أنقذوا جامعة الأقصى

أنقذوا جامعة الأقصى
كتب غازي مرتجى

لقد حولّت سُخرية "الانقسام - لا القدر" أقلامنا من الكتابة عن مأساة المسجد الأقصى وعمليات التهويد الإسرائيلية المستمرة الى الكتابة عن جامعة سُميّت باسمه .

لقد تداعت عمليات الاستغباء والتدمير المُمنهج جميعها بوجه أي حلول وسطية - منطقية أو توافقية وبات مصير الطلبة مربوطاً بقرارات شخصية وكأنّ الهدف الرئيسي (الخفي) تدمير ما تبقّى من المؤسسات الوطنية المحترمة.

لو أسقطنا مأساة جامعة الأقصى على مأساة المسجد الأقصى لوجدنا الأدوات ذاتها والعنتريات بعينها وحالة استغباء الناس هي المُسيطرة , فقد حولّ الانقسام الفلسطيني المسجد الأقصى إلى "يتيم" لا يعطف عليه إلا طامح ولا يجتمع فيه جمعٌ إلا لأهداف خبيثة !.

لقد اختلفت كثيراً مع وزير التربية والتعليم الدكتور صبري صيدم , لكنّ الرجل غزّي المنشأ ارتأى أن يكون من يطرق باب الخزّان في توجيه النظام التعليمي نحو المأسسة - التطور واللحاق بركب الدول الأولى التي تعتبر التعليم الاستثمار الأول لها .

العنترية والتعنّت في الاتفاق على حل للأزمة المُتفاقمة لن يؤدي إلا إلى انهيار -جامعة الفقراء- لتتحوّل إلى بيت أشباح جديد لن تكسب منه أي من أطراف الأزمة .

تكليف وزير التربية للسيد كمال الشرافي رئيساً للجامعة جاء كـ"طلقة أخيرة" في مخزن الحلول المنطقية والتوافقية - وقد أثبت شخص "الشرافي" مرات عدّة أنه توافُقي لا يُحكّم إلا ضميره الوطني قبل أي شيء - (تكليفه) يجب أن ترد عليه "غزة" بإيجابية لا بمنعه من المرور عبر حاجز بيت حانون !

لقد تعمدّت في كل مقالاتي أن أصف "إيرز" بـ"الحاجز" لا المعبر , وكما سابقاً هو حاجز بيت حانون الاحتلالي فوجوده غير الشرعي من قبل الاحتلال يجب أن لا نُقابله بإجراءات غير شرعية من الجهة التي يقع عليها الاحتلال !

عُودوا إلى رُشدكم واقبلوا بـ"الحلول الوسط" حتى لو كانت لا تُرضي - فالحفاظ على جامعة بحجم جامعة الأقصى هدف سامٍ يستحق التنازل عن أي شيء .