في الانتخابات (3) / تكتيك حماس ووحدة فتح ..

في الانتخابات (3) / تكتيك حماس ووحدة فتح ..
كتب غازي مرتجى

1-
ينتهي الخميس موعد الترشح للانتخابات المحلية وبحسب ما نقله لي مراسلونا في الضفة فإن حركة حماس لم تطلب لقوائم لها براءات ذمة لتمكينهم من الترشح في غالب المحافظات , وشكلّت الحركة قوائم في الخليل وبعض الهيئات المحلية الصُغرى فيما عقدت تحالفات في بلديات أخرى .
يقول القيادي في حماس محمود الزهار ان حركته تنتظر الاعلان الرسمي للقوائم وسترى البرامج وتتابع الاسماء لتعلن فيما بعد عن دعمها لأي قائمة ترتئيها مناسبة في الهيئة المحلية , "تكتيك" حماس خطير وذكي للغاية فهي ستشارك في البلديات التي تضمن فيها الحصول على الأغلبية وستعلن دعمها لقوائم قوية عشائرية كانت او مستقلة في البلديات الأخرى فالفوز لها والخسارة لهم .
حركة فتح في المقابل تعاملت بذات الكلاسيكية لتشكيل القوائم وفي قطاع غزة كان الحراك قوي جداً وغاية في التناغم بين المستويات القيادية من جهة والقاعدة التي أجبرت القيادة على الاندماج بها من جهة أخرى ,   اعلان دحلان دعمه لقوائم فتح وعدم إقصار قيادة فتح في غزة اختيار المرشحين على فئة او لجنة محددة مثلّت نجاحاً حقيقياً للحركة قبل أن تُجرى الانتخابات - لكن المنافسة في قطاع غزة لن تكون سهلة حيث القاعدة المعروفة لحماس ستنافس حركة فتح وبرنامجها , ومن البديهي القول أنّ أي تنظيم لن يستطيع الحصول على أكثرمن نصف المقاعد وحده في البلديات الكُبرى وستتشارك في الإدارة كل الفصائل والمرشحين - هذا يعني أنّ ما بعد إجراء الانتخابات ستكون مرحلة هامة إما تُجبر البلديات المختلطة المستويات السياسية العُليا على الانصهار ضمن برامج خدمة المواطن أو ستكون محراكاً رئيسياً في تأجيج الانقسام لو استمرت العقلية الحزبية الانقسامية تتحكّم بالفائزين .

2-
المُطالبات بتأجيل الانتخابات زادت حدتها في الآونة الأخيرة , وبيان نقابة المحامين الذي يتحدث عن القدس وقطاع غزة والوضع القانوني في الأخيرة جاء في وقت تزداد فيه حدة الأوضاع المُتأزمة في نابلس .
إن تأجيل الانتخابات في اللحظة الأخيرة لن يصب في صالح التنظيمات الفلسطينية فقد تمكنّت الحكومة ولأول مرة منذ الانقسام من إجبار طرفي الانقسام على المواجهة في صناديق الاقتراع وهو كـ"اليوم المشهود" الذي طالما تغنّت به الفصائل المُنقسمة وطالبت وتُطالب به مراراً .
الحُكومة مُطالبة بالاستمرار في التحضير للانتخابات وإجرائها رغم المخاطر التي تواجهها في أكثر من مكان - إلاّ أن هذا الانجاز الذي ينتظره العالم بالتزامن مع التعطش المحلي له سيُعطي دلالات واسعة أن لفلسطين قلب ديمقراطي وشعب يستحق دولة ويتوجّب انسحاب الاحتلال من أراضيه .. دون ذلك فلن يكون هناك أي تفسير لتأجيل الانتخابات إلاّ أحقية القول الاسرائيلي بأن الفلسطينيين لا زالوا دون مستوى إقامة الدولة وإدارتها .. وستنسف بلا أدنى شك  الشعارات الفصائلية التي أشبعونا فيها لطماً وطلباً .

3-
في حسبة "عرب" فإنّ 4 من ضباط وجنود اجهزة الامن قتلوا برصاص المنفلتين في نابلس خلال شهرين في المقابل قُتل ثلاثة من المُتهمين بوقوفهم خلف عمليات القتل - لا زلنا نؤكد انّ عملية قتل أبو العز حلاوة بطريقة غير انسانية لا تُعبّر عن المستوى القانوني الذي يجب أن تتمتع به أجهزة الأمن , إلاّ أنّ الأصوات التي ارتفعت بعد قتل جنديين في البلدة القديمة بنابلس والتمثيل بجثثهم لم تكن كتلك التي ارتفعت بعد وفاة المشتبه به ضرباً .. قليل ٌ من العدالة فكل ما سُفك من دماء هي "أرواح" غالية وما يحصل في البلدة القديمة في نابلس لا يُعبّر عن أصالة أهل البلدة وانتمائهم الوطني الكبير .