شهدزيد الكيلاني: فارسة طوباس"قاضية"!

رام الله - دنيا الوطن
خصصت وزارة الإعلام الحلقة (44) من سلسلة"أصوات من طوباس" لقصة فارسةالثانوية العامة شهد محمد زيد الكيلاني، التي انتزعت المكان الأول في قائمة العشرةالأوائل بفرع العلوم الإنسانية على مستوى الوطن.
وقطعالمؤتمر الصحافي لوزير التربية والتعليم العالي د.صبري صيدم انتظار عائلة زيدالكيلاني الطويل، وبدد لحظات الخوف لشهد وأسرتها الصغيرة، لتبدأ والدتها انتصارساعد (زغرودة) طويلة لم توقفها إلا تهاني الأقارب والجيران، وصخب الأصوات الفرحة.
تقولشهد: خسرت 6 أعشار من المعدل، وأتوقع أن تكون في اللغتين العربية والإنجليزية،وحين استلمت النتيجة عبر الهاتف النقال خشيت أن أكون في ذيل القائمة، ولكن بحمدالله كنت على رأسها، وطرت من الفرح.
اختياروانحياز
كانتفارسة الفرع الأدبي متفوقة طوال صفوفها، ورغم جدارتها في المواد العلمية إلا أنهاانحازت للفرع الأدبي، وأخذت منذ وقت طويل تحلم بدراسة القانون لتكون صاحبة شأن وتتولىمنصب قاضية في المحاكم الفلسطينية.
تروي: منذ صفوفي الأساسية كنت في قائمة الأوائل،ولم أتراجع في أي صف، وتنقلت بين مدارس: أبو ذر الغفاري، والحاجة نبيهة المصري،وطوباس الأساسية، وبنات طوباس الثانوية، ولا أنسى مديراتي ليلي سعيد، وخيراتمبسلط، وجميلة مدارسي، ونائلة مدارسي، فكلهن صنعن نجاحي. وتذكرت لحظة سماع اسمي في أول قائمة العشرة الأوائل معلماتي في(التوجيهي): فدوى للتربية الإسلامية،وحنان للغة العربية، وعلياء للإنجليزية، وهناء للرياضيات، ورويدة للجغرافيا،وصقرية للتاريخ، وآمال للقضايا، وسهاد للإدارة.
أبصرتشهد النور في طوباس يوم 5 أيار 1998، وسبقها شقيقها جهاد في شغل المكان السابع بينرفاقه عام 2013، فيما زالت أختها كنانة ( 9 سنوات) في أول مشوارها الدراسي، أماوالدها فيعمل مديراً عامًا لأوقاف نابلس، وتلتحق والدتها انتصار ساعد في مهمةالإشراف التربوي في ثانوية جنين الشرعية.
تتابع:اخترت في الصف العاشر الفرع الأدبي، وبالرغم من معدلي المرتفع وقتها ( 98,6) إلا أنني قررت الاستجابة لميوليوهوايتي، ولم ألتفت لما قاله الناس والمعلمات، وساعدني كثيراً جو أسرتي ومدرستيالمزينة بالأزهار ومديرتي المتميزة نائلة مدارسي ومعلماتي وصديقاتي على تحقيقنتيجتي.
إنجازونقد
تزيدشهد: أحبطني إضراب المعلمين كثيراً، وكنتأتمنى في كل يوم أن يجد طريقه للحل، ووصلت للحظات فقدان الأمل، وأثر ذلك علىنفسيتنا، لكني اجتزنا الصعاب، وأتمنى أن لا يتكرر ما حدث مع زملائي مستقبلاً.
تضيف:لا أحلم بالدراسة خارج الوطن، وسأختار جامعة النجاح الوطنية، وسأنتقى من فروعالقانون التخصص الأكثر تشويقًا، وأستطيع أن أجد ذاتي فيه أكثر من غيره، وحين كنتأسمع في طفولتي عن العشرة الأوائل، كنت أتخيلهم طلبة بذكاء عالً ويسهرون الليالي الطوال، ويتقدمونللامتحان بسهولة ودون أي خوف أو توتر.
تقدمزيد الكيلاني نقدًا لنظام الثانوية العامةالراهن، وتقول إنها لو كانت صاحبة قرار لغيرت أولاً طريقة تقييم العشرة الأوائل؛حتى لا يُظلم أحد بسبب عشر، ولعملت على إزالة التوتر والضغط الذي يرافق الامتحان،ولأعادت النظر في طول فترة الدراسة، التي بدأت في 23 آب واستمرت حتى تأديةالامتحان في 28 أيار، وهي فترة طويلة يمكن شطب شهرين منها؛ حتى لا يشعر الطلبةبالملل.
تزيد:سأقف لو أتيحت لي فرصة القرار ضد حجب أسماء الطلبة خلال الإعلان عن النتائج، ومنالجميل أن نرى السماء كلها في الصحف كما اعتدنا منذ سنوات طويلة.
ووفقشهد، فإن امتحانات هذا العام كانت صعبة في جلستي اللغة العربية الأولى،والرياضيات؛ لاشتمالها على أسئلة استنتاجيه، ولوجود خلل في إحدى الأسئلة، وعانينلأن المراقبين لم يعلقوا على الخطأ الذي اكتشفنه، والتزموا الصمت
أحلامووزير
تقففي قائمة أحلام فارسة الثانوية العامةبمحافظة طوباس والأغوار الشمالية زيارة وزير التربية لبيت عائلتها للتهنئة؛ ماسيقدم لها دعمًا معنويًا، وأن تحظى محافظتها باهتمام إضافي في الجانب التعليمي،وأن تحجز طوباس ومدرستها بشكل خاص كل عام مقاعد دائمة في قائمة العشرة الأوائل.
تقول:أتمنى أن يغير المجتمع نظرته إلى التعليم التقني ليأخذ فرصته ويبدأ الطلبةبالإقبال عليه بشكل أوسع، ويضايقني تمييز الناس بين (العلوم الإنسانية) و(العلمي)،والتقليل من فرع على حساب آخر؛ لأن الأمر رغبة شخصية لا علاقة لها بالناسوتقييمهم.
لميصمت هاتف شهد الوردي عن الرنين، فيما ظل جرس باب المنزل مشغولاً، وبقيت الجدة(عزية) فرحة، واستمرت العائلة في تقديم لفائف الكلاج الطوباسي ذائع الصيتللمهنئين. فيما راحت الأم تستذكر طفولة شهد التي كانت تلهو طويلًا بالدمى المتحركة،التي أسمتها (سوسن).
ترويالأم: منذ صغر ابنتي كنت أراقب اهتماماتها، فقد حرصت على التركيز والتوكل علىالله، وبذل كل طاقتها، وشقت لنفسها طريق القناعة، فهي اختارت الأدبي دون العلمي،ولم تلتفت لما قاله الناس، ولن نتدخل في التأثير على رغبتها بدراسة ما تحلم به،ومن معرفتي بها لن تتنازل عن إكمال تعليمها في الوطن.
كانتالأم تطلق لقب ( شوشتي) على ابنتها، وظلت تحافظ على هذا الاسم حتى اليوم، وظلقبلها ينبض بالفرح منذ الصباح، وتوقعت لابنتها المكان الثاني أو الثالث قبل التقينمن المركز الأول.
قصصوسيرة
بدوره،أشار منسق وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف إلى أنالسلسلة التي تقترب من إكمال عامها الرابع واكبت الأحوال التعليمية، وحرصت علىتقليد سنوي بنقل حكايات المتفوقين والمتميزين، وحاورت أول سيدة تحصل على شهادةالثانوية العامة، وخصصت حيزاً لمدرسة طوباس الخضراء، وحكاية صاحب الأرشيف التربويعوني ظاهر.
وأضاف:واكبت الوزارة أيضاً الجوانب الإنسانية، فعبرت عن أحوال المكان من تهويد وتعطيشوبيئة، ووصفت الماضي الجميل، وتتبعت جوانب من الحاضر كالملعب البلدي والمستشفىالتركي، وتتبعت إبداعات إنسانية وأدبية، وحاورت قدامى أصحاب المهن، ووصلت لحكاية أولشهيدة أسيرة ومربية وممرضة، وسلّطت الضوء على عالم الفضاء د. عصام النمر الذي أطلقأول مركبة إلى الفضاء عام 1969 ورحل بصمت.



خصصت وزارة الإعلام الحلقة (44) من سلسلة"أصوات من طوباس" لقصة فارسةالثانوية العامة شهد محمد زيد الكيلاني، التي انتزعت المكان الأول في قائمة العشرةالأوائل بفرع العلوم الإنسانية على مستوى الوطن.
وقطعالمؤتمر الصحافي لوزير التربية والتعليم العالي د.صبري صيدم انتظار عائلة زيدالكيلاني الطويل، وبدد لحظات الخوف لشهد وأسرتها الصغيرة، لتبدأ والدتها انتصارساعد (زغرودة) طويلة لم توقفها إلا تهاني الأقارب والجيران، وصخب الأصوات الفرحة.
تقولشهد: خسرت 6 أعشار من المعدل، وأتوقع أن تكون في اللغتين العربية والإنجليزية،وحين استلمت النتيجة عبر الهاتف النقال خشيت أن أكون في ذيل القائمة، ولكن بحمدالله كنت على رأسها، وطرت من الفرح.
اختياروانحياز
كانتفارسة الفرع الأدبي متفوقة طوال صفوفها، ورغم جدارتها في المواد العلمية إلا أنهاانحازت للفرع الأدبي، وأخذت منذ وقت طويل تحلم بدراسة القانون لتكون صاحبة شأن وتتولىمنصب قاضية في المحاكم الفلسطينية.
تروي: منذ صفوفي الأساسية كنت في قائمة الأوائل،ولم أتراجع في أي صف، وتنقلت بين مدارس: أبو ذر الغفاري، والحاجة نبيهة المصري،وطوباس الأساسية، وبنات طوباس الثانوية، ولا أنسى مديراتي ليلي سعيد، وخيراتمبسلط، وجميلة مدارسي، ونائلة مدارسي، فكلهن صنعن نجاحي. وتذكرت لحظة سماع اسمي في أول قائمة العشرة الأوائل معلماتي في(التوجيهي): فدوى للتربية الإسلامية،وحنان للغة العربية، وعلياء للإنجليزية، وهناء للرياضيات، ورويدة للجغرافيا،وصقرية للتاريخ، وآمال للقضايا، وسهاد للإدارة.
أبصرتشهد النور في طوباس يوم 5 أيار 1998، وسبقها شقيقها جهاد في شغل المكان السابع بينرفاقه عام 2013، فيما زالت أختها كنانة ( 9 سنوات) في أول مشوارها الدراسي، أماوالدها فيعمل مديراً عامًا لأوقاف نابلس، وتلتحق والدتها انتصار ساعد في مهمةالإشراف التربوي في ثانوية جنين الشرعية.
تتابع:اخترت في الصف العاشر الفرع الأدبي، وبالرغم من معدلي المرتفع وقتها ( 98,6) إلا أنني قررت الاستجابة لميوليوهوايتي، ولم ألتفت لما قاله الناس والمعلمات، وساعدني كثيراً جو أسرتي ومدرستيالمزينة بالأزهار ومديرتي المتميزة نائلة مدارسي ومعلماتي وصديقاتي على تحقيقنتيجتي.
إنجازونقد
تزيدشهد: أحبطني إضراب المعلمين كثيراً، وكنتأتمنى في كل يوم أن يجد طريقه للحل، ووصلت للحظات فقدان الأمل، وأثر ذلك علىنفسيتنا، لكني اجتزنا الصعاب، وأتمنى أن لا يتكرر ما حدث مع زملائي مستقبلاً.
تضيف:لا أحلم بالدراسة خارج الوطن، وسأختار جامعة النجاح الوطنية، وسأنتقى من فروعالقانون التخصص الأكثر تشويقًا، وأستطيع أن أجد ذاتي فيه أكثر من غيره، وحين كنتأسمع في طفولتي عن العشرة الأوائل، كنت أتخيلهم طلبة بذكاء عالً ويسهرون الليالي الطوال، ويتقدمونللامتحان بسهولة ودون أي خوف أو توتر.
تقدمزيد الكيلاني نقدًا لنظام الثانوية العامةالراهن، وتقول إنها لو كانت صاحبة قرار لغيرت أولاً طريقة تقييم العشرة الأوائل؛حتى لا يُظلم أحد بسبب عشر، ولعملت على إزالة التوتر والضغط الذي يرافق الامتحان،ولأعادت النظر في طول فترة الدراسة، التي بدأت في 23 آب واستمرت حتى تأديةالامتحان في 28 أيار، وهي فترة طويلة يمكن شطب شهرين منها؛ حتى لا يشعر الطلبةبالملل.
تزيد:سأقف لو أتيحت لي فرصة القرار ضد حجب أسماء الطلبة خلال الإعلان عن النتائج، ومنالجميل أن نرى السماء كلها في الصحف كما اعتدنا منذ سنوات طويلة.
ووفقشهد، فإن امتحانات هذا العام كانت صعبة في جلستي اللغة العربية الأولى،والرياضيات؛ لاشتمالها على أسئلة استنتاجيه، ولوجود خلل في إحدى الأسئلة، وعانينلأن المراقبين لم يعلقوا على الخطأ الذي اكتشفنه، والتزموا الصمت
أحلامووزير
تقففي قائمة أحلام فارسة الثانوية العامةبمحافظة طوباس والأغوار الشمالية زيارة وزير التربية لبيت عائلتها للتهنئة؛ ماسيقدم لها دعمًا معنويًا، وأن تحظى محافظتها باهتمام إضافي في الجانب التعليمي،وأن تحجز طوباس ومدرستها بشكل خاص كل عام مقاعد دائمة في قائمة العشرة الأوائل.
تقول:أتمنى أن يغير المجتمع نظرته إلى التعليم التقني ليأخذ فرصته ويبدأ الطلبةبالإقبال عليه بشكل أوسع، ويضايقني تمييز الناس بين (العلوم الإنسانية) و(العلمي)،والتقليل من فرع على حساب آخر؛ لأن الأمر رغبة شخصية لا علاقة لها بالناسوتقييمهم.
لميصمت هاتف شهد الوردي عن الرنين، فيما ظل جرس باب المنزل مشغولاً، وبقيت الجدة(عزية) فرحة، واستمرت العائلة في تقديم لفائف الكلاج الطوباسي ذائع الصيتللمهنئين. فيما راحت الأم تستذكر طفولة شهد التي كانت تلهو طويلًا بالدمى المتحركة،التي أسمتها (سوسن).
ترويالأم: منذ صغر ابنتي كنت أراقب اهتماماتها، فقد حرصت على التركيز والتوكل علىالله، وبذل كل طاقتها، وشقت لنفسها طريق القناعة، فهي اختارت الأدبي دون العلمي،ولم تلتفت لما قاله الناس، ولن نتدخل في التأثير على رغبتها بدراسة ما تحلم به،ومن معرفتي بها لن تتنازل عن إكمال تعليمها في الوطن.
كانتالأم تطلق لقب ( شوشتي) على ابنتها، وظلت تحافظ على هذا الاسم حتى اليوم، وظلقبلها ينبض بالفرح منذ الصباح، وتوقعت لابنتها المكان الثاني أو الثالث قبل التقينمن المركز الأول.
قصصوسيرة
بدوره،أشار منسق وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف إلى أنالسلسلة التي تقترب من إكمال عامها الرابع واكبت الأحوال التعليمية، وحرصت علىتقليد سنوي بنقل حكايات المتفوقين والمتميزين، وحاورت أول سيدة تحصل على شهادةالثانوية العامة، وخصصت حيزاً لمدرسة طوباس الخضراء، وحكاية صاحب الأرشيف التربويعوني ظاهر.
وأضاف:واكبت الوزارة أيضاً الجوانب الإنسانية، فعبرت عن أحوال المكان من تهويد وتعطيشوبيئة، ووصفت الماضي الجميل، وتتبعت جوانب من الحاضر كالملعب البلدي والمستشفىالتركي، وتتبعت إبداعات إنسانية وأدبية، وحاورت قدامى أصحاب المهن، ووصلت لحكاية أولشهيدة أسيرة ومربية وممرضة، وسلّطت الضوء على عالم الفضاء د. عصام النمر الذي أطلقأول مركبة إلى الفضاء عام 1969 ورحل بصمت.


