توقعنا العودة لـ"البلاد" بعد استقبالنا لجيوش العرب بالزغاريد: "العُمدة" يستذكر لحظات قصف مصر لأول مستوطنة اسرائيلية بغزة

توقعنا العودة لـ"البلاد" بعد استقبالنا لجيوش العرب بالزغاريد: "العُمدة" يستذكر لحظات قصف مصر لأول مستوطنة اسرائيلية بغزة
خاص دنيا الوطن

لا زالت الذكريات الجميلة لدخول القوات المصرية لفلسطين حاضرة في ذهن المسن محمد البحيصي ابو خليل " 94 عاما" بعد سنوات طويلة على انتهاء الاحداث والذكريات الطويلة التي مرت على فلسطين منذ النكبة حتى وقتنا الحالي، ولكن تبقى الذكريات وتبقى الحكايات على لسان من عاصروها.

وعايش ابو خليل الملقب بـ "العمدة" لحظات الفرحة العارمة والزغاريت من سكان قطاع غزة، لحظة دخول الدبابات والمدافع والطائرات المصرية لقطاع غزة من معبر رفح متجة الى الاراضي المحتلة، وتوقعوا عودتهم لبلداتهم المهجرين منها خلال ساعات بعد دخول الجيش العربي لقتال جيش الاحتلال الاسرائيلي ومن يساندهم.

ويقول ابو خليل لدنيا الوطن:" توقعنا النصر بسرعة خيالية، بعدما شاهدنا الجيش المصرى بعتاد وجيش ومدافع وطائرات بعدد كبير جدا تسير على شارع صلاح الدين بغزة، وتوجهت في نفس اليوم لبلدة تسمي روبين وهي تبعد عن يافا 5 كيلو مترات فقط،  وتوقعنا النصر نتيجة ضعف قوة الاحتلال في ذلك الوقت".

وافاد ابو خليل ان الجيش الاردني دخل الضفة الغربية بالتزامن مع دخول الجيش المصري من قطاع غزة، واستقر الجيش الاردني بدباباته غرب مدينة نابلس، واستبشر حينها الشعب الفلسطيني خيراً بالتحرك العربي القوي لطرد اليهود، بعد شعورهم بالامان لوصول الدبابات العربية لاماكن صعبة، حيث كان يتواجد اليهود على الحدود الشرقية لقطاع غزة فقط.

وتوقع ابو خليل عودته لبلدته الاصلية السوافير بعد ساعات من دخول الدبابات والجيوش العربية لفلسطين، كما توقع وصوله لبلدته مشياً على الاقدام خلال 3 ساعات من قطاع غزة، بعد اعلان الانتصار.

ولكن كانت النكسة قريبة جداً لمشاعر الفرحة السريعة التي عاشها سكان فلسطين وقطاع غزة خاصة، حيث تفاجئوا بهدير الدبابات  في ظلمة الليل الحالك في نفس اليوم الذي توجهت فيه الدبابات، عائدة بذلك لمصر بالتزامن مع انسحاب الاردن ايضاً من الضفة.

وتوجه ابو خليل في احد الايام ضمن نطاق عمله في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين لمدينة نابلس لمشاهدة المكان الذي استقرت فيه الدبابات الاردنية، ووجدها تبة عالية جداً، شاهد منها البحر، واطلعوه سكان المنطقة على تفاصيل الليلة السريعة التي دخل فيها الجيش الاردني للمنطقة وانسحابه دون مهاجمة اي موقع اسرائيلي.

وافاد بان الجيوش العربية التي شاركت في صد اليهود لحظة الاستعمار، كان من ضمنها جيش عراقي ويمني ومصري وسعودي، دافعت عن الفلسطينيين بجيوش بأعداد كبيرة، وكانوا يمدون الفدائيين بالذخيرة ووضعهم في الخنادق لمقاومة الاحتلال، وانسحبت الجيوش بعد سيطرة الاحتلال على غالبية الاراضي الفلسطينية.

وفي موقف لم يزل حاضراً في ذاكرة ابو خليل، عن قصف مصر لاول مستوطنة في قطاع غزة، قال:" أسس اليهود مستوطنة كفارداروم كاول مستوطنة في قطاع غزة لهم في دير البلح، وكانوا يطلقون النار على السيارات والمواطنين، وفي احد الايام زار الملك فاروق قطاع غزة، واطلق جيش الاحتلال من داخل المستوطنة النار عليه، وعندها سأل عن مصدر النار، ابلغه مرافقيه ان هذا من مستوطنة اسرائيلية مروا بها، فأمر جنوده بمسح المستوطنة قبل عودته من نفس الطريق، وبالفعل صدرت الاوامر بقصف المستوطنة، ولكن وصلت معلومات للاسرائيليين عن هذه الاوامر وانسحبوا من المستوطنة باتجاه الحدود الشرقية، وبالفعل تم قصف المستوطنة بعد ساعات بالطائرات المصرية، وتصاعدت السنة اللهب والنيران ومنها، ولكن عاد اليهود لها بعد مغادرة الملك فاروق لقطاع غزة". 

التعليقات