11 عام على انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة

11 عام على انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة
كتب هشام ساق الله 
تاخرت متعمدا نشر المقال حتى اعرف هل سيتذكره السياسيين من الفصائل الفلسطينيه هل سيتذكره الكتاب ووسائل الاعلام يوم انسحب الكيان الصهيوني من قطاع غزه على الارض ولم يبقى جنديا واحدا يومها تغنت المقاومه بانجازها والسلطه الفلسطينيه افتخرت بتحقيق هذا الانجاز سيظل هذا اليوم التاريخي يوم مفصلي يفسره الجميع كل حسب اهواه وخاطره هل كان مؤامره صهيونيه او كان يوم من ايام الانجازات الفلسطينيه وسيكتب عنه الباحثين والدارسين .

استيقظ سكان قطاع غزه على صباح جميل غاب ارضها كل الجنود الصهاينة وانسحبوا الى داخل الخط الحدودي مع فلسطين التاريخية خرج اخر جندي تاركا المستوطنات التي بنوها طوال سنين الاحتلال وأصبح اسمها المحررات وغاب حاجز ابوهولي والنقاط العسكرية الاسرائيليه .

بهذا اليوم الجميل انطلقت مسيرات تأييد قامت بها حركة فتح في كل أنحاء القطاع للتعبير عن الفرح بغياب الجنود الإسرائيليين من شوارع وأزقة والمستوطنات التي اقامتها على اراضينا وحرمت أصحابها من الاستفادة والانتفاع وحتى مشاهدتها وبداء سكان خانيونس ورفح ودير البلح بالتمتع بشاطىء البحر بعد ان حرموا من السباحه فيه لسنوات وقد استشهد عدد كبير خلال الايام الاولى غرقى وهم يسبحون ببحرهم .

اندفع المواطنين بكل أعمارهم لرؤية تلك المحررات الاسم الجديد الذي ظهر عشية انسحاب اخر جندي صهيوني من ارض غزه وزارها أهالي الشهداء الذين استشهد أبنائهم وهم يحاولون اقتحام تلك المستوطنات ومضوا على طريق اثأر أبنائهم الشهداء ليروا صعوبة عملية اقتحام تلك المحررات وصور الصحفيين الفلسطينيين صور تلك المشاهد الاولى للتحرر وكتب الكتاب عن هذه اللحظات الجميلة .

كم كان هذا اليوم جميل وسيظل كل ابناء شعبنا يذكرونه وكل واحد منهم زار محرره او مكان كان يحلم ان يراه من الداخل الا وله قصه وحكاية وروايه وكم شعر أبناء شعبنا بالفرحة في هذا اليوم حتى المعارضين للسلطة فرحوا بهذا ليوم واحتفلوا وكل واحد منهم له تفسيره الخاص باحتفاله .

ترك الجيش الصهيوني ارض القطاع ولكنه لم يترك سمائه ولا حصار بحرها ولا حدودها وظل يتحكم بالمعابر جميعها وخاصة معبر رفح حيث تم الاتفاق على ان يكون إشراف دولي وفلسطيني ومصري وكذلك اشراف اسرائيلي من بعد بواسطة كاميرات تم وضعها داخل معبر رفح حيث يتم إدخال وسفر كل من توافق عليه إسرائيل .

وحتى لا يقال اننا لم نعطي الناس حقهم فقد كان بطل ملف الانسحاب عضو اللجنة المركزية المفصول النائب محمد دحلان الذي خاض مجموعه كبيره من الفعاليات كونه مسئول هذا الملف المكلف من الرئيس الشهيد ياسر عرفات .

12أيلول/سبتمبر 2005

أشرقت في مثل هذا اليوم شمس الحرية للمرة الأولى على قطاع غزة بعد احتلال دام أكثر من 38 عاماً بخروج آخر جندي إسرائيلي من القطاع صباحاً.

فمنذ الساعات الأولى لفجر هذا اليوم بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي سحب قواتها العسكرية بعد أن كانت أخلت على مدار أيام ماضية مستعمراتها البالغ عددها 26 مستعمرة من القطاع، ولم يأت الصباح حتى كانت جميع قوات الجيش الإسرائيلي قد خرجت من قطاع غزة.

وعمت أجواء الفرحة أوساط المواطنين الفلسطينيين ، الذين حولوا المناطق المخلاة إلى مزارات يصعب على الزائر أن يجد مكان قدم له فيها، حيث خرج الصغير قبل الكبير إليها، لاستكشاف المناطق والبؤر التي شكلت طيلة الفترة الماضية مصدراً للقتل والدمار والخراب، وقد بدت شوارع القطاع مزينة بالأعلام والرايات الفلسطينية فرحة بهذا النصر.

واجتاحت شوارع مدينة غزة مسيرات تلقائية ضمت الآلاف من أبناء شعبنا الذين أتوا من جميع المناطق، مستقلين سياراتهم الخاصة وسيارات الأجرة والحافلات، رافعين الأعلام الفلسطينية، مرددين الأهازيج المعبرة عن هذا الانتصار الكبير.

ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا اليوم بـ” يوم تاريخي”، فبعد ثمانية وثلاثين عاماً، يتخلص شعبنا من الاستعمار والاحتلال العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة.

وقال السيد الرئيس في كلمة له أثناء جولة تفقدية قام بها في مستعمرة “دوغيت” سابقاً، المقامة على أراضي المواطنين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، لقد خرج اليوم آخر جندي من قطاع غزة، ولكن بقيت قضايا معلقة، لابد أن نتابعها مثل قضية المعابر والمطار.

وأكد أن هذه القضايا سوف نتابعها اعتباراً من هذه اللحظة، لأنه يهمنا ألا يتحول قطاع غزة إلى سجن كبير، ولابد من أن يتواصل القطاع مع العالم الخارجي، وأيضاً مع بقية أجزاء الوطن، في الضفة الغربية.

وأضاف أن الخطوة الثانية التي علينا أن نعملها، هي أن نلتفت إلى الضفة الغربية من أجل إنهاء الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية.

ولفت الرئيس عباس، إلى أنه آن الأوان لشعبنا أن يفرح ويسعد بعد قرن من المآسي والآلام والأحزان، قائلاً: نحن سنفرح ولكن يجب علينا أن نتجه مباشرة نحو العمل، فقطاع غزة يحتاج إلى بناء وإلى تعمير ويحتاج إلى إنهاء البطالة ويحتاج إلى أشياء كثيرة لابد أن نقدمها لأبناء شعبنا.

وشدد السيد الرئيس، على أنه لابد أن يشعر شعبنا فعلاً أن ثمرة جهده ليست فقط في إنهاء الاحتلال إنما في الحياة الهادئة والكريمة، موضحاً أن فرحة شعبنا لن تكتمل إلا بعودة إخواننا الأسرى، إلى أسرهم وأهلهم.

ونوه إلى أن هناك قضايا هامة وكبيرة تنتظر البحث مع الطرف الإسرائيلي في المستقبل القريب، وهي تتعلق بالقدس والاستيطان والجدار واللاجئين وغيرها من القضايا المهمة.

التعليقات