انتهاء نظام "فنجان قهوة" : تهجير جديد لـ"فلسطينيي مصر" قضية برسم سفارتنا بالقاهرة

انتهاء نظام "فنجان قهوة" : تهجير جديد لـ"فلسطينيي مصر" قضية برسم سفارتنا بالقاهرة
كتب غازي مرتجى

1-
سيُبث مساء السبت لقاء مع رئيس الوزراء الدكتور الحمدلله يتحدث فيه بصراحة مع مدير قناة الميادين في فلسطين - رئيس الوزراء وهو وزير الداخلية ينتظر التحقيقات التي ستخرُج بها الأجهزة الأمنية وفي حال اعترف "المُشتبه بهم" بعلاقات مع قيادات ذات نفوذ فإنه سيجلبهم إلى السجن وسيُحقق معهم .. عدا ذلك فسيخرج من الحكومة - عناد رئيس الوزراء المعروف سيُفضي إلى هذه النتيجة حتماً "إنهاء ظاهرة الفلتان - مرّة وإلى الأبد" .. في السابق -كان نظام "فنجان القهوة" هو المُسيطر وتم تكريم عدد كبير من المُنفلتين بوظائف مرموقة في السلطة فقد كان صاحب هذه النظرية يأمل أن ينصلح حال المُنفلت فيغدو مواطناً صالحاً لكن ذلك لم يكن ! -وقد اعترف بذلك محافظ نابلس اكرم الرجوب-
صراحة رئيس الوزراء نابعة من إيمانه العميق بأنّه لن يكون الوزير الأول دون "بصمة" - وقد شاهدنا عناده المحمود سابقاً عندما سرّح وزراء أساءوا لعمل الحكومة أو أصرّ على التخفيف عن المواطنين والمجيء لغزة رغم التحذيرات الأمنية حتى الثواني الأخيرة - حتى في عقد الانتخابات التي قرر زمانها ولم يتأثّر بضغوطات من التنظيمين الأكبر .. وغيرها من المواقف الكثير .
لقد تحدث محافظ نابلس "الرجوب" في لقاء عبر فضائية محلية عن جهات مشبوهة ومخططات مرسومة تقف خلف قتل أربعة من منتسبي الأمن في نابلس "اثنين من المخابرات وأخران من الشرطة والأمن الوطني" - الرواية المنقوصة حول عملية قتل الشُرطيين في البلدة القديمة مؤخراً يلزمها المزيد من التدقيق والتحقيق - فلا يُمكن أن تنسى إسرائيل ما فعلته البلدة القديمة بجنودها وما سطّرد "أبو شرخ" بدمائه مُهيناً دولة اسرائيل العسكرية .
أنا على ثقة أنّ محاولات البعض إضعاف أجهزة الأمن من جهة وتشويه صورتها من خلال عمليات انتقاد مُمنهجة ووسائل إعلام مُؤججة تقف خلفه ماكينة تخريبية كُبرى - أهم أهدافها الانتقاص من تواجد الأمن الذي يُعتبر ذراع الدولة الطُولى والنواة الأصيلة له بعد زوال الاحتلال .

2-
زارني مواطن فلسطيني من حملة "الوثيقة" عاش عمره في عريش مصر - هذا المواطن حالة من حالات كثيرة موجودة في قطاع غزة علمتُ عنها مؤخراً .
قصة الرجل تُختصر بمكيدة صنعها له أحد المُتنفذين في العريش - فقد اعتُقل فترة من الزمن وبعدها تم ترحيله بلا أي أوراق أو اثباتات الى قطاع غزة - استقبلته الجهات المختصة في القطاع لكن أزمته تفاقمت فيما بعد .
الرجل الذي جاء إلي حاملاً رسالة الى سفارتنا في القاهرة والى السفارة المصرية في رام الله وكذلك إلى الرئيسين محمود عباس وعبد الفتاح السيسي تمنّى عودته ليرى عائلته في العريش .
"فلسطينيو مصر" انصهروا تماماً في المجتمع المصري وأصبح من الصعب التفرقة بين المصري والفلسطيني الذي يعيش في مصر وهُجّر من أرضه في العام 67 , في الأردن انصهر الفلسطيني في المجتمع الأردني وحصل على جواز سفر أردني أما في مصر فلا تزال "الوثيقة" هي الورقة الرسمية التي يحملها الفلسطيني وتحتاج إلى تجديد سنوي عدا عن رخصة العمل التي تحتاج ايضاً الى تقديم وموافقة سنوية .
لم تترك السفارة الفلسطينية في القاهرة هذه الجالية الكبيرة وكانت على مقربة منهم بحسب ما كنت أشاهد من أخبار - ويتركّز غالب المهاجرين من الفلسطينيين في منطقتي الشرقية والعريش .
مشكلة هذا الشاب الذي غدرته "دمعته" أثناء حديثه رغم كونه من الطبقة الوسطى في العريش وكان لديه "كافتيريا ومنزل وعائلة كبيرة" - يُطالب الجهات المختصة بإعادته إلى عائلته فهو ينام في شوارع غزة , يُطبطب عليه الناس المعروفة بكرمها وأصلها لكنه لن يعيش بارتياح سوى لو عاد إلى حيث كان .
حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ضرورة حتمية على المجتمع الدولي ويجب أن تدفع إسرائيل الثمن والتعويض عن ذلك - لن يكون هناك حل جزئي لقضية اللاجئين بتهجير جزء منهم الى قطاع غزة كما حصل مع لاجئي سوريا وها هو يتكرر مع لاجئي مصر .
قضية اللاجئين لا تحتاج إلى "ترقيع" بل إلى قرار واحد وقد يُحاول البعض الحديث عن صعوبة واستحالة ترك هؤلاء اللاجئين لمنازلهم وحياتهم في البلدان التي هُجّروا إليها - رُبما- لكن لو وفرّت له الجهات المسؤولة ما يُغنيه عن حياتهم في البلدان التي يعيشوا بها الآن سيعود بلا أي تفكير لأنه بالتأكيد يتوق لرائحة تراب وطنه .
قضية الرجل برسم السفارة الفلسطينية في القاهرة وسفارة مصر في رام الله وكل الجهات المسؤولة والمختصة ..