سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا برلمانيا من ايرلندا : " الحرية لا تقدم على طبق من ذهب بل تنتزع انتزاعا "

سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا برلمانيا من ايرلندا : " الحرية لا تقدم على طبق من ذهب بل تنتزع انتزاعا "
رام الله - دنيا الوطن
 استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا برلمانيا ايرلنديا وصل الى الاراضي الفلسطينية من مدينة دبلن وذلك بهدف التضامن مع الشعب الفلسطيني وخاصة مع الاسرى المضربين عن الطعام وقد كانت للوفد جولة في البلدة القديمة من القدس حيث زاروا كنيسة القيامة والمسجد الاقصى المبارك وغيرها من المعالم الدينية والتاريخية والتراثية المقدسية .




وقد رحب سيادة المطران بالوفد البرلماني التضامني الآتي الينا من ايرلندا التي فيها شرائح كبيرة وواسعة من ابناء هذه البلد المتضامنين مع شعبنا وهنالك مؤسسات كنسية وحقوقية وغيرها التي تدافع دوما عن حقوق الشعب الفلسطيني وترفض الاحتلال وسياساته وممارساته وتطالب بتحقيق العدالة في فلسطين .




سيادة المطران شكر الوفد البرلماني على زيارته وعلى اهتمامه بالوقوف الى جانب شعبنا والتعبير الصادق عن التضامن مع هذا الشعب الذي يتعرض لسياسات ظالمة تمس كافة مفاصل حياته .




قال سيادته بأن شعبنا الفلسطيني هو شعب يعشق الحرية ويناضل من اجل تحقيق امنياته وثوابته وتطلعاته الوطنية بعيدا عن الاحتلال وممارساته وبعيدا عن كل السياسات العنصرية .

ولذلك فإننا نطالبكم ونتمنى منكم ومن كافة اصدقاءنا في ايرلندا بأن تواصلوا نشاطاتكم التي تهدف الى ابراز وتأكيد عدالة القضية الفلسطينية في هذا العالم .

ان شعبنا يحتاج الى كل اولئك الذين يتحلون بالقيم الانسانية والاخلاقية ويدافعون عن حقوق الانسان ويرفضون العنصرية بكافة اشكالها والوانها ، ان شعبنا يتمنى ويتوق الى ان تتسع رقعة اصدقائه في كافة ارجاء العالم فنحن نريد ونطمح ان تتفهم شعوب عالمنا معاناتنا وآلامنا وجراحنا ويؤازروننا وان يكونوا معنا في مسيرتنا النضالية نحو الحرية التي يستحقها شعبنا وفي سبيلها يرتقي الشهداء وفي سبيلها يتم اعتقال شبابنا وفي سبيلها يقدم شعبنا التضحيات الجسام .




نحن نعلم ان الحرية لا تعطى بل تنتزع انتزاعا ، نحن نعلم أن الحرية لا تقدم على طبق من ذهب بل الوصول اليها يحتاج الى كثير من الالام والاحزان والتضحيات وهذا ما يقدمه شعبنا .

لن نتنازل عن حقنا في ان نعيش احرارا في وطننا ولن نستسلم للاحتلال وسياساته وعنصريته وممارساته .




لن نستسلم لسياسة الامر الواقع التي يفرضها الاحتلال على شعبنا والذي يريد ان نقبل بوجوده وكأنه شيء طبيعي .




الاحتلال يريدنا ان نستسلم لسياساته وان نكون ضعفاء مكتوفي الايدي امام ما يمارس بحق شعبنا ومقدساتنا وانساننا وهذا لن يحدث على الاطلاق .

ان قضية الشعب الفلسطيني ليست قضية كومة حجارة او قطعة ارض هنا او هناك ، انها اولا وقبل كل شيء قضية الانسان الذي يريد ان يحيا حرا في وطنه فقضيتنا هي قضية شعب يرزح تحت الاحتلال ومن حقه ان يعيش حرا في وطنه وان يزول هذا الاحتلال الجاثم على صدره ففلسطين هي للفلسطينيين وهي قضية شعب حي يعشق الحرية والكرامة وينتمي لكل حبة تراب من ثرى هذه الارض المقدسة .




ان مشكلتنا الحقيقية ليست مع الاحتلال فحسب الذي نعرف ماذا يريد ونعرف ما هي سياساته وما هي مخططاته ولكن مشكلتنا ايضا تكمن في هذا الانحياز الغربي لإسرائيل وكأنه يحق لاسرائيل ان تقوم بما تريده ويحق لها ما لا يحق لغيرها .

ان انحياز بعض الدول الغربية للاحتلال ودعمها له بكل الوسائل وتبريرها لسياساته انما هو اشتراك في الجريمة .




ولذلك نحن نراهن على الشعوب الصديقة لنا في هذا العالم ونتمنى ان تتسع رقعة اصدقاءنا لكي نصل الى مرحلة تكون فيها هذه الشعوب قادرة على ان تؤثر في السياسات العامة فتكون هذه الدول اكثر انصافا وعدلا ونصرة لشعبنا في قضيته العادلة .

اود ان اؤكد لكم بأننا لسنا على عجلة من امرنا لكي نقبل بحلول غير منصفة ولسنا على عجلة من امرنا لكي نقبل بحلول تفرض علينا من الخارج هي في الواقع ليست حلولا بل استسلاما لسياسات الاحتلال وممارساته .




ما سمي خلال السنوات الاخيرة بالمفاوضات السلمية انما قد فشلت فشلا ذريعا ووصلت الى طريق مسدود فسنوات طويلة من المفاوضات واللقاءات والاجتماعات لم تصل الى اي نتيجة ايجابية ، لا بل بالعكس فقد ازدادت معاناة شعبنا وبنيت الجدران العنصرية التي تحيط بنا من كل حدب وصوب ، وهنالك امعان في سياسات الاستيلاء على القدس ، لقد فشلت المفاوضات فشلا ذريعا لأن اولئك الذين اعتبروا انفسهم وسطاء كانوا منحازين لطرف ضد الاخر ولم يكونوا حياديين على الاطلاق .




نحن نؤمن بالسلام ونتمنى ان يتحقق السلام المنشود ولكن هذا لن يكون الا بتحقيق العدالة ، فلا تطلبوا منا سلاما يبقي الاحتلال ولا تطلبوا منا سلاما يبقي القدس محاصرة ولا تطلبوا سلاما يبقي اسرانا ومعتقلينا في السجون ولا تطلبوا منا سلاما مع بقاء العنصرية والاسوار التي تفصل الانسان عن اخيه الانسان .




نحن مع السلام الحقيقي وليس مع السلام المزيف ، نحن مع السلام الحقيقي وليس مع السلام الذي اصبح اليوم كذبة كبرى .




ان شعبنا لن يقبل الا بتحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية ومهما طال الزمان فشعبنا مستمر في نضاله من اجل تحقيق امنياته وتطلعاته .

في وقت من الاوقات كان السياسيون الاسرائيليون يقولون عن شعبنا الفلسطيني بأن الكبار يموتون والصغار ينسون ، واليوم يمكنكم من خلال زيارتكم ولقاءاتكم الميدانية ان تكتشفوا ان هؤلاء الصغار الذين اصبحوا كبارا هم ليسوا اقل حماسة وانتماء لوطنهم عن ابائهم واجدادهم.

ان شبابنا الفلسطيني هذا الجيل الطالع هو الذي سيحمل الامانة وسيواصل المسيرة وشبابنا يتحلى بقدر كبير من المسؤولية والوطنية والرصانة والثقافة التي تؤهله لكي يكون في الخطوط الامامية دفاعا عن قضيتنا وعن قدسنا ومقدساتنا .




شبابنا هم امل المستقبل الذين يجب ان نقف الى جانبهم وهم سيواصلون مسيرة ما ابتدأه الاباء والاجداد ، ففلسطين هي قضية شعب مظلوم يجب ان يرفع عنه الظلم التاريخي الذي حل به .

تحدث سيادته عن الحضور المسيحي في فلسطين فقال : المسيحيون في هذه الارض المقدسة هم ابنائها وتاريخهم عميق في تربتها وهم ينتمون لهذه الارض ويدافعون عن هويتها الروحية والوطنية وهم ليسوا اقلية في وطنهم بل هم جزء اساسي من مكونات هذا الشعب ونسيجه الوطني .




المسيحيون في بلادنا هم دعاة محبة واخوة وسلام ولكنهم ايضا مدافعون حقيقيون عن عدالة قضية شعبهم هذه القضية التي توحدنا مسيحيين ومسلمين .

نحن شعب يتميز بوحدة ابناءه وبقيم الوحدة الوطنية والتآخي الديني والعيش المشترك،