب كثيرة تعيق حصولنا على هوية رسمية يمكننا من خلالها التمتع بكافة حقوقنا، ومن أهم الأسباب الانقسام الفلسطيني حيث أننا في غزة يصعب علينا التواصل مع الحكومة في الضفة والالتقاء بمسئول هذا الملف هو وزير الشؤون المدنية  حسين الشيخ. 

فلسطينيون غرباء!!!

ويجدر الإشارة هنا إلى أن المئات من الفلسطينيين الذي كان يقيمون خارج الوطن وعادوا بعد سنوات ولم يتمكنوا من الحصول على بطاقة هوية رسمية بل تم منحهم بطاقة زرقاء اللون وهذه البطاقة تمنحهم الحصول على كافة حقوقهم في قطاع غزة فقط ولا يتم التعامل معها خارج حدود قطاع غزة بتاتا مما أدى ذلك إلى حرمانهم من السفر لأشياء مهمة منها تلقي العلاج أو زيارة أقاربهم في الخارج أو إكمال دراستهم. 

أشعر بالغربة بوطني

فيما أن الطبيب حسام شبير وهو الأخر من حاملي البطاقة التعريفية الزرقاء انه محروم من الحصول على هوية رسمية تسمح له بالانتقال خارج قطاع غزة مؤكدا :" أشعر بالحزن والأسى في داخلي عندما أحرم من الحصول على جزء من حقي كمواطن فلسطيني ويضيف ومما زاد من معاناتي أن الكثير من زملائي استطاع الخروج خارج قطاع غزة ليحصلوا على درجات علمية متقدمة في مجال الطب ولا زلت أراوح مكاني. 

يكمل والغضب يملأ نبرات وجهه بأي وجه حق أحرم من حقوقي؟ وأشعر أنني غريب في وطني؟؟ ويتابع لقد قدمنا العديد من المناشدات والمطالبات حتى تحل قضيتنا ولا زالت كما هي وتساءل متى سوف تتحرك الجهات الرسمية لحل هذا الموضوع الشائك؟؟ مشيراً وقلبه يتمزق ألما أصبح ملفنا موجودا عند الجهات المختصة في السلطة الفلسطينية متمنياً د. شبير منهم الإسراع في إنهاء هذا الملف. 

وخاطب د. شبير عبر " دنيا الوطن" الرئيس محمود عباس " أبو مازن"  ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ قائلاً:" أتمنى من سيادتكم وضع ملف غير الحاصلين على هوية على طاولة المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي حتى نتمكن من الحصول على هوية رسمية ونتمتع بحقوقنا مثل أي مواطن فلسطيني. 

معاناة لا توصف

في حين تطرق محمد البحطيطي وهو ايضاً من حاملي بطاقة التعريف الزرقاء حيث قال لــ" دنيا الوطن" :" لقد عانيت الكثير لأجل الحصول على وظيفة وبعد معاناة كبيرة زالت العقبات وحصلت على حقي في التوظيف، وأشار وقلبه ينزف ألما فلو كنت أحمل هوية فلسطينية خضراء لما كانت تلك المعاناة، وأضاف مطالبنا ليست بالمعجزة لأجل حلها بل تتطلب موقفا قويا من القيادة الفلسطينية متمثلة بفخامة الرئيس محمود عباس للضغط على الجانب الإسرائيلي  لمنحنا بطاقة هوية رسمية. 

واستدرك البحطيطي بالقول لــ مراسل " دنيا الوطن" سوف نواصل مساعينا جاهدين من أجل الحصول على حقوقنا الشرعية كأي مواطن فلسطيني من خلال تنفيذ العديد من الفعاليات حيث سلمنا قبل أيام كتابا لمعالي الوزير الدكتور كمال الشرافي يتحدث فيه عن معاناتنا المستمرة لتسليم هذا الكتاب إلى السيد الرئيس "أبو مازن" وسنقيم خلال الأيام القادم مؤتمرا صحفيا نشرح فيه معاناتنا بالإضافة إلى العديد من الأنشطة حتى نحظى بكافة حقوقنا.