10 ميزات لاتفاقية تنظيم قطاعات "الاتصالات - البريد - والكهرباء" - ما بعد تصريحات خالد مشعل

10 ميزات لاتفاقية تنظيم قطاعات "الاتصالات - البريد - والكهرباء" - ما بعد تصريحات خالد مشعل
كتب غازي مرتجى

*
اتفاقية تمكين الحكومة الفلسطينية من قطاعات الكهرباء الاتصالات والبريد والتي وقعها حسين الشيخ ممثلا عن الحكومة الفلسطينية هامة وتفاصيلها أهم .
لقد انتزعت دولة فلسطين إحدى أهم العناصر السيادية التي كان يتحكّم بها الاحتلال وهي "الكهرباء" ورويداً فإنّ تنظيم قطاع الاتصالات والترددات الخاصة بفلسطين ستُنتزع دون أدنى شك .
أن تقوم الحكومة الفلسطينية باسترداد مديونيات لها عند الاحتلال الاسرائيلي وتتمكن من سداد المُتأخرات عليها من الكهرباء ووقف الاقتطاع الاسرائيلي الشهري من المقاصة سيُعطي مزيداً من الحرية المالية للفلسطينيين وكذلك سيُمكّن الحكومة من تسين الدخل الشهري لوقف عمليات الاستدانة وهو ما سيؤدي بالتأكيد إلى خفض الدين العام الذي تمكنت حكومة الوفاق من خفضه بقيمة مليار دولار بحسب تصريحات لرئيس الوزراء .
التمكن من اعتبار فلسطين مُستورد للطاقة وعدم تعامل الشركات الاسرائيلية مع "الفُرادى" سيمنح السلطة مزيد من العوامل لوأد المخطط الليبرماني الداعي للتعامل المباشر مع المواطنين الفلسطينيين وهذا الاتفاق يعتبر ضربة لخطة ليبرمان المُعلنة.
الاتفاق على تبادل البريد والاستقلالية الفلسطينية فيه سيفتح مجالات كثيرة كانت "غائبة" أو "مُكلفة" وسيُعطي جيل الخريجين فرصة كبيرة لاستثمار الطفرة الالكترونية ليتمكنوا من تفعيل التراسل البريدي والتجارة الالكترونية .
من المتوقع أن يُعطي هذا الاتفاق حرية أكبر للسلطة لتتمكن من تزويد قطاع غزة بخط جديد للكهرباء أو ما بات يُعرف اعلاميا بخط "161" وبالإمكان أيضاً اعادة التفكير بأمر محطة التوليد .
يُمكن اختصار الفوائد التي ستُوفرها الاتفاقية التي تم توقيعها بذكرى توقيع اتفاق أوسلو بالنقاط التالية :

1- فتح سوق التنافس بعد الموافقة على إدخال الوطنية موبايل إلى قطاع غزة ما سيُعطي ميزات أفضل للمستهلك وسيرفد موازنة السلطة أيضاً .
2-الجيل الثالث في الهواتف الذكية سيفتح مجالاً جديداً للخريجين وسيعطي حيزاً من الابداع للشركات الشابة .
3-اعتبار السلطة مستورد للكهرباء يعني وأد جزء كبير من خطة ليبرمان القاضية باضعاف السلطة والتعامل المباشر مع الهيئات المحلية او المواطنين .
4-سيفتح مجال استيراد الطاقة من قبل الحكومة المجال للشركات المحلية للتنافس ما سيؤدي الى استفادة المواطنين من تنوّع الشركات التي ستعمل على شراء الخدمة وتوزيعها .
5-اتفاقية البريد ستفتح مجالا كبيرا في التجارة الالكترونية وسيُعطي مزيداً من البدائل للخريجين للاستفادة من الانفتاح التكنولوجي العالمي وسيوفر موازنات كبيرة كانت تُصرف سابقاً .
6-اعتراف اسرائيل بمديونيات سابقة لصالح السلطة سيُسجل كسابقة ما يعني إمكانية التفاوض لاحقاً على مستحقات قانونية لصالح السلطة وكذلك المؤسسات والمواطنين ومن ضمنها مستحقات العُمال .
7-سيُعطي الاتفاق السلطة الحرية في استخدام أموال المقاصة الشهرية ما يعني التوقف عن الاستدانة الداخلية وخفض الدين الخارجي .
8-سيُعطي الاتفاق أريحية أكثر للمانحين كونه سيتعامل مع جهة واحدة وسيظهر ذلك في مؤتمر المانحين في نيويورك الأسبوع المقبل .
9-تعزيز أسس دولة فلسطين التي باتت جاهزة للإعلان فور انسحاب الاحتلال من حدود الـ67 .
10-تقليل سعر الكهرباء وبإمكان الحكومة توحيد الأسعار في كل الوطن بدلاً من التذبذب الحالي الناجم عن تعدد المستوردين واحتكار مناطق بعينها .

**
لو أطلقت أجهزة الأمن النار وأصابت خطأً طفلاً أو رجلاً أثناء مطاردتها لخارجين عن القانون "أيا كان جُرمهم" فستخرج مؤسسات حقوق الإنسان وكذا المُتنطعين وأصحاب الأجندات وغيرهم لإدانة العملية "الخطأ" سيُقيموا "الندوات" ويحصلوا على "التمويلات" ليُنادوا بـ"إصلاحات" يُزينوها بـ"شعارات" وباطنها بالأصل استهداف للدولة وأجهزة الأمن .
أما وقد حصل فعلاً أن أُصيبت طفلة صغيرة تبلغ من العمر 4 سنوات برصاصة طائشة في نابلس بعد إطلاق نار في الهواء من قبل "خارجين عن القانون" في مدينة نابلس .. الطفلة أُصيبت بجراح متوسطة كما نقلت الزميلة "مدار نيوز" والتي وصفت إطلاق النار في الهواء برصاص الاسترجال وفندّت هروب محميات السلاح عند دخول أول جندي اسرائيلي للمناطق الفلسطينية - أطلقت عليهم أيضاً وصف الثوار اللذين يُطلقون النار على القمر -الشمس والهواء ..
هذه صورة من صُور التناقض الذي مُورس مؤخراً عندما قُتل أربعة من أفراد قوى الأمن ولم تخرج سوى بيانات خجولة من الجهات التي ذكرناها سابقاً بينما عندما قُتل مُتهمين بإطلاق نار قامت الدنيا وبعد أن هدأت الاوضاع خرج من بين ثنايا "المُتنطعين" من يُفتش عن إشعال الفتنة من جديد .. ليتنا نسمع بيانات من تلك الجهات لإدانة عمليات الزعرنة وإطلاق النار في الهواء الذي سيتحوّل يوماً إلى صدور الشعب فمن يُطلق النار على القمر يعتبر نفسه قدّم وضحّى ويعتمد على "تخويف" أجهزة الأمن والسلطة بحملة انتقادات وتشهير في حال مسّت به وسيُصبح عند اعتقاله لوقف رصاصه الأعمى هو الشخص الذي سيُحرر فلسطين برصاصه الطائش!
جلد الذات والنقد البنّاء جيد ومطلوب , وفي المقابل فإن الاستعماء عن الاطراف التي قد تحمل "أجندة" في يوم ما أو تساعد في تنفيذها دون أن تدري يُعتبر نوع من أنواع الخيانة لفلسطين فللرصاص عنوان واحد .. دون ذلك فمن الواجب اقتلاعه ووقفه فوراً ودون تأجيل .

***
عندما يقول قيادي بحجم خالد مشعل أن أياد ناعمة تقوم تخريب طبخة المصالحة الفلسطينية ويُطالب بترك الفلسطينيين وحدهم لتقرير مصيرهم وهم قادرين على ذلك برأيه - فقوله هذا يكشف مدى إدراكه لخطر مُحدق لا يستهدف حماس أو فتح بل يستهدف القضية برمتها .
سبق تصريح مشعل الأخير تصريح آخر عندما حذّر من "طبخة" تستهدف القضية الفلسطينية في الضفة وغزة داعياً للوحدة , وفي تصريحه الأخير للوطن القطرية يضع مسؤول حماس الأول الخطوط العريضة للمصالحة الداخلية - باعتقادي أن على فتح التقاط تصريحات مشعل وحث اللجنة الرباعية العربية لتوجيه ضغطها وقوتها نحو إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني .
بصراحة أكثر فإنّ الحركتين المحاصرتين بطرق ووسائل مختلفة لا سبيل لهم سوى التصالح - وعند حساب الايجابيات والسلبيات - المكاسب والمخاسر فإن المصالحة هي الطريق الأقصر لوأد كل ما يحاك للقضية والحركتين في الغرف المغلقة .
ولأن التجربة أثبتت عدم الفائدة في الحوارات الثنائية وكذا البدء بالقضايا الشائكة فإن تجديد الشرعية الأكبر "م.ت.ف" من خلال عقد المجلس الوطني وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة بالتوافق مع حركتي حماس والجهاد سيكون الحل الأمثل لدء مرحلة التوافق الكامل على الرؤية والبرنامج لإدارة الصراع مع اسرائيل .